دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لاستصدار قرار من الأممالمتحدة يمنح تفويضا لتشكيل تحالف دولي للتدخل في ليبيا بعد أن قصفت طائراته أهدافا لتنظيم الدولة الإسلامية هناك. وقال أمس الثلاثاء إنه ما من خيار آخر في ضوء موافقة شعب ليبيا وحكومتها ودعوتهما للتحرك، وسئل إن كانت مصر ستكرر نفس العمل فقال إن الموقف يتطلب فعل ذلك من جديد وبشكل جماعي. وبث تنظيم الدولة الإسلامية الأحد تسجيل فيديو يصور قطع رؤوس 21 مصريا مسيحيا مما جر مصر بشكل مباشر إلى الصراع في ليبيا وأثار قلقا من امتداد نفوذ الإسلاميين المتشددين الذين ينشطون بالفعل في سوريا والعراق. ووصف السيسي الحرب في ليبيا التي شاركت فيها فرنسا ضمن ائتلاف دولي لدعم القوات التي أطاحت بمعمر القذافي عام 2011 بأنها مهمة لم تنته، وقال إن العالم تخلى عن الشعب الليبي وتركه أسير ميليشيات متطرفة. ودعا الفصائل إلى تسليم أسلحتها ولكنه حث على تزويد الحكومة الليبية المعترف بها دوليا ومقرها مدينة طبرق في شرق البلاد بالأسلحة بعد أن سيطر منافسوها على السلطة في طرابلس.وطالبت حكومة طبرق برفع الحظر الدولي المفروض على الأسلحة لمساعدتها في السيطرة على البلاد من جديد. وقد ذكرت وزارة الخارجية المصرية في وقت سابق أن مجلس الامن الدولي التابع للأمم المتحدة سيعقد جلسة طارئة غد الأربعاء لبحث الإرهاب في ليبيا. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية بدر عبد العاطي، في بيان مساء الاثنين، أنه تقرر عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن غد الأربعاء، مشيراً إلي أن وزير الخارجية سامح شكري سيجري مشاورات تمهيدية مع سفراء كل من السعودية والأردن والبحرين والإمارات في إطار التنسيق المشترك ولوضع استراتيجية للتحرك تمهيدا لعقد الجلسة الطارئة. وتوجه شكري فجر أول أمس الاثنين، إلى نيويورك لقيادة التحرك الدبلوماسي في الأممالمتحدة وحشد الدعم الدولي الداعم للتحرك في ليبيا ضد الإرهاب في أعقاب الحادث الذي راح ضحيته 21 مصريا قبطيا علي يد متطرفي داعش في ليبيا. وعقد شكري اجتماعا في نيويورك مع مندوبة الأردن باعتبارها العضو العربي الوحيد في مجلس الأمن، ومع مندوب ليبيا بهدف التنسيق والتحضير للتحرك المرتقب في مجلس الأمن لبحث الحادث الإرهابي وتداعياته وسبل مواجهة خطر الارهاب في ليبيا باعتباره يهدد الأمن والسلم الدوليين. وفي سياق متصل، أفاد عضو الفريق الإعلامي للكتيبة 166 حسن القلاي بأنه لم تدر بعد أي مواجهات بين الكتيبة 166 التابعة لرئاسة الأركان، المدعومة من المؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته، وبين عناصر تنظيم داعش في مدينة سرت. وأضاف أن المعلومات المتوفرة لديهم تفيد بتمكن "داعش" من إخراج الأسلحة والذخائر من المدينة تحسبا لتعرضها للقصف الجوي.وكانت الكتيبة توجهت ظهر أمس من مدينة مصراتة لتعزيز الكتائب الموالية للمؤتمر الوطني في مدينة سرت في معركتها ضد التنظيم. وكشف القلاي أن القوة يبلغ قوامها نحو 120 سيارة مزودة بأسلحة خفيفة وثقيلة، وأن كل مركبة بها من أربعة إلى خمسة جنود، إضافة للمسعفين وسيارات الإسعاف المجهزة. وقال إن القوات وجهت نداءات أخيرة لقوات التنظيم حتى يسلموا أنفسهم ولكن لم يتلقوا أي استجابة، مشيرا لاتخاذهم المدنيين كدروع بشرية ومنعهم من الخروج، الأمر الذي من المحتمل أن يسبب في حدوث كارثة بشرية و إزهاق أرواح ليس لها ذنب في القتال الجاري. وأضاف أن رئاسة الأركان كلفت الكتيبتين 154 و111 وبعض الكتائب من خارج مدينة مصراتة للخروج في صباح الثلاثاء من مدينة مصراتة لدعم القوات في سرت في معركتها ضد "داعش".