الرئيس الأميركي حقق اتفاقات دبلوماسية خارجية هامة لبلاده تناولت صحف أميركية السياسة الخارجية للرئيس الأميركي باراك أوباما، وأشار بعضها للانفتاح على كوبا، وحذرت أخرى من مغادرة الولاياتالمتحدة للشرق الأوسط دون حل أزماته. فقد أشارت صحيفة واشنطن بوست إلى أن معارضين للانفتاح الدبلوماسي الأميركي تجاه كوبا يسعون إلى تطويق السياسة الجديدة لإدارة أوباما وإلى وضع العراقيل أمامها، مستغلين بذلك المسائل التي تتطلب موافقة الكونغرس. وأضاف الصحيفة أن هذه العراقيل تشمل مسألة تمويل العمليات الدبلوماسية الجديدة في العاصمة الكوبية هافانا، وكذلك الحاجة إلى مصادقة مجلس الشيوخ على السفير الأميركي إلى كوبا. «نيويورك تايمز: إدارة أوباما حققت اتفاقيات دبلوماسية الكبيرة، تمثلت في إعادة العلاقات مع كوبا وفي التوصل لاتفاق مؤقت مع إيران وفي صفقة التغيير المناخي مع الصين» وأوضحت الصحيفة أن محافظين بارزين ومعادين لآل كاسترو في مجلس الشيوخ يمكنهم إحباط مبادرات أوباما تجاه الرئيس الكوبي راؤول كاسترو. من جانبها أشادت صحيفة نيويورك تايمز بحنكة إدارة أوباما في وقدرتها على تحقيق ثلاث من الاتفاقيات الدبلوماسية الكبيرة، والمتمثلة في إعادة العلاقات مع كوبا وفي التوصل لاتفاق مؤقت مع إيران وفي صفقة التغيير المناخي مع الصين. وأضافت أن هذه الإنجازات جاءت نتيجة مفاوضات سرية ومن خلال فريق معظم أعضائه لا يمتلكون الخبرة الكافية في الدبلوماسية، ولكنهم تمكنوا من التوصل إلى مثل هذه الاتفاقيات التاريخية. وفي سياق متصل بالسياسات الخارجية الأميركية، نشرت الصحيفة مقالا للكاتب فالي نصر قال فيه إن الولاياتالمتحدة تجد صعوبة بالغة في تحقيق إستراتيجيتها في الشرق الأوسط، وأشار إلى عدم قدرة واشنطن على التوصل لاتفاق مع طهران بشأن البرنامج النووي الإيراني. وأوضح الكاتب أن عدم الاستقرار وحروب الوكالة التي تعصف بالمنطقة بدءا من لبنان وانتهاء بباكستان يشكل هاجسا لأمن للأمن القومي للولايات المتحدة. واختتم بالقول إن إلحاق الهزيمة بالعدو المشترك المتمثل بتنظيم الدولة الإسلامية لن يكون سهلا ما لم تبذل الولاياتالمتحدة جهودا لتحقيق التقارب بين القوى الأقليمية، وبالتالي إغلاق المجال أمام المتطرفين. وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قد أنهى عقودا من العداء بين الولاياتالمتحدةوكوبا معلنا فتح «عهد جديد» لتطبيع العلاقات مع هافانا، وأوضح أنه سيعيد فتح سفارة بلاده في هافانا وسيطلب من الكونغرس رفع الحظر المفروض على كوبا منذ نصف قرن، في حين أعلن الرئيس الكوبي راؤول كاسترو أنه اتفق مع أوباما «على إعادة العلاقات الدبلوماسية» بين البلدين. وأعلن أوباما بدء بلاده العمل على تطبيع العلاقات مع كوبا بعد 53 عاما على قطعها، وأضاف -في كلمة ألقاها - أنه طلب من وزير خارجيته جون كيري الاتصال بنظيره الكوبي لإعادة العلاقات وفتح السفارات، وأنه سيطلب من الكونغرس رفع الحظر عن كوبا مع إعادة النظر في تصنيفها كدولة راعية للإرهاب. وأوضح أوباما أن هناك تعاونا سيجري مع هافانا بشأن مكافحة «الإرهاب» والمخدرات، في حين حث الحكومة الكوبية على دعم حقوق الإنسان ورفع القيود عن العمل السياسي وحرية التجارة. وقال أوباما -في خطابه التاريخي من البيت الأبيض- إن «عزل كوبا لم يعط نتيجة»، مضيفا «سننهي سياسة عفا عنها الزمن في العلاقة مع كوبا»، ومعلنا بالإسبانية «نحن كلنا أميركيون». في المقابل، أكد الرئيس الكوبي أنه تحدث هاتفيا مع نظيره أوباما ، وخلال كلمة متلفزة قال كاسترو «لقد تمكنا من إحراز تقدم نحو حل العديد من القضايا التي تهم البلدين، هذا القرار من قبل الرئيس أوباما يستحق الاحترام والتقدير من شعبنا». وأضاف كاسترو أن التقدم الذي تم في المباحثات يظهر أنه من الممكن إيجاد حل للعديد من المشكلات، وتابع قائلا «نحن بحاجة إلى أن نتعلم أن نعيش معا بطريقة متحضرة على الرغم من خلافاتنا». وتأتي هذه التطورات عقب إفراج كوبا عن موظف المساعدات الأميركي آلان غروس الذي اعتقل في ديسمبر 2009 وحُكم عليه بالسجن 15 عاما لتورطه في تهريب معدات إنترنت قالت هافانا إنها تأتي في إطار عمليات تجسس. وأكد مراسلون محليون أن غروس وصل بالفعل إلى قاعدة أندروز الجوية قرب واشنطن. وتشير الأنباء إلى أن الإفراج عن غروس تم بجهود دبلوماسية من قبل الفاتيكان، حيث أعرب كاسترو عن شكره للبابا فرانشيسكو ولكندا إزاء دورهما المهم في العملية. وقد سبق للناشط الحقوقي الأميركي القس جيسي جاكسون أن توجه إلى كوبا في سبتمبر/أيلول 2013 بحثا عن فرص لتحسين العلاقات بين واشنطن وهافانا والإفراج عن غروس. بالمقابل هناك قطاعات واسعة في الكونغرس تعارض التقارب مع هافانا، مشيرا إلى أن البيت الأبيض يؤكد أن الرئيس لديه صلاحيات واسعة في التقارب والتطبيع بصرف النظر عن معارضة اللوبي الكوبي وبعض أعضاء الكونغرس. وقد ندد الرئيس الحالي للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ روبرت مينينديز بما يقوم به الرئيس أوباما تجاه كوبا، قائلا إنه «يبرر السلوك الوحشي للحكومة الكوبية»، وأضاف أن مبادلة غروس «بمجرمين مدانين» من كوبا «يرسي سابقة خطيرة للغاية». كما أشار كاسترو في خطابه اليوم إلى أن انفراج الأزمة بين البلدين «لا يعني أن (المشكلة) الرئيسية أي الحصار الاقتصادي تمت تسويتها». وفي أحدث ردود الفعل الدولية، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون استعداد المنظمة للمساعدة في تحسين العلاقات بين البلدين، كما عبر بابا الفاتيكان عن ارتياحه الكبير لما وصفه بأنه «قرار تاريخي».