بعد أن أزعجتها مصداقيته ونضالاته خدمة للوطن والمواطنين يبدو أن التسخينات الانتخابية بآسفي انطلقت قبل أوانها، بل وانطلقت بشكل علني من خلال استهداف مناضلي ومناضلات حزب التقدم والاشتراكية بالمدينةوالإقليم. فمنذ إعادة هيكلة كتابته الإقليمية وهياكله التنظيمية الموازية، مرورا باللقاءات والتجمعات الحزبية التي ترأستها قياداته وعلى رأسها الأمين العام الرفيق نبيل بنعبد الله، وصولا إلى الصحوة والانطلاقة الجديدة التي بات يسجلها، استشعر مناضلات ومناضلو حزب التقدم والاشتراكية فصول حرب يشنها عليهم وعلى حزبهم تجار الانتخابات، وبعض خفافيش الظلام الذين اعتبروا صحوة الحزب وانطلاقته الجديدة التي أصبحت تلامس قضايا وانشغالات المواطن، وتستعمل لغة الشفافية في التخاطب معه في كل نقطة من نقط المدينةوالإقليم، خطرا داهما، يهدد نفوذهم الذي بنوه من خلال ممارسات عقيمة عفا عليها الزمن، وتجاوزها المغرب. خفافيش الظلام ترغب بالتأكيد في إرجاع الوطن إلى الوراء، من خلال محاربة العمل الحزبي الجاد الذي أبان عنه مناضلات ومناضلو حزب التقدم والاشتراكية بمدينة وإقليمآسفي، سلاحهم في ذلك الإشاعات، ومنابر إعلامية تتلقف الترهات، ولاتجد ضيرا في نشر هذه الإشاعات. آخر فصول هذه الحرب المعلنة والخفية التي تُشنُّ هذه الأيام على رموز الحزب بالمدينةوالإقليم، هو استغلال عملية شذ الحبل بين المصالح البيطرية وممارسي مهنة الجزارة بالمدينة وبالأسواق الأسبوعية. عنوان الحرب الظاهر، طبعا، تطبيق القانون ومحاربة الذبيحة السرية، ومنع إعادة بيع اللحوم المذبوحة بالأسواق الأسبوعية بالمدينة أو بمحلات داخل تراب الجماعة. وعنوانها الخفي مخالفة القوانين ومناصرة تجار الذبيحة السرية المنتشرين بمختلف مناطق المدينةوالإقليم. هذه المناورة المكشوفة أدت إلى انتفاضة بعض مهنيي الجزارة يوم الأحد 15 فبراير الجاري بالسوق الأسبوعي "حد احرارة" الذي يبعد عن المدينة بحوالي 17 كلم. انتفاضة جاءت مباشرة بعد إخبارية تفيد بأن المصالح البيطرية ومصالح وزارة الفلاحة بإقليمآسفي، وفي إطار محاربتها لظاهرة الذبيحة السرية، قررت منع نقل اللحوم الحمراء من الأسواق الأسبوعية باتجاه المدينة. بيد أن بداية شد الحبل انطلقت قبل ذلك، حين ضبط رجال الأمن الوطني سيارة أجرة كبيرة، قادمة من جماعة "حد احرارة" محملة بحوالي 80 كلغ من اللحوم الحمراء، حيث أعطيت الأوامر بحجز السيارة واعتقال الجزار وسائق السيارة، واللذان أفرج عنهما ليتابعا في حالة سراح، وهو ما عجل بعقد اجتماع موسع لكافة المتدخلين من سلطات ومصالح بيطرية وسلطات أمنية، أسف عن صدور قرار بمنع نقل اللحوم المتبقية من عمليات البيع بالأسواق، وتشديد المراقبة الأمنية داخل الأسواق الأسبوعية من أجل تطبيق القرار الذي استحسنه الكثيرون لكونه سيحارب ظاهرة الذبيحة السرية، وظاهرة بيع اللحوم على قارعة الطريق وداخل دروب وأزقة المدينة. في هذا الإطار، عاينت بيان اليوم، خلال جولة بالكثير من الأسواق العشوائية ودروب المدينة القديمة، تجار يبيعون لحوما حمراء مجهولة المصدر بثمن لا يتعدى 25 درهم للكيلوغرام الواحد، ليتبين للجريدة، وللسلطات أن هناك من بين المهنيين من يستغل الأسواق الأسبوعية للقيام بذبح أبقار وأغنام غير صالحة للذبح، وخلط لحومها مع الذبيحة المُراقبة من طرف الطبيب البيطري، تم نقلها إلى المدينة أو إلى دكاكين بيع اللحوم المنتشرة على الطرقات الوطنية والجهوية، وتحويلها إلى لحوم مفرومة وتقديمها بمحلات الشواء التي انتشرت بمختلف دروب وأحياء المدينة لدرجة الغرابة. إلى هنا كانت الأمور عادية. لكن الغير عادي هو ما تقوم به مافيا الانتخابات وتجار السياسة، بربطها بين القضية التي تهم مصالح خارجية للدولة وإداراتها الأمنية والترابية، وبين الحاج عمر محيب، رئيس جمعية اللحوم الحمراء الذي يترأس التعاونية الفلاحية بآسفي CAM، والذي يُعتبر صاحب المبادرة الأولى في إعادة هيكلة الكتابة الإقليمية للحزب، ودعم الصحوة الجديدة التي وقفت عليها القيادة السياسية للحزب بالمدينةوالإقليم، بالإضافة لكون نجله رشيد محيب هو الكاتب الإقليمي للحزب. هذا الربط تم بشكل ينم عن خبث سياسي ومكر غريب، ذلك أن الكثير من المهنيين والكثير من المواطنين التقطوا إشاعة مفادها أن "محيب" هكذا بدون ذكر الإسم والصفة، هو سبب القرارات التي صدرت عن السلطات المحلية والإقليمية والمصالح البيطرية. فقد استغلت المافيا الانتخابات إصرار الكثير من الجزارين على مخالفة القانون، أو الإضراب عن الذبح بالأسواق، لنفث إشاعتها بينهم، بل باتوا يرددونها كلازمة يجيبون بها عن كل من يُساءلهُم عن سبب امتناعهم عن الذبيحة بسوق "حد احرارة"، فيكون الجواب على الدوام بأن "محيب يريد أن يقطع أرزاقكم من خلال تواطئه مع السلطات والمصالح البيطرية". كلام خطير التقطناه ونحن نقوم بجولة بين مهنيي الجزارة بسوق "حد احرارة" وحتى لدى بعض المواطنين ممن فوجئوا بعدم وجود اللحوم الحمراء، لتنتشر الإشاعة كالنار في الهشيم، ويصبح الرجل الذي يترأس جمعية مهنية لمُنتجي اللحوم الحمراء التي تنتمي بشكل طبيعي للجمعية الوطنية لمنتجي اللحوم الحمراء، في موضع اتهام مجاني، والسبب طبعا ما أصبح يمثله حزب التقدم والاشتراكية من قوة زعزت عروش تجار السياسة، وجعلتهم ينقضُّون على أول فرصة لضرب الرجل ومن خلاله حزب التقدم والاشتراكية الذي يترأس كتابته الإقليمية رشيد محيب. الإشاعة حركت خفافيش الظلام، وتكفلت بعض المنابر الإعلامية باللعب على لغة الهمز واللمز، فكان لزاما التحرك لاستجلاء الحقيقة ولتنوير الرأي العام. إذ قامت بيان اليوم بربط الاتصال بشكل مباشر مع الحاج عمر محيب الذي أكد بشكل قاطع بأن لا علاقة بينه وبين قرار السلطات المحلية والإقليمية والمصالح البيطرية، سواء كرئيس للجمعية، أو كأحد الفعاليات الاقتصادية والسياسية بالمدينة، مؤكدا على أنه مع تطبيق القانون، ولم يكن أبدا مع قطع الأرزاق، ومشددا على أن الأشخاص والجهات التي روجت للإشاعة تريد " تقديم صورة مغايرة عن شخصي، كأحد الفعاليات الاقتصادية بالمدينة، وكمناضل ينتمي لحزب وطني عتيد هو حزب التقدم والاشتراكية"، مضيفا أن من يتحدث عن "محيب" فقط دون ذكر الإسم، يريد كذلك ضرب الكاتب الإقليمي للحزب لأنه يحمل نفس اللقب، خصوصا وأننا يضيف الحاج عمر محيب، على أبواب الانتخابات،. وبلغة بسيطة، اعتبر الحاج محمد محيب بأن تحركات الحزب ونجاحات لقاءاته الجماهيرية وزيارات قيادته للإقليم، وإعادة هيكلة الكثير من الفروع والمنظمات الموازية، والإلتحاقات الوازنة للكثير من الشخصيات والأسماء ورؤساء جماعات ومنتخبين من العيار الثقيل، أقلقت بعض الجهات التي ألفت الاصطياد في الماء العكر، ونسجت هكذا إشاعات من أجل ضرب الحزب، وتصوير مناضليه ورفاقه ورفيقاته بأنه ضد مصلحة المواطنين، مع أن المصلحة تقتضي دعم مبادرة السلطات في محاربة الذبيحة السرية، وعدم تقديم لحوم حمراء تضر بصحة المواطن، ومعها إيجاد صيغة مناسبة للتقريب بين وجهات نظر السلطات والمصالح الخارجية للدولة ومهنيي الجزارة. إن من يتشدق بأن "محيب" هو من تسبب في عدم الذبح يوم السوق، كان عليه تقديم البديل، ورفع شعار تطبيق القانون، خصوصا أن الدستور في هذا الباب واضح، والمغرب الجديد يقتضي القطع مع من يذبح بقرة مريضة أو خروفا ميتا، ويخلط لحمه مع لحوم أشَّرَ عليها الطبيب البيطري بسوق من الأسواق الأسبوعية. في كل مساء تغزوا المدينة لحوم غير معروفة المصدر، ضررها كبير على صحة المواطن، وهو أمر لطالما أكد عليه الجميع، وحين جاء وقت تطبيق القانون، لم يجدوا غير "محيب" لتحميله مسؤولية ذلك، رغم أن الجميع فهم القصد، وعلم أن ضرب محيب تحت الحزام، إنما الهدف منه ضرب حزب التقدم والاشتراكية بمدينة وإقليمآسفي. بيان اليوم كان لها اتصال بمسؤولين يمثلون السلطات المحلية والمصالح البيطرية بالمدينة، فأكدوا بأن ما عرفه السوق الأسبوعي "حد احرارة"، يعتبر، في حد ذاته، تحديا للقانون. فمهنيو الجزارة، يقول المسؤولون، " حاولوا الضغط من أجل أن يبقى الوضع على ما كان عليه، وهو أمر مرفوض، وبالتالي حاول المهنيون ذلك اليوم وضع السلطات أمام الأمر الواقع، لكن حزم السلطات والمصالح البيطرية، جعلت تلك الوقفة الاحتجاجية، والتصريحات واللافتات التي امتزجت بالأعلام الوطنية، تنهار أمام عبرة واضحة ولا لبس فيها، احترام القانون ومحاربة الذبيحة السرية، وما دون ذلك يمكن التفاوض من أجله". بيان اليوم انتقلت إلى باقي الأسواق التابعة لإقليمآسفي حيث وقفت على نشاط عادي بسوق "حد أولاد سلمان" أو بالسوق الأسبوعي الاثنين وسوق الثلاثاء. في هذه الأسواق نلمس وعيا عاما لدى المهنيين زمن "السبة" ولىَّ، وزمن الذبيحة السرية وأطنان اللحوم الحمراء التي كانت تُنقل إلى المدينة وباقي الجماعات، بحجة أنه من بقايا ذبيحة الأسواق، تم تجاوزه من خلال مراقبة أمنية صارمة للدرك الملكي والأمن الوطني، والمصالح البيطرية، ومصالح المراقبة بالولاية والمجالس المنتخبة، حفاظا على صحة المواطن أولا، تم من أجل إخضاع مهنة الجزارة لمراقبة قبلية وبعدية، تفاديا لما تخلفه ذبائح سرية لحيوانات مريضة وحتى ميتة، يشتريها المواطن "الغلبان" لبخس ثمنها،فتسبب له تسممات وأمراض خطيرة، تنهك المواطن والدولة على حد سواء. هذه الأسواق التي ينتشر الوعي فيها شكلت سدا منيعا أما خفافيش الانتخابات. وكل مهني سيهمس بالتأكيد في أذن من روج الإشاعة التي أخطأت طريقها، ليقول إن الحاج عمر محيب، آمن ببرامج وأهداف حزب التقدم والاشتراكية، وكان له الفضل في اللقاء الجماهيري الكبير الذي ترأسه الرفيق الأمين العام للحزب، ودعم بشكل متواصل مختلف المراحل التي قطعها الحزب خلال مرحلة قصيرة، آخرها الزيارة التاريخية للرفيق نبيل بنعبد الله ووفد يمثل القيادة السياسية للحزب، للمقر الجديد للحزب. وما التنويه الذي قدمه الأمين العام في حق الحاج محيب وكل عائلة محيب في دعمها لصحوة الحزب الجديدةبالمدينةوالإقليم إلا اعتراف بنضال الرجل الذي آمن بهذا الحزب وتشبث بمبادئه. لهؤلاء الخفافيش، يقول حزب التقدم والاشتراكية في إقليمآسفي لتجار الانتخابات إن طلقتهم أخطأت هدفها والمواطنون والكثير من مهنيي الجزارة عرفوا أن الإشاعة صفر على الشمال، وأن متانة ومناعة الحزب ورفاقه، ستكون سدا حصينا يقارعهم أمام المواطن حين تحين ساعة الامتحان.