بعد انتظار قرار الإدماج لمدة فاقت ال 10 سنوات في الوقت الذي كان فيه الحمالة وجامعو العربات بمطار محمد الخامس ينتظرون أن يتم الوفاء بالوعود بتسوية وضعيتهم المهنية من قبل المكتب الوطني للمطارات، صعقوا بقرار يفيد الاستغناء عن الخدمات التي يقدمونها لفائدة المسافرين. وقال بعض هؤلاء الحمالة وجامعي العربات، في اتصال ببيان اليوم، إنهم صدموا لدى سماعهم الخبر مؤخرا، من قبل مدير المطار وباشا المنطقة، لاسيما، وأن أقل ما كانوا ينتظرونه من إدارة المكتب الوطني للمطارات في مطلع هذه السنة الجديدة، هو أن يزف لهم نبأ يفيد بإدماجهم في سوق العمل وإصلاح وضعيتهم المهزوزة بحكم أنهم لا يتلقون أي أجر شهري عن العمل الذي يقدمونه سوى ما يجود به عليهم المسافرون، وغير مصرح بهم بالصناديق الاجتماعية وبالتالي فهم لا يحظون بأي تغطية صحية ولا تعويضات عائلية ولاشيء آخر. وأبرزوا في هذا السياق، أنهم انتظروا بفارغ الصبر لما يقارب عشر سنوات وهي المدة التي قضوها في أداء هذه الخدمة، لحظة إعلان المكتب الوطني للمطارات عن إدماجهم بعدما تقدموا بسيل من الشكايات للمسؤولين، من بينها مراسلة لوزير النقل والتجهيز عبد العزيز الرباح، لعلهم ينظرون إلى وضعيتهم المعلقة هذه، ويعيدون لهم الاعتبار بالنظر لما قدموه من خدمة للمسافرين وأفنوا من أجلها زهرة أعمارهم في جمع وحمل الأمتعة وترتيب العربات في آماكنها المخصصة، غير أنهم فجئوا بعكس المأمول أي بالخبر الصادم. وأضاف ممثلو المتضررين الذين يفوق عددهم التسعين عاملا، أن لقاءا طارئا تم استدعاؤهم إليه بمقر باشوية المنطقة، الثلاثاء الماضي، أخطرهم خلاله الباشا الذي كان مرفوقا بمسؤولة عن برنامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بما أسموه قرارا يقضي بالاستغناء عن خدماتهم بالمطار مقابل تعويض لم يتم تحديد مبلغه ولاطريقة صرفه، وهو قرار قيل لهم إنه تم اتخاذه من قبل وزارة والتجهيز والنقل واللوجستيك في أكتوبر الماضي. وكان لقاء مماثلا قد جرى يوما قبل ذلك، يقول المتضررون، جمعهم بمدير المطار الذي أخطرهم بنفس الأمر، مضيفين، أنهم يتشبثون بالخدمة التي يقدمونها لفائدة المسافرين بمطار محمد الخامس ويرفضون أي بديل غير تحقيق الملف المطلبي المتمثل في التصريح لهم بمزاولة خدماتهم المقدمة للمسافرين وإنهاء المشاكل التي يعانون منها. وأبرز ممثلو المتضررين أهمية العمل الذي يقومون به داخل المطار والذي يعد وسيلة لا غنى عنها لتسهيل الخدمات المقدمة للمسافرات والمسافرين بالمطار. وأشار ممثلو الحمالة وجامعو العربات بمطار محمد الخامس خلال اتصالهم بالجريدة، إلى أنهم بدأوا عملهم بمطار محمد الخامس في سنة 2005 أي في عهد الإدارة السابقة، وفي إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وهذا العمل يهدف إلى مساعدة المسافرين في حمل الأمتعة، سواء بمحطة الوصول أو المغادرة، وجمع العربات وإعادتها إلى الأماكن المخصصة لها، مبرزين في هذا السياق الوعود المقدمة لهم من قبل المدير السابق بتسوية وضعيتهم الاجتماعية في حال توفقهم في أداء مهمتهم وذلك بتمكينهم من الانخراط بالصندوق الوطني للضمان الاجتماعي والاستفادة من التغطية الصحية. إلا أنهم بعد أن نجحوا في إنجاز المهمة وبرهنوا على ذلك بتلبية حاجيات المسافرين لهذه الخدمة الحيوية ليل نهار بالمطار، يقول هؤلاء المتضررون، صدموا بتملص إدارة المكتب الوطني للمطارات من وعودها، وبقرار الاستغناء عنهم رغم ما بذلوه من جهد طيلة المدة التي قضوها في العمل، أصيب بعضهم خلالها بأمراض مزمنة، بل وتوفي اثنان منهم لم تنل أسرتهما أي تعويضات أوشي يذكر..