لم نكن نود التوقف عند ما صرح به الممثل المصري يوسف شعبان في حق شعبنا وبلدنا، فمن تابع البرنامج التلفزيوني الذي بث ذلك يدرك كم كان الرجل بليدا وتافها ومثيرا للشفقة حقا. لا الكلمات أسعفته ولا الأفكار ولا حتى القدرة على إخراج الألفاظ، ناهيك عن الاحترام والذوق الغائبين فيما فاه به المعني بالأمر، واستحق من المشاهدين الحزن على مآله، والدعوة له بأن تكون سنوات الشيخوخة رحيمة به وبلا خرف. هل كل من شاء اليوم في الشقيقة مصر أن يكون "عبيطا" يتجرأ على شتم المغرب والمغاربة؟ على كل حال، التفاهة لا تحدث أثرا، وهي فقط تعود لتلطم وجه مقترفها وتعيده إلى المرتبة التي اختارها هو لنفسه، أي أن يكون تافها. المشكلة الحقيقية اليوم أن مصر ابتليت بكثير من التفاهات في إعلامها المحلي، ووسط بعض فنانيها، وباتت كثير قنوات تلفزيونية تتسابق في نشر هذا... الانحطاط، وهنا يستحق منا أشقاؤنا المصريون التضامن الكامل، والدعاء لهم بالانعتاق من هؤلاء الصغار جدا. مصر اليوم تتطلع لصنع مستقبلها وفق ما اختارته هي لنفسها، وهي تبحث عن استقرارها وأمنها، وعن استعادة الحياة الاقتصادية والمؤسساتية والفنية والثقافية لدينامياتها، وهي هنا لا تستحق منا إلا التضامن والمساندة، والأمل في رؤية بلاد النيل آمنة وشامخة. هو إذن الرهان الحقيقي في مصر، ولإنجاحه لابد من انخراط الفنانين والمثقفين في مساراته، وجعل بلادهم تستعيد عقل نخبها وجدية مفكريها ورصانة إعلامها، بدل ترك الساحة طافحة بالجهل، ولا يسيطر فيها سوى الجهلاء. إن ما فاه به المتمسح الجديد يوسف شعبان، وقبله المنشطة التلفزيونية إياها وزميلها الثالث، لا يمكن أن يكون إلا جهلا، ولا يصدر سوى عن جاهل، أما الشعب المصري وكبار مبدعيه وفنانيه الحقيقيين فهم أكبر من هذا السخف، وأرقى ذوقا وأنبل سلوكا وكلاما. من دون شك، إن مثل هذا التجريح الذي يستهدف المملكة وشعبها، طيلة الشهور الماضية داخل مصر، قد جرت إثارته من لدن الدوائر الرسمية المعنية ضمن ميكانيزمات العلاقات الديبلوماسية الثنائية المعروفة، ولكن الأمر لا يخلو أيضا من تأثير شعبي وتوجيه لرأي بسطاء الناس، وهذا حصل فعلا إلى حد ما، وبات كل مغربي يزور مصر يلاحظ ذلك، الشيء الذي يفرض التفكير في استثمار الواجهات الفنية والثقافية والإعلامية للدفاع عن صورة المغرب والمغاربة في مصر وفي غيرها من البلدان العربية، كما يوجب الاهتمام أيضا بسبل تطوير الحضور الإعلامي العربي للمملكة. أما أمثال شعبان وغيره فلا يستحقون كثير مبالاة. هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته