فتنت بالغناء يوم أديت أغنية « مالي فتنت» في سن السابعة(2) جريدة بيان اليوم تفتح أوراقا من ذاكرة فنان كبير، يعتبر من الرواد الأوائل والمؤسسين للمشهد الغنائي في المغرب، أمثال عبد القادر الراشدي، أحمد البيضاوي، المعطي بنقاسم، وغيرهم ... في هذا اللقاء مع الفنان عبد الواحد التطواني، الذي غاب عن الساحة الفنية وأضواءها لسنوات قبل أن يعود مرة أخرى بداية الألفية الثانية، حبا في الفن وفي الأغنية المغربية، اختارت جريدة بيان اليوم تتتبع مساره الفني الذي يؤرخ لزمن الأغنية الجميل لزمن مغربي آخر ولمسار فني امتد لما يزيد عن نصف قرن من الزمن استطاع عبد الواحد التطواني رغم حداثة سنه الذي لم يتجاوز السابعة حفظ بعض الأغاني، مالي فتنت، مررت بالبحر، وأفديه إن حفظ الهوى، وذات مرة أخد في الغناء مع والده مقطوعة مالي فتنت من وراء الباب، كانت لحظة حاسمة بالنسبة لمسار فني طويل، كانت خطوة أولى لم يكن الطفل الصغير يعرف هل سيعاقب أم سيجزى عليها يقول عبد الواحد التطواني: مضت على هذه الذكرى سنوات طويلة لكنها لازالت محفورة في ذاكرتي، كنت لا أتجاوز سن السابعة، وفي كل مرة كان والدي يحيي امسية موسيقية كنت أذهب للإستماع بشغف من وراء الباب متحديا في بعض الأحيان العقوبة التي كانت تفرضها والدتي علي، وذات مرة أخذت وبشكل عفوي ترديد مقطوعة مالي فتنت مع والدي، من خلف الباب بطبيعة الحال فلم يكن يسمح لنا بمخالطة الكبار. ويضيف الفنان: أن العم عبد السلام السعيدي وهو فنان من أصدقاء والدي قام بإدخالي للغرفة وأكملت ترديد الأغنية، أمام الجميع وهم مندهشون، وعند انتهائي من الغناء شعرت أن الحاضرين أعجبهم صوتي و أدائي، لكن والدي لم يمهلني طويلا حتى طلب مني مغادرة الغرفة والإلتحاق بوالدتي. رغم صغر سني أحسست بأشياء كثيرة، الخوف من غضب والدي أو والدتي، و الإحساس بالرضى لأنني قدمت شيئا أعجب الكبار، لم تعاقبني أمي، ولم يأنبني والدي، بعد مدة سيصبح العم عبد السلام السعيدي، أستاذي بالمعهد الموسيقي لمدينة تطوان، ويقوم بتلقيني أصول الموسيقى العربية والأندلسية ... الحلقة القادمة: أساتذة كبار تتلمذت على أيديهم وكان لهم الفضل علي