تشهد مختلف الأسواق المحلية في المدن والقرى حركة نشطة وغير مألوفة بالنسبة للمستهلكين مع قرب حلول شهر رمضان المبارك. وتحولت الأسواق،إلى ما يشبه «خلية نحل» في مشهد لا يتكرر حدوثه إلا مع اقتراب هذا الشهر الفضيل. ويستعد المواطنون لاستقبال شهر رمضان بكثير من الاستعدادات والتحضيرات على اختلاف أنواعها وأشكالها خاصة بالتغذية، في وقت أصبح فيه شهر رمضان يلزم كثير من المستهلكين بالمزيد من النفقات تتجاوز بكثير المعدلات الاعتيادية في بقية أشهر السنة. وتتركز أوجه الإنفاق بشكل أساسي خلال شهر رمضان في المواد الغذائية. وبحسب تجار من سوق باب مراكش بالدار البيضاء، فإن حجم استهلاك السوق قفز إلى أكثر من الضعف في هذه الأيام المتزامنة وقرب شهر الإمساك مقارنة بأشهر السنة الأخرى. وقال محمد لكحل، بائع دجاج، إن قيمة استهلاك السوق من الدجاج تضاعفت بسبب الإقبال الكبير للمواطنين على شراء الدواجن على اختلاف أنواعها بكميات زائدة بكثير على المعتاد هذه الأيام الأخيرة . وأضاف محمد،أن بعض الأسر التي كانت تكتفي بشراء 6كيلو من الدجاج في الأسبوع خلال الأيام العادية،وخوفا من أي زيادة محتملة في ثمن الدجاج خلال شهر رمضان ، تقتني هذه الأسرة الكمية مضاعفة من الدجاج لتصل حتى20 كيلوغرام من الدجاج أسبوع قبل رمضان . ويعتقد عدد من تجار السوق نفسه ،أن حجم الاستهلاك اليومي لسوق باب مراكش من اللحوم والخضار والفواكه تحديداً ارتفع بنسبة 100 بالمئة مع قرب رمضان . وتجري الاستعدادات لاستقبال الشهر الفضيل على قدم وساق مع بدء العد التنازلي لموعد رمضان، دون عقبات يمكن أن تحد من وتيرة هذه الاستعدادات.. ولا يعني قدوم شهر رمضان المبارك بالنسبة للكثير من المواطنين سوى مزيد من الإنفاق، ما يعرضهم لضغوط مادية تدفع بالكثير منهم في بعض الأحيان إلى الاقتراض من أجل الوفاء بمتطلبات مناسبة الشهر الفضيل. ويتسبب الإنفاق الكثير خلال شهر رمضان للمستهلك في خسارة على صعيدين ، أولاً، في زيادة أسعار السلع والمواد الغذائية بنسبة لا تقل عن 50 بالمئة، وثانياً سيخسر بحكم أن شراء كميات كبيرة من المواد الغذائية وعدم استخدامها في الوقت المناسب سيعرضها للتلف. وتفرح الأسر المغربية بشهر رمضان على طريقتها الخاصة التي تعتمد في الغالب على الشراء ب«نهم» سواء كانت هناك حاجة أم لا، لذا، يجب على المستهلكين تغيير هذه الفكرة النمطية في استقبال رمضان. ويستغل بعض التجار الشهر الكريم في الرفع من أثمنة بعض المواد الاستهلاكية وتخزينها من أجل المضاربة، وذلك من أجل تحقيق اكبر قدر من الربح وهم بذلك ،لا يكترثون لا للقدرة الشرائية للفئات الاجتماعية ولا يدركون غاية تطبيق هذا الركن الأساسي من الإسلام الدي هو رمضان الفضيل وفلسفته الاجتماعية المتمثلة في تربية النفس على القدرة على التحمل، والشعور بالآخر واحتياجاته، لاسيما،إذا كان هذا الآخر يعيش ضنك العيش..