أفلاطون والموت كان الدكتور ريموند مودي، طالب فلسفة حين التقى بشخص عاد من الموت. افتتن وأصبح يتلقى شهادات من عاشوا التجربة. اكتشف أن هناك تشابها في الحكايات. وعندما توفر لديه عدد لا بأس به من هذا النوع من الحكايا. ألف كتابه الشهير سنة 1973 «الحياة بعد الحياة» غير أن كتابه أثار ردود أفعال، أهمها أنه يفتقر إلى الأدلة الدامغة علميا. وهو نفسه لم يدع قط توفره على الأدلة العلمية الدامغة. كل ما لديه تجارب أشخاص مر بعضهم بمرحلة موت سريري أو عادوا من سكتة قلبية. يقول مناهضوه إن من يموت لا يعود إلى الحياة. وما تقوله يا دكتور مودي مجرد وصف لتجربة. والوصف لا يكفي ليجعل من التجربة حقيقة ملموسة. العودة من الموت تحفل بها أدبيات الإنسانية منذ غابر العصور. وقد حكى أفلاطون في آخر» الجمهورية « حكاية جندي اسمه إيير قتل في معركة. ورأى جنازته ثم وصف رحلة قام بها خارج جسده إلى فضاء الحساب والعقاب.. وعاش لحظة الحساب، حيث رأى نفوسا أرسلت إلى الجنة وأخرى تلقت العقاب عن أفعالها السابقة في الحياة الدنيا . وقبل أن تتم عملية التناسخ يعبر هؤلاء نهرا، فتمحى كل تجاربهم السابقة من ذاكرتهم. ومثل إيير الاستثناء، فقد عاد إلى الحياة وقص على الناس ما عاشه في موته .. فهل وجد الدكتور مودي من يصدقه ؟