الفنان عبد الواحد التطواني يتذكر الحلقة 1 جريدة بيان اليوم تفتح أوراقا من ذاكرة فنان كبير، يعتبر من الرواد الأوائل والمؤسسين للمشهد الغنائي في المغرب، أمثال عبد القادر الراشدي، أحمد البيضاوي، المعطي بنقاسم، وغيرهم ... في هذا اللقاء مع الفنان عبد الواحد التطواني، الذي غاب عن الساحة الفنية وأضواءها لسنوات قبل أن يعود مرة أخرى بداية الألفية الثانية، حبا في الفن وفي الأغنية المغربية، اختارت جريدة بيان اليوم تتتبع مساره الفني الذي يؤرخ لزمن الأغنية الجميل لزمن مغربي آخر ولمسار فني امتد لما يزيد عن نصف قرن من الزمن ولد الفنان عبد الواحد التطواني واسمه الأصلي ( عبد الواحد كريكش) بمدينة تطوان يوم 12 مارس 1944 بحي سيدي السعيدي درب اللبادي، من عائلة معروفة بولعها الفني الموسيقي على الخصوص، والده هو المرحوم الحاج عبد الكريم كريكش كان حلاقا عسكريا بالحرس الخليفي التطواني، وهو أيضا كان من هواة الموسيقى الأندلسية خصوصا والعربية عموما. وعرف عن الحاج عبد الكريم كريكش أنه كان يمتلك دكانا للحلاقة بحي النيارين بتطوان وكان هذا الدكان ملتقى الفنانين التطوانيين في ذلك الزمان، الجد أيضا الحاج الهاشمي كريكش لم يخرج من الدائرة الفنية، فقد كان أول شخص يمتلك دكانا لكراء الكرامفون، والأسطوانات الحجرية، لأصوات مغنين كانت تشغل الناس والاستماع اليها بمثابة ترف ليس في متناول الكثيرين، مثل عبدو الحمولي، منيرة المهدية، أم كلثوم، محمد عبد الوهاب، سيد درويش، وغيرهم من أساطين الموسيقى العربية آنذاك. في هذه الأجواء التي لا تخلو من الموسيقى شب الفنان عبد الواحد التطواني خصوصا ووالده كان يقيم مرة كل أسبوع بمنزله أمسية موسيقية يحضرها فنانون تطوانيون، كعبد السلام السعيدي، الصالحي، الفريكني عياد، الشنتوف وغيرهم من الموسيقيين الكبار في ذلك الزمن، وكانت الفرصة مواتية لعبد الواحد الصغير لاستراق السمع من وراء الباب دون ان يشعر به احد واكتشاف عالم الموسيقى البديع والسحري يغازل أحلام الطفل الصغير، وكان صوت والدته الحاجة عائشة غيلان الآمر يقطع عليه متعته في الكثير من الأحيان ليأوي الى فراشه على مضض والأنغام تتردد في أذنيه وتداعب خياله الطفولي البريْ. الحلقة القادمة: فتنت بالغناء يوم أديت أغنية « مالي فتنت» في سن السابعة