الصحافة السويدية توجه انتقادات للاتحاد الأوروبي قال الصحافي السويدي بينغت نيلسون، إن الطريقة التي يواصل بها الاتحاد الأوروبي غض الطرف عن تحويل المساعدات الموجهة إلى مخيمات تندوف التي تسيطر عليها "البوليساريو" أمر "مقلق للغاية"، معتبرا أن ذلك "يسيء" أيضا للمواطنين الأوروبيين. وأضاف الصحافي، في مقال نشر أول أمس الاثنين في موقع إتنو بريس، "عمليا، فإن الضرائب التي نؤديها تستخدم لتمويل الجريمة والإرهاب في غرب أفريقيا"، مشيرا إلى أن الوضع المزري الذي يعيشه سكان مخيمات تندوف في الجزائر يسهل تجنيدهم من قبل الجماعات الإرهابية مثل تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، الذي طالما تورط في الاختطاف والاتجار بالبشر وتهريب الأسلحة والمخدرات في المنطقة. وذكر نيلسون في هذا الصدد بأن المواطن السويدي يوهان غوستافسون، من بين الأشخاص المعتقلين في مكان ما في المنطقة الصحراوية الشاسعة في غرب أفريقيا. وأضاف نيلسون أن تحويل مساعدات الاتحاد الأوروبي والصمت منذ ثماني سنوات عن نتائج التحقيق يشكل "فضيحة" يجب على السويد أن تدينها، معبرا عن اعتقاده بأن هذا البلد الاسكندنافي لا يبدو على استعداد لتبني هذا الموقف لأن "اليسار يدعم البوليساريو وربما ليس مهتما بعمليات النصب" التي تقوم بها الحركة الانفصالية. وأشار الكاتب والصحافي السويدي إلى أنه بذلك فإن دافعي الضرائب السويديين قاموا، بدون أن يعلموا، بتمويل الإرهاب في شمال إفريقيا من خلال المساعدات الموجهة للصحراويين الذين يعيشون في المخيمات في الجزائر، والتي تم تحويلها من قبل "البوليساريو". وذكر نيلسون بأن الباحث والخبير الفرنسي أنطون تيسيرون أبرز الروابط القوية بين "البوليساريو" والمنظمات الإرهابية، مضيفا أن الإرهاب في المنطقة يمول في جزء منه عن طريق الغش. وأكد نيلسون أن الاتحاد الأوروبي يمنح منذ عدة سنوات 10 ملايين أورو سنويا كمساعدات لمخيمات تندوف في الجزائر، مضيفا أنه حسب التحقيق الذي أجراه المكتب الأوروبي لمكافحة الغش منذ سنة 2003، اتضح أن المساعدات تم تحويلها. وأكد أن تقريرا تم تقديمه في هذا الصدد سنة 2007 لكن أقبر على عجل، مشيرا إلى أن المفوضة الأوروبية للميزانية قالت في سنة 2007 إن الاتحاد الأوروبي واصل منح المساعدات التي تصل إلى 10 ملايين أورو سنويا لهذه المخيمات رغم تأكيد تحويل المساعدات. وأكد أن التقرير يظهر كيف أن جبهة "البوليساريو" نظمت عملية تحويل المساعدات الموجهة لسكان المخيمات خلال فترة زمنية طويلة، مضيفا أنه وفقا للتقرير، فقد ضخمت "البوليساريو" من عدد سكان المخيمات للحصول على المزيد من المساعدات. وقال إنه حسب تحقيق المكتب الأوروبي لمكافحة الغش فإنه يتم تحويل المساعدات منذ وصولها إلى ميناء وهران لتحال بعد ذلك على مشترين غير معروفين، وفي كثير من الحالات إلى بلدان أخرى. وأشار الصحافي السويدي أيضا إلى أن "البوليساريو" تدعي أن عدد سكان المخيمات يصل إلى 150 ألفا، مبرزا أن هذا الرقم تعترض عليه العديد من الجهات وأن "البوليساريو ترفض أي عملية مستقلة للإحصاء".