بسبب قرار لإقامة مطرح عمومي عرفت، مؤخرا، المنطقة القروية المنزلة والدواوير المجاورة لها احتجاجات قوية على قرار إحداث مطرح عمومي بالمنطقة، رافقها مواجهات بين ساكنة هذه المناطق والقوات الأمنية مكونة من عناصر التدخل السريع التابعة للقوات المساعدة والدرك الملكي، بالإضافة إلى الهيئات المسؤولة من قواد المناطق المجاورة ورئيس الدائرة ومسؤولين من الولاية. وقد أصيب خلال هذه المواجهات قائد دار الشاوي بجروح وعدد من المحتجين فضلوا عدم التوجه للمستشفى للعلاج خوفا من الاعتقال. وأسفرت هذه الأحداث أيضا عن اعتقال بعض المحتجين. وأفادت رابطة الدفاع عن المستهلك بطنجة في تقرير لها توصلت بيان اليوم بنسخة منه، أن احتجاجات ساكنة دواوير سكدلا، وأولاد زيان والمنزلة الرافضة لإحداث المطرح العمومي استمرت عدة أيام، وأن عملية إنزال الآليات الضخمة من أجل الشروع في إنجاز منفذ طرقي إلى المكان المخصص لاستقبال المشروع، تمت تحت حراسة أمنية مشددة، وأن مواجهات قوية نشبت خلال ذلك بين آهالي دوار سكدلا من بينهم شباب وأطفال ضد قوات الأمن، مما ألحق الضرر بالطرفين. وأضافت الرابطة، أن شرارة الأحداث انطلقت حين حضرت السلطات الأمنية من أجل تأمين وصول معدات لوجيستية من آليات الحفر وجرافات وشاحنات، من أجل فتح طريق عبر دوار سكدلا التابع لجماعة حجر النحل، والذي يؤدي إلى الموقع المخصص لاستقبال المطرح العمومي المقرر ترحيله من منطقة امغوغة بطنجة، والذي سيقام على مساحة 158 هكتارا فوق الجبل المطل على غابة سيدي انصار. وأشار المصدر ذاته، إلى أن هذا الموقع يعتبر نقطة التقاء بين النفوذ الترابي لثلاث جماعات (حجرة النحل، المنزلة، دار الشاوي)، والتي يمرعبرها أحد مصبات وادي الحاشف الذي يغذي نهر المهرهر المرتبط ببحيرة شرف العقاب. وأوضح المصدر عينه، أنه في مواجهة هذه الوضعية، خرجت ساكنة دوار سكدلا للاحتجاج على عملية شق الطريق وسط الدوار والتعبير عن رفضها إقامة المطرح بالمنطقة على مقربة من منازلها، معللة موقفها بالخوف من التأثيرات السلبية للمطارح وخطرها على حياة السكان والبيئة. وأشار هذا المصدر، إلى أن عملية شق الطريق بواسطة الجرافات جرت تحت حراسة أمنية مشددة، ضرب خلالها طوق أمني على مدار دوار سكدلا، وطوق آخر على امتداد الطريق المراد إنجازه، بالإضافة إلى وضع نقط للمراقبة على امتداد الطريق المعبدة الرابطة بين حجر النحل ودار الشاوي لمنع المحتجين من الوصول إلى مكان المشروع. وأضاف نفس المصدر، أن سكان مدشر المنزلة قاموا بتنظيم مسيرة احتجاجية للتعبيرعن تضامنهم مع ساكنة سكدلا، واستعملوا مكبرات الصوت في المساجد وقرعوا الطبول من أجل حشد التعبئة لموقفهم الرافض للمشروع المراد إقامته بالمنطقة. وأشار نفس المصدر، إلى أن رئيس الجماعة فتح نقاشا مع فعاليات منطقة المنزلة، حاول خلاله تهدئة الأجواء وطمأنة السكان وإقناعهم بأهمية المشروع، مشيرة إلى أنه استغل حضوره إلى المنطقة بالتزامن مع هذه الاحتجاجات، للتحدث عن أهمية المشروع وخضوعه للشروط والمواصفات الدولية، مؤكدا أنه سيكون خاليا من التلوث بنسبة 100%، كما سيكون محاطا بمنطقة مشجرة، وسيستعمل لفرزالنفايات ومعالجتها بكيفية جد متطورة. وحسب نفس المصدر، فإن رئيس الجماعة ذكر خلال هذا اللقاء العرضي، أن النفايات القادمة من طنجة إلى المطرح، ستكون خالية من أي عصارة ملوثة، بالإضافة إلى أن المخلفات النهائية لعملية المعالجة سيتم دفنها بطرق حديثة على غرار المطارح الأوروبية، مبرزا، أن المطرح يدخل في إطار مخطط النهوض بالمنطقة ونموها الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، واعدا بفتح المسالك بمدشر المنزلة وربطها بالإنارة العمومية، وشبكة الماء الصالح للشرب كما أمر نائب الجماعة السلالية القيام بتعيين المساحات الأرضية التي ستخصص لإحداث الملاعب الرياضية للنهوض بواقع الشباب. ومن جهة أخرى، استنكرت رابطة الدفاع عن المستهلك بطنجة التدخل العنيف الذي استعمل من قبل الأمن لصد احتجاجات السكان، مشيرة في هذا الصدد إلى أنه كان على السلطات بدل ذلك اللجوء إلى الحوار والإصغاء إلى مطالب السكان، وليس ذلك فقط، بل كان على السلطات تنظيم لقاءات للتعريف بالمشروع وبمزاياه الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.