هذا الموت؟ سؤال يؤرق الكثيرين وإن تجاهلوه ويقض مضجعهم وإن صمتوا عنه.. نحن نحيا ثم نموت. ثم ماذا بعد؟ الأديان تجيب عن السؤال بالثواب والعقاب. والعلم يقول ويقول ويقول دون أن يعطي جوابا شافيا. سأل القس الآبي بيير الرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتران وهو يعيش آخر أيامه وينتظر لحظة الوداع عن شعوره وهو يقترب من النهاية.. أجاب الرئيس «وأخيرا سأعرف». جواب لا يخفي حيرة الرئيس المثقف أمام الموت. غير أن هناك تجربة أخرى مر ويمر بها كل من أشرفوا على الموت وعادوا إلى الحياة. وعن هذه التجربة أنجز المعهد الدولي للدراسات المتعلقة بمن عادوا من الموت بحثا ساهم فيه 500 شخص من مختلف الأعمار والشرائح والمذاهب ومن بينهم ملحدون حتى. أغلب هؤلاء عاشوا لحظة موت وهم ممددون على طاولة الجراحة تحت رحمة المبضع ووطأة التخدير. بعضهم كانوا نائمين عند وقوع كارثة مفاجئة، وآخرون كانوا يتناولون مخدرات أو أدوية لها مفعول المخدر. منهم من نجوا من محاولة اغتيال ومنهم من لم يحالفه الحظ في الانتحار. كلهم قصوا ما عاشوه في لحظة كان موتهم منتظرا أو لعله اعتبر أمرا واقعا. 72 بالمائة صرحوا أن الإطلالة على الموت غيرت حياتهم رأسا عل عقب، و82 بالمائة فقدوا إحساس الخوف من الموت. منهم من آمن أن الموت مجرد فناء للجسد ومنهم من خرج كافرا بكل ما هو مادي مؤمنا بالروحيات. ما يتفق عليه الجميع هو أن كل من يمر بالتجربة يصبح أكثر صلابة على المستوى النفسي. وللحديث بقية..