على ضوء التوجهات الوطنية المعتمدة في مجالي التعمير والتنمية المجالية، انخرطت عمالة المحمدية، على غرار مختلف مدن المملكة، في إنجاز عدد من المشاريع النموذجية المندرجة في إطار برنامجي السكن الاجتماعي و"مدن بدون صفيح"، بهدف التخفيف من مظاهر التهميش والهشاشة الاجتماعية وتوفير سكن لائق في متناول الفئات المعوزة وذات الدخل المحدود. وتستجيب المشاريع المنجزة في إطار هذين البرنامجين، للتحولات الكبرى التي همت بنية النسيج السوسيو- اقتصادي على مستوى المدينة ، كما تشكل جزء من برنامج القضاء على دور الصفيح على مستوى جهة الدارالبيضاء الكبرى. وبالنظر لكون جماعة الشلالات تعد من بين أكبر التجمعات الصفيحية بإقليم المحمدية، فقد استفادت هذه الجماعة القروية من نصيب الأسد في هذه الأوراش، من أبرزها عملية البناء الذاتي ل1534 أسرة من قاطني دوار البراهمة (مشروعي المروة والزيتون). وتجسد هذه الأوراش الرغبة الأكيدة في تعزيز العرض السكني الموجه للفئات المعوزة وذات الدخل المحدود واجتثاث مظاهر الإقصاء والهشاشة الاجتماعية وجعل الأقطاب الحضرية المحيطة بجهة الدارالبيضاء الكبرى مدنا نموذجية توفر السكن الكريم واللائق لمختلف شرائح المجتمع مع المحافظة، في الوقت نفسه، على تناغم وجمالية المشهد العمراني. وفضلا عن عمليتي "المروة" و"الزيتون"، يروم البرنامج على مستوى عمالة المحمدية إنجاز 11 عملية لإعادة الإيواء (الفضل، الازدهار، الفتح 1، الفتح 2، الصفاء، النصر، القصبة، النجاح، الحمد، الليمون، الرياض). ويعكس إشراف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، بالجماعة القروية الشلالات (عمالة المحمدية)، على إعطاء انطلاقة مشروعين لإعادة إيواء 2274 أسرة من قاطني دور الصفيح بدوار البراهمة 1 و2 ، وتسليم جلالته الرمزي لشهادات الاستفادة على ستة عشر مستفيدا من مشروعي "المروة" و"الزيتون"، حرص جلالة الملك على تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، حيث ما فتئ جلالته يولي أهمية كبرى للتنمية البشرية من خلال دعم ولوج المواطنين لسكن لائق وبشروط تفضيلية. يذكر أن برنامج إعادة إسكان قاطني دور الصفيح بالمحمدية هو جزء من البرنامج الجهوي لإعادة إسكان قاطني دور الصفيح بجهة الدارالبيضاء الكبرى، الذي كان جلالة الملك قد اطلع عليه سنة 2011 ، والذي رصدت له اعتمادات مالية إجمالية تناهز 4,85 مليار درهم. وسيستفيد من هذا البرنامج نحو 46 ألف أسرة قاطنة بدور الصفيح. كما سيمكن هذا البرنامج الذي يعد ثمرة سلسلة واسعة من الاجتماعات والمشاورات بين مختلف الشركاء، سواء على الصعيد المركزي أو الجهوي، من إحداث 55 ألف وحدة سكنية بإمكانها امتصاص الخصاص في مجال السكن الاجتماعي على صعيد جهة الدارالبيضاء. ويقوم البرنامج على مقاربة شمولية تتجلى في اعتماد صيغة الإيواء بواسطة بقع مجهزة للبناء الذاتي وذلك استجابة لرغبات 95 بالمائة من الأسر المعنية التي تفضل هذه الطريقة، فيما تمت برمجة عملية إعادة إسكان خمسة بالمائة من الأسر المتبقية في شقق نزولا عند رغبتها. ولضمان نجاح هذا البرنامج الطموح في أحسن الظروف، تم اتخاذ مجموعة من التدابير والإجراءات العملية للمواكبة الاجتماعية والتقنية للأسر المستفيدة من خلال إحداث لجن محلية وجهوية وإقليمية للتتبع، وخلق لجن تقنية لمتابعة ومراقبة أشغال التجهيز والبناء وإحداث شباك وحيد بالنسبة لكل مشروع. ومن شأن هذا البرنامج المندمج أن يساهم في تحسين ظروف عيش شريحة واسعة من سكان جهة الدارالبيضاء الكبرى، وإعطاء دفعة جديدة للسياسة الوقائية الرامية إلى الحد من السكن غير اللائق، وبالتالي تأهيل جهة الدارالبيضاء اجتماعيا وتحسينها معماريا.