تعتزم السلطات الألمانية التضييق على النشاطات المتصاعدة للحركات المعادية للإسلام وعلى رأسها حركة الوطنيين الأوروبيين ضد أسلمة الغرب المعروفة اختصارا ب»بيجيدا» والتي تعتبرها عنصرية. وكشفت مصادر مطلعة في ألمانيا، أول أمس الثلاثاء، عن إمكانية قيام الحكومة الألمانية باتخاذ إجراءات صارمة ضد هذه الحركة وغيرها من الحركات التي تساندها بهدف الحد من أنشطتها ضد مسلمي ألمانيا. ولم توضح المصادر خطة الحكومة في هذا الخصوص، لكن محللين يؤكدون أن حكومة ميركيل، يبدو أنها تتعرض لضغوط من داخل الائتلاف الحاكم لوقف كل الأعمال العدائية من حركة «بيجيدا» خصوصا، وذلك لتلافي ردود فعل المسلمين تجاهها والتي قد ترتقي إلى معاملة بعضهم كإرهابيين. وقد أدانت ميركل في بيان أصدره مكتبها، أمس، الاحتجاجات التي تقوم بها حركة «بيجيدا» المناهضة للإسلام قائلة «عليكم ألا تتبعوا هذه الحركة في ما تنادي إليه وغالباً ما تحمل القلوب أحكاما مسبقة وبرودة وكراهية». كما أكدت المستشارة الألمانية وزعيمة حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، أنه وبالرغم من حرية التظاهر في البلاد، إلا أنه ليس هناك مكان للتحريض والتشهير بمن يأتي إلى ألمانيا كلاجئين من بلدان أخرى، على حد تعبيرها. ويقول مراقبون للوضع في ألمانيا إن الحركات المعادية للمسلمين هناك أثيرت بشدة قبل أشهر بعد سطوع نجم تنظيم ما يعرف بالدولة الإسلامية المتطرف الناشط في العراقوسوريا وبعد موجة تجنيده لجهاديين أجانب ولاسيما من الدول الأوروبية، فضلا عن ارتكابه فضائع ومجازر ضد المدنيين. وفي وقت سابق، قام وزير الاقتصاد الألماني بالتحذير من أفعال حركة «بيجيدا» قائلا «علينا ألا نسمح بالتأليب ضد الأقليات والذي يمكن أن يؤدي إلى العنف». وتنظم حركة «بيجيدا» مظاهرات أسبوعية في مناطق مختلفة من ألمانيا منذ نحو ثلاثة أشهر ضد ما تصفه ب»أسلمة أوروبا»، حيث شارك في إحدى مظاهراتها في مدينة درسدن، معقل الحركة، أكثر من 18 ألف شخص. والجدير بالذكر أن ألمانيا استضافت، العام الماضي، ما يقارب المئتي ألف لاجئ، أغلبهم قدم من الشرق الأوسط وخصوصا من سوريا جراء الحرب، وذلك بفضل قوانين الهجرة المتحررة المعمول بها في البلاد.