رغم محاولات السلطة التأثير على مواقفهم انعقدت مؤخرا، بقاعة الاجتماعات بمقر جماعة أولاد حمدان التابعة لقيادة أولاد حمدان بإقليم الجديدة، الدورة العادية لشهر يوليوز، بحضور قائد قيادة أولاد حمدان، وثلاثة عشر عضوا، ومثلين عن عمالة الجديدة. وتغيب عن أشغال هذه الدورة مستشارتان.وقد كان جدول أعمال هذه الدورة مختصرا في نقطة واحدة، وهي إبداء الرأي حول مطرح النفايات المزمع إحداثه بتراب الجماعة. وركز رئيس المجلس القروي لأولاد حمدان في بداية الاجتماع على إبداء الرأي حول مطرح النفايات المزمع إحداثه بتراب الجماعة، وذكر بأن الجماعة شاركت في عدة لقاءات بعمالة الجديدة، بمشاركة جماعة أولاد رحمون ولجنة من العمالة، وكان أخر اجتماع بتاريخ 5 مارس 2014، وتم تحرير محضر في الموضوع، وهو المحضر الذي عبرت فيه الجماعة عن رفضها التام لخلق مطرح بتراب جماعة أولاد حمدان. وبعد ذلك أعطى الكلمة لممثلي عمالة الجديدة عادل الحسيني الذي قدم عرضا مختصرا ركز فيه على المخطط المديري لتدبير النفايات المنزلية، وهو المخطط الذي يلزم توفير مطارح للنفايات، وأشار إلى أن انجاز هذا المخطط ركز على ثلاثة مراحل، مرحلة التشخيص والمتعلقة بكيفية تدبير النفايات المنزلية على الصعيد الإقليمي، ومرحلة اختيار الموقع وفق المعايير المطلوبة ثم مرحلة بلورة هذا المخطط. وحاول المتحدث شرح هذه إقناع أعضاء المجلس بهذا المطرح ولكن دون جدوى. وبعد هذا العرض بدأت المناقشة من طرف أعضاء المجلس، وكان يستشف منها الرفض التام لهذا المطرح على تراب جماعة أولاد حمدان، حيث أكد المستشار عمار محمد، أن هذا المطرح سيكون كارثة على البيئة وسيؤثر على الفرشة المائية الصالحة للشرب،مشيرا، إلى أن هناك مساحات شاسعة وبعيدة عن الكثافة السكان، وهي التي يجب استغلالها كمطرح. أما المستشار لبيدي مصطفى فقد تساءل خلال تدخله عن سبب التركيز على خلق مطرح براب جماعة أولاد حمدان، وهل هذا مقصود من الجهات المعنية؟، أما المستشار أكريم عبد اللطيف فقد انطلق من كون منطقة أولاد حمدان معروفة ببيئتها النقية وهوائها الجميل البعيد عن التلوث، وأن هذه المؤهلات جعلتها تستهوي وتجلب السياح والقاطنين بمدينة الجديدة لشراء أراضي وبناء منازل فخمة وفيلات بعيدة عن التلوث، مما شجع على الاستثمار بتراب الجماعة، ولكن فكرة هذا المطرح، يقول، ستؤثر سلبيا على سمعة المنطقة وستكون نقمة عليها، مضيفا، أن مدينة الدارالبيضاء بإمكانياتها المادية، لم تستطيع أن تحل مشكل النفايات فبالأحرى مدينة الجديدة أو جماعة أولاد حمدان. أما مداخلة رئيس الجماعة خلال هذا اللقاء، فقد ركز فيها على المادة 40 من الميثاق الجماعي الجديد، والتي تقضي بأن يسهر المجلس على محاربة جميع أشكال التلوث والإخلال بالبيئة وبالتوازن الطبيعي، وعلى هذا الأساس يضيف رئيس الجماعة فإن خلق مطرح بتراب الجماعة سيخل بالبيئة بصفة عامة وسيؤثر عل المراعي والمحاصيل الزراعية وعلى المواشي وعلى الفرشة المائية. وأضاف نفس المتحدث أنه كرئيس للمجلس لا يمكن أن يترك كارثة بيئية للأجيال القادمة. وعرف هذا اللقاء محاولة يائسة لقيموسي عزيز ممثل العمالة، لإقناع المستشارين بإحداث هذا المطرح بالجماعة، حيث لم تفض تبريراته لأي تغيير في المواقف الرافضة، وهكذا أجمع المستشارون الحاضرون وعددهم 12 عضوا من أصل 15 عضوا، على رفضهم التام والمطلق لخلق مطرح للنفايات المنزلية بتراب جماعة أولاد حمدان. وهو القرار الذي لم يعجب القائد القيادة، حيث تدخل في نهاية المطاف والتمس من المجلس أن يعبروا عن رأيهم كما جاء في جدول أعمال الدورة، عوض أن يقولوا لا لهذا المطرح. وكان رد جميع المستشارين بأن رأيهم واضح وباختصار شديد، أنهم يرفضون رفضا تاما خلق مطرح للنفايات بتراب الجماعة، للأسباب والتخوفات التي عبروا عنها. وتجدر الإشارة إلى أن رفض المجلس لهذا المطرح، قد ترك صدى طيبا وارتياحا في نفوس ساكنة جماعة أولاد حمدان، التي هي في حاجة ماسة إلى خلق معامل لتشغيل شبابها المعطل من حاملي الشواهد العليا، وليست في حاجة إلى مطرح للنفايات.