تجتمع اليوم اللجنة المركزية لحزب التقدم والاشتراكية في إطار دورتها الثالثة ضمن سياق حزبي ووطني حافل بالاستحقاقات والانتظارات، وينتظر أن تمثل محطة هامة في مسار تكريس الدينامية التنظيمية والإشعاعية للحزب والسعي لتطويرها. وكما دأب الحزب منذ سنوات، فقد كانت هذه الدورة أيضا مسبوقة بلقاءات جهوية انعقدت بمختلف مناطق البلاد، وأشرف عليها أعضاء المكتب السياسي بمن فيهم الأمين العام، وجرى خلالها مناقشة مشروع التقرير الموجه لاجتماع اليوم، والتداول في عديد قضايا حزبية وسياسية وتنظيمية محلية ووطنية، ما يجعل اجتماع "برلمان الحزب" محطة لتفعيل حوار سياسي وتنظيمي داخلي عميق ومكثف بمشاركة كل هياكل الحزب مركزيا وفي المناطق، وهذا سيجعل اجتماع اليوم بعين عتيق مناسبة أيضا لتجميع المقترحات والآراء لصياغة التوصيات والمقررات، وبالتالي جعل خارطة الحزب نتاج مساهمة حزبية جماعية واسعة... وفي الوقت الذي كان البعض يعول على خلق وإشاعة توترات هامشية تلتف حول الحزب، كان هذا الأخير ينكب على إحكام أجهزته التنظيمية، وعلى تمتين ممارسته الديمقراطية الداخلية، وتطوير إشعاعه وتواصله مع المجتمع، واجتماع اللجنة المركزية اليوم يندرج بالذات ضمن هذا المسلسل، وفي إطار إصرار الحزب على تميزه وترسيخ وجوده وفعله السياسي الوطني. من المؤكد أن حزب التقدم والاشتراكية يدرك طبيعة الظرفية التي تنعقد في ظلها لجنته المركزية، وهي ظرفية انتخابية بامتياز، كما أنها تتميز بتنامي انتظارات شعبنا وتطلعاته من أجل الإصلاح، ولهذا هو ينكب أولا على تقوية شروط المتانة الداخلية لتنظيمه، وتعزيز التفاف كافة المناضلات والمناضلين، في القيادة وفي الفروع، حول حزبهم، ومن أجل أن يكسب رهانات كل الاستحقاقات التنظيمية والسياسية القادمة. اجتماع اللجنة المركزية اليوم هو محطة تنظيمية عادية ضمن دينامية أشمل يسجلها كل المراقبين منذ مدة، وتجسدها الأنشطة العديدة بمختلف جهات المملكة، وعشرات التجمعات الجماهيرية، ومؤتمرات المنظمات الموازية التي كانت ناجحة وبلا أي احتقانات أو توقفات، والمبادرات الوطنية والإشعاعية والتواصلية الكثيرة، والحضور المستمر في الميدان، ومن خلال الفعل الحكومي والبرلماني والمحلي، وكل هذا جعل الضربات التي وجهت للحزب تصطدم بجدار قوي هو الوحدة الرفاقية النضالية المميزة للجسم الحزبي الداخلي. اللجنة المركزية للحزب، باعتبارها برلمان الحزب، ستهتم، من دون شك، بالنقائص المسجلة في حياة وعمل الحزب، وذلك ضمن ثقافة النقد والنقد الذاتي المعروفة في أدبيات الحزب وسلوكه التنظيمي، وستتطرحها للنظر الجماعي، وذلك بغاية تصحيح الاعوجاجات، ومعالجة تجليات الضعف من أجل تقوية السير إلى الأمام... إن اجتماع التقدم والاشتراكية اليوم بعين عتيق هو مناسبة أخرى ليجسد التقدميات والتقدميون إصرارهم على الدفاع عن حزبهم، وعلى تميزه واستقلالية قراراته، وأيضاً على مواصلة تطويره وتقوية إشعاعه ورسوخه السياسي والانتخابي، ومواجهة كل من يتربص به، ويسعى لتقزيمه أو مسحه من الوجود حتى... هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته