قال الشاعر إدريس الملياني إن قصيدته مغربية مستوحاة من رموز وميثولوجيات متداخلة بفعل تداخل الحضارات في المغرب. وأضاف الملياني، في لقاء أدبي في إطار المعرض الدولي ال21 للنشر والكتاب بالدارالبيضاء (من 12 إلى 22 فبراير الجاري)، أن هذه القصيدة تحفل برموز عربية وإغريقية وإفريقية وعبرانية وإيبيرية ومتوسطية وغيرها، وهي منفتحة على التراث، ما حدا بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية إلى طبع ديوانه «تانيت.. ألواح أمازيغية». ورأى أن «كل الروافد اللغوية في المغرب على القدر نفسه من الحب والاحترام، وأن لا مفاضلة بين الأجناس الأدبية والشعوب واللغات والثقافات والحضارات والملل، لأنها متمازجة»، ولأن «الحديث عن الصفاء الكامل مثالية مستحيلة». وأشار الشاعر إلى أن هناك جيلين من الكتاب المغاربة، وبينهما جيل ثالث يستعصي على التحقيب النقدي يمثله هو شخصيا وآخرون، هو جيل «المطرقة والسندان» الموزع بين الريادة والحداثة على غرار ما هو عليه الأمر بالنسبة لسعدي يوسف في المشهد الشعري في العراق. وأوضح أن الجيل الأول هو جيل الراشدين المؤسسين للقصيدة المغربية، المرسين لدعائمها، والمكرسين للحداثة، وهم يشكلون بحيرة سبح فيها معظم ممثلي الجيل الثاني، ومصادر نهل منها هذا الجيل الذي تتلمذ على يديه أبرز رموزه في ستينيات القرن الماضي. ودعا الملياني إلى الأخذ بأسباب الحداثة، منتقدا بشدة اللجوء إلى «القدامة التي تم تجريبها بما فيه الكفاية»، باعتبارها مظهرا من مظاهر التردد، كما انتقد بشدة انتقال الطائفية إلى الإبداع، أو ما أسماه «النقد الطائفي». وبخصوص قصيدة النثر، رأى الملياني، عضو المكتب التنفيذي لاتحاد كتاب المغرب، أنها «دون ضوابط ودون قوانين، وتسميتها غريبة، كما أنها تراهن على قارئ مجهول». وعن أعماله الترجمية، قال إنه تعرف على نصوص جميلة إبان دراسته بالمركز السوفياتي سابقا بالرباط، قبل أن يقوم بترجمة روايات ودواوين لشعراء روس وسوفيات من قبيل بوشكين وإيفتشنكو، وقصائد من الشعر الإيسلندي ضمنها ديوان «أزهار من الشعر العالمي». وعن تجربته كتابة رواية، ستصدر قريبا بتونس وأخرى قيد الإعداد عن عوالم الدارالبيضاء القديمة من خلال عائلة مغربية يهودية الديانة، قال إن المبدع يسكن عادة في البيت الأول إلا أن الشاعر قد يكتب سردا والعكس صحيح، والشعر موجود في الرواية، كما أن العنصر السردي من شخوص وحوارات ومشهدية ورموز متوفرة في قصائده. وأضاف الملياني أنه كتب محكيات حبا في الحكي والسرد، على شكل كتابة موازية، كما كتب مقالات نقدية عاشقة، معتبرا روايته الأولى التي ستصدر قريبا في تونس سيرة روائية تتحدث عن تجربته في الاتحاد السوفياتي سابقا حيث درس اللغة والأدب الروسيين. وقال إن كتابته الرواية لأول مرة « تحد جميل» يسعى من خلاله إلى وصف جمال الإنسان والطبيعة (خاصة البحر الأسود) والجمال النضالي وتجارب الحب، ونقل عن الروائي الروسي دوستويفسكي قوله على لسان «الأبله»، في رواية له بالعنوان نفسه، إن «الجمال وحده ينقذ العالم». صدرت للشاعر إدريس الملياني بالخصوص دواوين (أشعار للناس الطيبين) بالاشتراك و(مدار الشمس رغم النفي) و(في ضيافة الحريق) و(زهرة الثلج) و(حداد علي) و(مغارة الريح).