القضاء على الثروة النباتية والحيوانية وإلحاق أضرار بليغة بصحة الساكنة التلاميذ يعانون من غياب التركيز والأطفال أكثر الفئات تضررا شاحنات «الموت» المحملة بأطنان من الحجارة تهدد حياة السكان في كل لحظة ونحن على بعد كيلومترات من الوصول إلى مقلع الأحجار"إيغود" بالجماعة القروية إيغود التابعة لإقليم اليوسفية بولاية آسفي، اضطر سائق السيارة التي تقلنا نحو ذات المقلع إلى التخفيف من سرعته، بعد ما فوجئ بعشرات من الشاحنات المحملة بأطنان من الحجارة، تسابق الزمن، حيث كانت تسيربسرعة جنونية، دون مراعاة لبنية الطريق المهترئة، ولا لباقي أصحاب السيارات أوالمواطنين الذين يتنقلون عبر دوابهم. أكثرمن ذلك، كانت الرؤية غيرواضحة بفضل أصحابأالغبارالمتطايرالذي تخلفه هذه الشاحنات، ناهيك عن وجود أحجار كبيرة بجانب الطريق بعد سقوطها من هذه الشاحنات نفسها. منظرآخر آثار انتباهنا، يتمثل في كون عشرات من أشجارالأركان المنتشرة على طول جبل إيغود البالغ حوالي خمسة كيلومترات، أصبحت أوراقها ذابلة، في حين تم إعدام عشرات أخرى، تحت أطنان من الأتربة والأحجار الممتدة على جزء كبيرمن مساحة الجبل تستغل من طرف صاحب المقلع.هذه الصوروغيرها كانت كافية، لنستحضربقوة معاناة السكان المجاورين للمقلع، قبل اللقاء بهم والذي دام عدة ساعات، وتضمن ايضا زيارة لمحيط المقلع، ومجموعة من المساكن، والاستماع لعشرات من شهادات السكان وتلاميذ المؤسسات التعليمية وفاعلين جمعويين وسياسيين، حيث توصلنا إلى أن المقلع المذكور، يتسبب يوميا في مقتل الثروة الحيوانية والنباتية ويلوث البيئة، ويقتل الإنسان بدوره ولو بشكل بطيء عن طريق استنشاقه اليومي للغبار المتطاير. في مقابل ذلك، نجد أن السلطات المحلية، عوض أن تقف إلى جانب السكان وذلك بتطبيق القانون، عبراحترام دفتر التحملات، انحازت لصاحب الشركة بترهيب السكان المحتجين. التفاصيل مقلع إيغود تعود بداية الأشغال في استخراج الأحجارمن هذا المقلع، إلى الشهور الأولى من بداية السنة الماضية، وهو في ملكية شركة مشهورة على رأسها ملياردير معروف، حصلت على صفقة بناء الميناء المعدني الجديد الواقع على بعد 15 كيلومترا جنوبآسفي. ونظرا لحاجة الميناء للأحجار، فقد تم استغلال هذا المقلع لتزويد الميناء المذكور بكل احتياجاته من الأحجار، دون مراعاة لأي اعتبار، سواء تعلق الأمر بالجانب البيئي أو الصحي وغيره، حيث يتبين أن صاحب الشركة، لايهمه سوى إتمام بناء الميناء المذكور، ثم سيغلق المقلع وتغادر الشركة المنطقة لتترك الجماعة تواجه مصيرها بنفسها. مسيرة احتجاجية في اتجاه المقلع كانت الساعة تشير إلى العاشرة والنصف صباحا، من يوم الخميس الماضي، حين وصلنا إلى مدخل قرية إيغود، حيث صادفنا مجموعة من الشباب، ضمنهم تلاميذ ينظمون مسيرة احتجاجية في اتجاه المقلع، وهم يرددون عدة شعارات ضمنها، عارعارعيب وعار/الصغير والكبير في خطر، المحضر هاهو/ ولتزامات فين هي..وغيرها من الشعارات المعبرة عن معاناة السكان، كما رفع المحتجون لافتة كتب عليها "ساكنة إيغود...تستنجد بجلالة الملك لوضع حد لمعاناة السكان والأضرار الخطيرة التي لحقت بهم من مقلع للأحجار..". اانقطاع التيار الكهربائي وشبكة الاتصالات كعادتهم، قام المسؤولون بقطع التيار الكهربائي منذ الساعات الأولى من يوم الخميس الماضي، -الثانية صباحا-، كما تم تعطيل شبكة الاتصالات المحلية، وذلك لوقف الاتصالات الهاتفية بين السكان الذين كانوا قد صمموا العزم على تنظيم هذه الوقفة الاحتجاجية الرابعة. وحسب أحد الفاعلين الجمعويين بالمنطقة، فقد أرجع موضوع قطع التيار الكهربائي وشبكة الاتصالات إلى محاولة إفشال الوقفة الاحتجاجية، مضيفا في تصريح لبيان اليوم، أن هذا الفعل الذي يتكرر كل مرة، نعلن فيها عن تنظيم وقفة احتجاجية، يؤكد بالواضح، موقف المسؤولين المحلين، في مقدمتهم السلطات المحلية، التي أدارت ظهرها للسكان وانخرطت بمعية آخرين، في التنكيل بهم والدوس على حقوقهم في العيش في بيئة سليمة. شقوق وتصدعات تطال الأقسام التعليمية تعرف مجموعة من الأقسام بمختلف المؤسسات التعليمية، تشققات وتصدعات تهدد حياة حوالي 3000 تلميذ في كل لحظة، بفعل الاستعمال العشوائي للمتفجرات، التي تستعمل لاستخراج الأحجار. أكثر من ذلك، يعيش تلاميذ القسم الداخلي (الداخلية)، وضعا كارثيا، لقرب مؤسستهم التعليمية من مقلع الأحجار، حيث لايبعد عنه بأكثر من 500 متر، مما يجعل النوم يهرب من جفونهم، لكون المقلع يشتغل أيضا بالليل. وأفاد مجموعة من التلاميذ أنهم يجدون صعوبة في التركيز خلال الدراسة، بفعل الضوضاء المنبعث من الآلات الضخمة التي تستعمل في استخراج الأحجار وكسره. وقد وجهت شكايات في الموضوع لعدة جهات مسؤولة، محليا ومركزيا، لكن دون جدوى، إذ ما يزال المقلع يشتغل ليل نهار، غير آبه بمعاناة السكان والأضرار التي يسببها لهم. دور آيلة للسقوط قامت بيان اليوم بزيارة بعض المنازل، فعاينت عن قرب الاضرار التي تخلفها التفجيرات، التي وصفها أحد السكان ب"الزلزال"، حيث اصبحت التشققات واضحة للعيان في الجدران، بل هناك بعض أصحاب المنازل الذين اضطروا للاستعانة بأعمدة حديدية لدعم سقف المنزل، تفاديا لسقوطه.في حين فضل سكان آخرون، مغادرة منازلهم خصوصا الواقعة قرب المقلع والتوجه لمدن أخرى، في انتظار إيجاد حل للمشكل. تنصل صاحب المقلع من التزاماته سبق للسكان من خلال بعض الجمعيات أن عقدوا اجتماعا بمقر الشركة وذلك يوم 02 يوليوز 2014، بعد أن نفذ السكان مسيرة احتجاجية في ذات اليوم، انطلقت من مركز إيغود في تجاه المقلع . وقد حضر هذا الاجتماع، حسب المحضر التي تتوفر بيان اليوم على نسخة منه، ممثل الدرك الملكي، ممثل العامل على عمالة اليوسيفية، ممثل الشركة، رئيس جمعية الانبعاث، رئيس جمعية الكاراطي، وعبد الحكيم الحضري. وقد تقرر بعد الاجتماع جوابا على طلبات المعتصمين مايلي: 1 – احترام الشركة لبنود السلامة البيئية خاصة الحد من تناثرالغبار، وكذلك النقص من مفعول المتفجرات المستعملة 2 - التسريع في إنجاز المشاريع التنموية المتفق عليها سابقا 3 – وضع لائحة لطالبي التشغيل بتنسيق مع السلطة المحلية وممثلي طالبي الشغل والشركة ورغم مرور عدة شهورعلى توقيع هذا المحضر، لم يتم تنفيذ أيا من بنوده، بل ازداد الوضع تأزما بالنسبة للسكان، مما جعلهم ينظمون وقفات احتجاجية سابقة، لإثارة انتباه الجميع إلى وضعيتهم، خصوصا بعد أن أصبحت السلطات المحلية تساند صاحب المقلع، حسب تعبير مجموعة من السكان المتضررين، بل أصبحت السلطة المحلية تهدد السكان وترهبهم للتراجع عن المشاركة في الوقفات الاحتجاجية. مضاعفات صحية خطيرة أجمع مجموعة من الفاعلين الجمعويين، في لقاء مع بيان اليوم، أن عشرات من السكان، يعانون من مضاعفات صحية، وهو الأمر الذي أكده المتضررون أنفسهم الذين التقينا معهم، بكون الغبار الناتج عن هذا المقلع الحجري، يتسبب لهم في العديد من المشاكل الصحية، من قبيل أمراض الحساسية (الجلد، الأنف،) وضيق التنفس والسيليكوزوأمراض جلدية أخرى. كما أن فئة الأطفال والرضع أكثر الفئات تضررا من المقلع. تلوث المياه اشتكى مجموعة من السكان من تلوث المياه السطحية منها والجوفية، التي يستعملها السكان كمصدر أساسي لشربهم وشرب مواشيهم، وأرجعوا ذلك، إلى كون زيوت المحركات الخاصة بالآلات الضخمة المستعملة في المقلع، يتم التخلص منها بطريقة عشوائية مما يتسبب في تلوث هذه المياه. الغطاء النباتي أثر الغبار المتطايرخلال مراحل الإنتاج (استعمال المتفجرات، الكسر والغربلة، التخزين وملء الشاحنات بأطنان من الأحجار...) على الغطاء النباتي بالمنطقة، بشكل كبير خصوصا المجاور للمقلع، حيث عاينا عن قرب، موت الأشجار وهي واقفة، بعد أن اصفرت أوراقها وذبلت، أكثر من ذلك، اصبح السكان الذين يعتمدون في عيشهم على الرعي، يعانون اليوم من صعوبات في ضمان معيشهم اليومي. حركة السير نظرا لافتقار الجماعة إلى بنية تحتية، خصوصا على مستوى الطرق، فإن عشرات الشاحنات التي تمر يوميا من الطريق الرابطة بين مركز الجماعة إلى حدود سبت جزولة، تزيد من تدهورها، حيث أصبحت مليئة بالحفر، ناهيك عن ما تخلفه من إزعاج للسكان وقلق لراحتهم و نشر للغبار نتيجة عدم تغطية حمولة هذه الشاحنات. أكثر من ذلك، أصبحت هذه الشاحنات التي يطلق عليها السكان "شاحنات الموت" تهدد حياة السكان في كل لحظة، خصوصا التلاميذ، حيث سبق لإحدى الشاحنات دهس تلميذ أمام مؤسسته التعليمية. مطالب السكان تتلخص مطالب السكان في فتح تحقيق فوري في هذه الأضرارالتي يتسبب فيها هذا المقلع، من طرف الوزارة الوصية "وزارة التجهيز والنقل" ووالي ولاية آسفي، لوضع الجميع أمام مسؤولياته في تعريض البيئة والساكنة والحيوان والغطاء النباتي لأضرار. كما يطالبون عاجلا بوقف عملية تكسير الأحجار وتعطيل العمل ليلا، مع وضع مصفاة للتقليل من آثار الغبار، والعمل على تنمية المنطقة، عبر المساهمة في بناء مرافق تنموية، تعود بالنفع على المنطقة، وتشغيل أبناء المنطقة في المقلع، عوض الاعتماد على يد عاملة قادمة من مدن أخرى. يذكر، أننا اتصلنا في الصباح، بأحد المسؤولين عن المقلع، ووعدنا باستقبالنا حوالي الساعة الثانية بعد الزوال، وقبل ذلك، اتصل بنا، وسألنا عن هويتنا وسبب الزيارة، فوعدنا أنه سيتصل بنا لاحقا، وهو الأمر الذي لم يقم به، واتصلنا به عدة مرات، لكن دون جدوى. المطالبة بفتح تحقيق فوري في الأضرارالتي يتسبب فيها المقلع إجبار صاحب المقلع على احترام دفتر التحملات والوفاء بالتزاماته رفيق العزاب صاحب المقلع مستمر في تحديه نعاني من نقص في صبيب المياه التي أصبحت ملوثة بفعل تلوث الفرشة المائية. إلى حد الآن، مايزال صاحب المقلع متحديا الجميع، دون احترام للمقتضيات التي تدعو إلى المحافظة على البيئة. نطالب باحترام الشركة لتعهداتها والتزماتها مع السكان. العزاب خالد حياتنا تحولت إلى جحيم إن الضجيج الذي تحدثه الاليات المستخدمة في المقلع، والشاحنات التي تعمل طيلة اليوم، وكذلك المتفجرات، حولت حياتنا إلى جحيم لايطاق، ذلك أن صاحب المقلع يستعمل المتفجرات في اوقات غير مناسبة و بطريقة غير عقلانية تؤدي في كثير من الأحيان الى إحداث تشققات في بعض المنازل مما يجعلها مهددة بالسقوط في أية لحظة. فاضل بن ابراهيم مسؤولية السلطات قائمة يشكو أبناؤنا من غياب التركيز لديهم أثناء الدراسة، بفعل الضجيج الذي تحدثه الآلات، وكذا الضوضاء الذي تحدثه عشرات من الشاحنات المحملة بأطنان من الأحجار، التي تمر بجانب المؤسسات التعليمية، بل هناك غياب حتى لعلامات التشوير الخاصة بالحد من السرعة أو بوجود تلاميذ. عموما الوضع كارثي، والسلطات المحلية والمركزية مسؤوليتها قائمة في استمرار هذا الوضع حميد الخير معاناة التلاميذ متفاقمة بصفتي رئيسا لجمعية آباء وأولياء تلاميذ الثانوية الإعدادية البيرون، أود أن أشير أن آلافا من التلاميذ يعانون يوميا من الضجيج والضوضاء المنبعث من الآلات المستعملة في المقلع، مما يؤثر بشكل كبير على تعليمهم، اكثر من ذلك، فالتلاميذ الداخليون، يعانون أكثرخصوصا في الليل، لكون المقلع يشتغل ليل نهار، ولا يبعد عن مؤسستهم التعليمية بأكثر من 500 متر. لقد وجهت عدة مراسلات للجهات المسؤولة، وما يزال الوضع قائما. عادل النجار خروقات متعددة لدفتر التحملات هناك خروقات متعددة للشركة المذكورة، فالقانون يفرض أن تكون المسافة بين المقلع والسكان حوالي 15 كلم، في حين بالنسبة لهذا المقلع، يوجد دوار اشعيبات عند قدم الجبل، كما لايبعد المقلع عن مركز الجماعة القروية بأكثرمن كيلومتر واحد، حيث تتواجد المؤسسات التعليمية وكل المرافق والسكان. ولحد الآن، وحسب بعض العارفين، فقد أخل صاحب المقلع بمجموعة من بنود دفتر التحملات، وأتساءل بالمناسبة عن موقف السلطات الوصية والوزارة عن هذه الخروقات. فكري حفيظ سنواصل النضال ولن نستسلم المنطقة تغيرت معالمها مند قدوم هذه الشركة، وتأثرت بشكل سلبي، فمن نفوق للماشية وتراجع الرعي بفعل تلوث الغطاء النباتي، أصبح السكان يعانون من أمراض مختلفة، دفعت ببعضهم إلى مغادرة المنطقة خوفا من الأسوأ. لقد كاتبنا عدة جهات دون أن نتوصل بأي جواب. ورغم ذلك، لن نستسلم، سنواصل النضال إلى حين تحقيق مطالبنا. عبد اللطيف لعميري جرائم في حق الإنسان والحيوان والنبات نظمنا مجموعة من الوقفات الاحتجاجية للتنديد بهذه الجرائم التي ترتكب ضد الانسان والحيوان والنبات، ونحن مستعدون لمواصلة احتجاجاتنا، مع استمرارنا في مراسلة جميع الهيئات والمؤسسات وخاصة الحقوقية قصد الوقوف بقوة في وجه صاحب المقلع التي ينهب خيرات المنطقة ولا يقدم أي شيء لمصلحة السكان، بل يزيد من معاناتهم فقط، بعد تنكره لكل الالتزامات السابقة سواء على مستوى التشغيل أوتنمية المنطقة.