غاليري الأدب ينظم ملتقى الدارالبيضاء الثاني للقصة القصيرة جدا بمركز مدينة الدارالبيضاء، الذي اعتاد مرتادوه أنشطة أخرى أبعد ما تكون عن الثقافة، التأم لفيف من المبدعين المغاربة المتيمين بالقصة القصيرة جدا، إذ وفدوا على مكتبة فرنسا من كثير من المدن المغربية كالناظور وطنجة والعرائش والقنيطرة ومراكش والرباط وسلا والجديدة، فضلا عن أحياء الدارالبيضاء مترامية الأطراف. افتتح اللقاء بتوطئة للقاص المغربي مصطفى لغتيري الذي ركز على أهمية جنس القصة القصيرة جدا في المغرب، إذ اعتبره جنسا أدبيا جديدا، قد ضمن للمغاربة مواطئ أقدام في المشهد الأدبي العربي إبداعا ونقدا ومهرجانات، وتمنى أن يتجاوز المتدخلون في هذا الملتقى إشكال التجنيس، إذ أن القصة القصيرة حسب رأيه، قد فرضت نفسها بشكل كبير، وإن الرهان الآن أصبح على تحقيق الجودة المطلوبة وعدم اجترار الموضوعات المكرورة، ثم تناول الكلمة الناقد محمد يوب، الذي ركز على نقط مهمة وأساسية، من قبيل ماهية القصة القصيرة جدا وعلاقتها بالتراث السردي العربي، ومكانتها في خارطة السرد العالمي، محاولا إعطاء وجهة نظره في الموضوع اعتمادا على مقولة السرديات الكبرى والصغرى التي أضاف إليها السرديات الجهوية، كاقتراح تنضوي ضمنه القصة القصيرة جدا، كما نفى أن تكون لهذا الجنس أصول عربية، نظرا لاختلاف الماهية والسياق والمكونات والغاية، ثم تطرق لمكانة القصة القصيرة جدا في المغرب والوطن العربي، وتحدث عن المعيقات الأساسية التي تحول دون تطويرها. في المداخلة الثانية، انكبت المبدعة السعدية باحدة رئيسة غاليري الأدب على الكتابة النسائية في المغرب، عبر تجلياتها القصصية القصيرة جدا، فقدمت كرونولوجيا الإصدارات النسائية في هذا المجال، وقدمت ملاحظات عميقة حول هذه الإصدارات، وبعض مميزات القصة القصيرة جدا عند المرأة الكاتبة. بعد ذلك فتح باب المناقشة، فتفاعل الحضور مع المداخلتين، وطرحوا أسئلة عميقة تلامس موضوع الماهية والأركان والتقنيات والجودة، ومكانة القصة في المشهد القصصي المغربي، والسبل الكفيل بتطويرها. تلت ذلك استراحة تضمنت حفل شاي عرف توقيع بعض الإصدارات الجديدة. في الجلسة الثانية كان الجمهور على موعد مع قراءات قصصية قصيرة جدا، تنافس خلالها المبدعون لتقديم أجمل ما جادت بها قرائحهم، فتجاورت الأجيال والحساسيات، وتماست النصوص فيما بينها، وفاز الجميع بمتعة الحضور و القراءة والإصغاء، وقد سيرت هذه الجلسة المبدعة سعدية بلكارح. في نهاية الملتقى التقطت صور للذكرى، والدعوة إلى أن يستمر غاليري الأدب في تنشيط الساحة الثقافية بمبادراته الجادة والمثمرة خدمة للإبداع والمبدعين.