ينشر الموت ليل نهار على مساحات شاسعة ضاعت ثرواتها النباتية والحيوانية حول مقلع للأحجار بالجماعة القروية "إيغود" حياة الساكنة إلى جحيم لايطاق، بعدما أتى على الأخضر واليابس، حيث قضى على جزء مهم من الثروة الحيوانية والنباتية والفرشة المائية، وجعل المواطنين يستنشقون هواء ملوثا نتيجة الغبار المتطاير الحامل للموت المحقق. ويزيد الاستعمال العشوائي للمتفجرات من معاناة السكان الذين ضاقوا درعا بالضوضاء والضجيج المنبعث من الآلات الضخمة المستaعملة في استخراج الأحجار وكسرها، ما أثر على تلاميذ المؤسسات التعليمية الذين لا يعرفون للتركيز سبيلا. ولو اقتصرت التداعيات السلبية للمقلع عند هذا الحد لهان الخطب، فعشرات الشاحنات التي تقطع المسافة الفاصلة بين المقلع ومستودعات التخزين، والتي أطلق عليها السكان اسم "شاحنات الموت" ألحقت أضرارا بليغة بالطريق الرابطة بين الجماعة وسبت جزولة، وتتسبب مرارا في حوادث سير مميتة. أوضاع كارثية رصدتها بيان اليوم في ربورتاج ننشره ضمن مواد هذا العدد، وننقل عبره نداءات السكان المطالبين بفتح تحقيق فوري يرصد الأضرار ويحددها، ويقدم البدائل الممكنة التي تضع في أولوياتها حماية السكان والطبيعة وإعادة الحياة للبنية التحتية التي عصف بها المقلع، قبل المصلحة المادية والمنافع التي يعود بها المقلع على أصحابه وعلى اليد العاملة القادمة من مناطق بعيدة..