إطلاق النار في مواجهة تجار المخدرات وحجز 2 طن منها قرب الجدار الأمني كادت جنازة الشاب إبراهيم بدا أن تتحول، زوال أمس، بالعيون، إلى مواجهة مفتوحة بين أفراد عائلة الضحية وبعض أفراد قوات الأمن الذين كانوا يرافقون الموكب الجنائزي، إثر المناوشات التي وقعت بين الطرفين على خلفية اتهام العائلة القوات المسلحة الملكية بالتورط في مقتل الضحية. وتفيد مصادر من عين المكان أن أفراد من عائلة الشاب الذي لقي مصرعه بعد إصابته بطلق ناري، دخلوا في مناوشات مع قوات الأمن التي كانت ترافق الموكب الجنائزي المرافق للضحية إلى مثواه الأخير، إلا أن هذه المناوشات ظلت محدودة، ولم تتطور الأمور إلى ما لا تحمد عقباه. وأكدت ذات المصادر أن الفرقة الوطنية للشرطة القضائية دخلت فورا على الخط لمباشرة التحقيقات في مزاعم بتورط القوات المسلحة الملكية في مقتل الشاب الضحية، بعدما طالبت عائلته بإجراء تحقيق لكشف ملابسات وظروف وفاته. ويعود الحادث إلى ليلة السبت الأحد عندما اعترض ستة عناصر من القوات المسلحة الملكية، يعملون في القطاع العسكري المسمى «البكاري» الواقع على بعد 250 كلم شمال مدينة الداخلة، سيارة رباعية الدفع كانت متوقفة، وكان أربعة أشخاص يتنقلون منها وإليها ويفرغون حمولتها. أمام هذه الحركة غير الاعتيادية اضطر أفراد القوات المسلحة الملكية إلى إطلاق أعيرة نارية تحذيرية، وأمروا الأشخاص الأربعة بعدم التحرك من مكانهم. هذا الوضع خلق ارتباكا لدى الأشخاص الأربعة وهو ما دفع اثنين منهم إلى الفرار على متن السيارة، في حين فضل الثالث اختراق الجدار الأمني في اتجاه الحدود، في حين ألقي القبض على الشخص الرابع، الذي لم يكن سوى عنصر من القوات المسلحة الملكية وشريك الثلاثة الآخرين. وأمام استحالة توقيف الأشخاص الثلاثة الفارين اضطرت القوات المسلحة الملكية إلى إطلاق أعيرة نارية في اتجاه السيارة، إلا أن سائقها استطاع الإفلات من قبضة الجيش. واكتشف أفراد القوات المسلحة الملكية كميات كبيرة من المخدرات تصل إلى 2 طن من مخدر الشيرا مخبأة في صناديق خشبية. مباشرة بعد الحادث تقدم شقيق الضحية أمام مصالح الدرك الملكي بالعيون بمعلومات تفيد أن شقيقه المسمى إبراهيم بدا، موضوع مذكرة بحث من أجل الاتجار الدولي في المخدرات، لقي مصرعه نتيجة إصابته بطلق ناري بالقرب من الجدار الأمني، وأفاد المبلغ الذي توصل بتلك المعلومات من شخص آخر، أن جثة شقيقيه توجد بمنطقة تدعى «واد أوليتيس» الواقع على بعد 165 كلم جنوبالعيون. وبناء على المعلومات المقدمة من قبل المبلغ، انتقلت عناصر من الدرك الملكي إلى الموقع المذكور، وفعلا وجدوا جثة الهالك تحت شجرة على بعد 20 مترا من الطريق المؤدية إلى كلتة زمور، وتم نقلها على متن سيارة إسعاف إلى مستشفى مولاي الحسن بلمهدي بالعيون. إلا أن بعض أفراد عائلة وأقرباء الضحية حاولوا منع سيارة الإسعاف من ولوج المستشفى، بل وتعمدوا الاعتداء على الدركيين المرافقين لها، وألحقوا أضرارا بليغة بسيارتهم، واستنجد المتظاهرون بأشخاص آخرين، مما دفع إلى إرسال تعزيزات أمنية إضافية إلى محيط المستشفى. وبعدما رفض والد الضحية تسلم جثة ابنه لدفنها، اضطر إلى القبول في آخر لحظة بعدما تلقى تطمينات بأن يأخذ التحقيق في الحادث مساره الطبيعي، وقد نقلت جثة الضحية بعد ذلك من مستشفى مولاي الحسن بلمهدي إلى المستشفى العسكري الثالث لإخضاعها للتشريح الطبي.