قررت السلطات المغربية التعليق المؤقت للرحلات الجوية الرابطة بين المغرب وليبيا، اعتبارا من يوم الاثنين الماضي ، بسبب العمل الإرهابي الدنيء الذي قامت به جماعات مسلحة إرهابية بليبيا بقتلها ل 21 مواطنا مصريا بريئا. وأوضح بلاغ مشترك لوزارة الداخلية ووزارة التجهيز والنقل واللوجستيك أن هذا التعليق المؤقت أملاه عدم مطابقة إجراءات تسيير الرحلات، انطلاقا من المطارات الليبية، لمعايير السلامة المفروضة من قبل الهيئات الدولية للطيران المدني. وأضاف البلاغ أن هذا التعليق يهم أيضا عبور الطائرات الليبية للمجال الجوي المغربي. وأكد المصدر ذاته أنه سيتم تسهيل عمليات تنقل المغاربة المقيمين في ليبيا، الراغبين في العودة إلى بلدهم، انطلاقا من البلدان المجاورة لليبيا. وقالت الحكومة المغربية إنها علقت كل الرحلات الجوية بين المدن المغربية وليبيا وأغلقت مجالها الجوي أمام الطائرات الليبية، بسبب مخاوف أمنية. وعبر المغرب عن إدانته القوية للعمل الإرهابي الدنيء الذي قامت به جماعات مسلحة إرهابية بليبيا بقتلها ل 21 مواطنا مصريا بريئا. وذكر بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون، أن المملكة المغربية تؤكد مجددا «تضامنها التام مع جمهورية مصر العربية في الدفاع عن مواطنيها وحماية أراضيها من كل سوء، كما تتقدم إلى كل فئات الشعب المصري الشقيق وإلى أسر الضحايا بخالص عبارات التعازي والمواساة إثر هذا العمل الإرهابي». كما عبر المغرب عن شجبه لهذا العمل المقيت، المحرم دينيا والمتناقض مع جميع القيم الإنسانية، مؤكدا من جديد أن الأعمال الإرهابية، كيفما كانت دوافعها وأيا كان مقترفوها، لن تخدم أي دين أو مشروع مجتمعاتي. من جهته دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ، الثلاثاء، الى تدخل عسكري دولي في ليبيا بقرار من مجلس الامن الدولي في مقابلة أجرتها معه اذاعة أوربا 1 الفرنسية في القاهرة. وقال السيسي «ليس هناك من خيار آخر، مع الاخذ في الاعتبار أهمية أن يكون الشعب الليبي راضيا وأن تستدعينا الحكومة الليبية للعمل على بسط الاستقرار بالتحاور معهم». وشدد الرئيس المصري على أن الفوضى في ليبيا لا تهدد مصر المجاورة فحسب، بل المنطقة برمتها واوروبا. وقال» الرسالة هذه نوجهها للأوروبيين والفرنسيين. لقد قلت للرئيس الفرنسي (فرنسوا هولاند) قبل أربعة أشهر «احذر، ما يحصل في ليبيا سيجعلها بؤرة ارهاب ستهدد المنطقة بالكامل وستهدد المنطقة ليس مصر فحسب بل حوض المتوسط واوروبا+». وتابع «هذه المشكلة يجب التعامل معها لأن المهمة لم تستكمل من جانب أصدقائنا الاوروبيين» خلال التدخل الذي أدى الى سقوط نظام معمر القذافي» مضيفا «نحن تركنا الشعب الليبي أسرى لميلشيات متطرفة». وقال «حين تدهور الوضع في ليبيا قلنا ان ذلك سيشكل خطرا كبيرا، ليس على الليبيين فقط بل على جميع الجيران وعلى الاوروبيين. علينا أن نعمل معا للتغلب على الارهاب». وكان السيسي وهولاند دعيا إثر اتصال هاتفي الى اجتماع لمجلس الامن الدولي، واتخاذ «تدابير جديدة» ضد تنظيم الدولة الاسلامية بعد اغتياله 21 قبطيا مصريا في ليبيا. وقصفت مقاتلات مصرية فجر الاثنين مواقع لتنظيم الدولة الاسلامية في ليبيا. من جهته طالب رئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح يوم الاثنين الماضي، المجتمع الدولي بتسليح الجيش الوطني الليبي حتى يتسنى له محاربة التنظيمات المتطرفة الموجودة على الأراضي الليبية رافضا احتياج بلاده إلى أي قوات برية عسكرية أجنبية على أراضيها. وقال خلال اتصال هاتفي مع قناة (العربية الحدث) أن الجيش الليبي قادر على محاربة هذه الميليشيات المتطرفة، إلا أنه يحتاج إلى السلاح والمعدات اللازمة، متسائلا كيف يمنع السلاح عن الجيش الليبي ويطلب منه محاربة الإرهاب. وأضاف «إن المجتمع الدولي تخلى عن الجيش الوطني الليبي من خلال توفير السلاح اللازم له وهو ما قوى التشكيلات المتطرفة في ليبيا» ، محملا المجتمع الدولي وجامعة الدول العربية مسؤولية الاعتداء على المنشآت الحيوية وحقول النفط داخل الأراضي الليبية». وأكد رئيس البرلمان الليبي تضامن الشعب الليبي مع مصر في محاربة الإرهاب. وكان تنظيم «داعش» قد نشر شريط فيديو على الإنترنت يوم الأحد يظهر عملية إعدام 21 مصريا اختطفوا الشهر الماضي في مدينة سرت (450 كلم) شرق طرابلس.