نظمت ساكنة الجماعة القروية حجر النحل، الواقعة على بعد 20 كلم جنوب مدينة طنجة، سلسلة من الوقفات الاحتجاجية للتعبير عن رفضهم القاطع نقل مطرح النفايات من مدينة طنجة إلى موقع محاذي لمساكنهم، وتابع إداريا لجماعة المنزلة المجاورة. وكادت الأمور أن تتطور نحو الأسوء، خاصة بعد إصابة قائد قيادة دار الشاوي، صبيحة يوم الخميس المنصرم، بجرح غائر في الرأس بعد تلقيه لحجر طائش من أحد المحتجين، نقل على إثرها إلى مستشفى محمد الخامس بطنجة لتلقي الإسعافات الضرورية، غير أنه تم احتواء الوضع بعد أن نجحت القوات العمومية في محاصرة المحتجين وإقناعهم بوقف الاحتجاجات مقابل وعد بالإنصات لمطالبهم. ويرفض سكان حجر النحل إقامة مطرح النفايات لتخوفهم مما سيترتب عنه من تلوث، وانعكاسات سلبية على البيئة وعلى أنشطتهم الفلاحية، قد يشكل تهديدا جديا لصحتهم، بالنظر لموقعه المحاذي لمحمية تهدارت الواقعة بين سدي 9 أبريل و بن بطوطة، المزودين لمدينة طنجة بالماء الصالح للشرب، كما تتميز المحمية بغنى فرشتها المائية وتنوعها الإيكولوجي، جعل منها محطة حيوية للطيور المهاجرة. وكان اختيار موقع المطرح العمومي قد فتح جبهة صراع قوي بين الوالي اليعقوبي ورئيس جماعة حجر النحل، بعد أن رفض هذا الأخير توطين المطرح بتراب جماعته وصل حد رفض تعليق قرار البحث العمومي، وتوجه بعقد دورة استثنائية بتاريخ 18 يناير 2013 قرر فيها مجلس جماعة حجر النحل بالإجماع رفض مشروع إقامة المطرح العمومي جملة وتفصيلا لكونه لا يستجيب للمعايير البيئية، وذلك في انسجام تام مع كل المقتضيات الواردة بالميثاق الوطني للبيئة. وكان من نتائج هذا الموقف أن قرر الوالي اليعقوبي نقل موقع المطرح العمومي إلى منطقة محاذية للموقع الأصلي تابعة للنفوذ الترابي لجماعة المنزلة، بالمقابل تم فرض حصار تام على جماعة حجر النحل، ذلك أنها لم تتوصل بميزانية 2014 إلا في شهر ماي، كما أن جميع الاتفاقيات والمشاريع المبرمجة تم تجميد التصديق عليه، بل حتى نفقات المحروقات والهاتف لم يتم التأشير عليها من طرف مصالح الولاية، مما يهدد السير العادي لمرافق الجماعة بالشلل، وهو ما اعتبره رئيس حجر النحل، في مراسلة تتوفر الجريدة على نسخة منها، تدخلا مباشرا من سلطة الوصاية لتهديد استقرار مكونات المجلس، كل ذلك عقابا له على موقفه من مطرح النفايات.