لن ينسى الدولي المغربي ومدافع نادي بايرن ميونيخ الألماني المهدي بنعطية، على الإطلاق سنة 2014، ففي صيفها توج اللاعب مجهودات 3 سنوات من العمل الدؤوب بإيطاليا، بالانتقال إلى عملاق الكرة الألمانية وأحد أفضل أندية العالم. ورغم أنه يلعب في الخط الخلفي، تمكن بنعطية من مواصلة تألقه في الدوري الإيطالي، بعدما غير قميص أودينيزي ليصبح مدافعا لنادي العاصمة روما، وبصم على اسمه كواحد من أفضل مدافي "الكالتشيو" إن لم يكن الأفضل. ولأن طموحه يتخطى الحدود، لم يكن لبنعطية أن يستمر مع فريق يلعب دور الوصافة، بعدما أسال لعاب كبار أوروبا، ويكفي أن اسمه ارتبط الصفي الماضي بأندية مانشستر يونايتد وتشيلسي الإنجليزيين وريال مدريد وبرشلونة الإسبانيين ويوفنتوس وأنتر ميلانو، واللائحة تطول. لكن هذه العروض لم تغر بنعطية، واختار الدولي المغربي حمل قميص بايرن ميونيخ في صفقة فاقت 25 مليون يورو، ليصبح بذلك أغلى لاعب عربي، وتمر الأيام والأسابيع والشهور وينجح بنعطية في حجز مكان أساسي ودائم في تشكيلة المدرب الإسباني بيب غوارديولا. من المؤكد أن غياب الإنجازات لبنعطية حتى الآن لم يشفع للمدافع المغربي بتواجد ضمن القائمة النهائية للمرشحين لجائزة أفضل لاعب إفريقي لسنة 2014، وإن كان اسم بنعطية أكثر إشعاعا من بعض الأسماء المرشحة اللهم لاعب مانشستر سيتي الإنجليزي الإيفواري يايا توريه. ورغم تجاهل (الكاف)، فقد فرض بنعطية اسمه على قائمة أفضل لاعب مغاربي لسنة 2014 في الاستطلاع السنوي الذي تنظمه مجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية، بجانب مواطنيه عاطف شحشوح لاعب سيفاسبور التركي، وعمر القادوري من تورينو الايطالي. ولم تضع مجهودات بنعطية هباء، ومؤخرا تم تتويجه بجائزة أفضل لاعب عربي لسنة 204 ضمن حفل "غلوب سوكر"، كما أنه مرشح بقوة لينتزع ألقاب فردية أخرى بالنظر إلى أنه المحترف المغربي والعربي الأكثر استقرارا في الأداء، ما ينبئ أن بنعطية سينجح في كسر هينة المهاجمين ولاعبي الوسط على هذه الجوائز. وتبقى النقطة السوداء في مسار بنعطية، والتي لا يتحمل إطلاقا مسؤوليتها، هي افتقاده لإنجازات مع المنتخب الوطني منذ مباراته الأولى مع "أسود الأطلس" في نونبر 2008 ضد زامبيا، وحتى الفرصة التي أتيحت لبنعطية لقيادة الفريق الوطني من أجل تحقيق إنجاز بنهائيات كأس أمم إفريقيا 2015 على أرضه، تحطمت على يد إيبولا و(الكاف). الأكيد أن القادم لبنعطية سيكون مليئا بالألقاب، فالبايرن يسير بخطى ثابتة لإحراز لقب الدوري الألماني، وهو المرشح الأول لانتزاع الكأس، كما أنه سيكون المنافس الأول لنادي ريال مدريد الإسباني على لقب دوري أبطال أوروبا .. ألقاب ستفتح الباب أمام إنجازات أكبر على المستوى الشخصي.