الفنان روبيرتو ألكنا يرحل بالجمهور إلى الإرث الموسيقي المتوسطي أخذ الفنان الفرنسي ذي الأصول الصقلية، روبيرتو ألكنا، مساء السبت الماضي، جمهور مهرجان الموسيقى العالمية العريقة في رحلة لاستكشاف إيقاعات وتعابير الإرث الموسيقي للبحر الأبيض المتوسط من خلال وصلات موسيقية ذات نكهة احتفالية. وقدم هذا الصوت الساطع خلال هذا الحفل الفني، الذي احتضنه فضاء (باب المكينة) التاريخي لوحات إبداعية فنية تمتح من مجمل ما يختزنه الموروث الموسيقي المتوسطي وتحتفي بالإرث النابولي والعربي الأندلسي. واستطاع هذا الفنان المتخصص في فن الأوبرا من خلال مشاركته الأولى في مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة أن يحمل الجمهور الذي ضاقت به جنبات هذا الفضاء التاريخي في رحلة روحية ممتعة، إلى عوالم الروح ونكهة فضاء حوض المتوسط، عبر مقامات وألوان موسيقية تزاوج بين فن الأوبرا وبين التقليد الشعبي المتوسطي ذي الإيقاعات المتوثبة التي تسمو بالروح إلى مدارج الصفاء. ولأن الفنان ألبيرتو ألكنا فخور بأصوله الإيطالية، فقد أبى إلا أن يحتفي بأصوله من خلال تقديم مجموعة من الأغاني بعضها أعده خصيصا لمهرجان الموسيقى العريقة مثل (ميديتيرانيو) وبعضها الآخر اختاره من ريبرتواره الفني مثل (أرضنا) و(خبز الملائكة) و(الحب الجريح) وغيرها من الأغاني الصقلية، التي قدمها تكريما لكل أولئك الذين يشعرون بالغربة وبالضياع. ومنذ اعتلائه المنصة، وهو يلبس (جابادور) على الطريقة التقليدية المغربية، تنقل الفنان ألكنا الذي كان مرفوقا خلال هذا الحفل بفرقته الموسيقية التي تتكون من عازفين وموسيقيين من فرنسا وفلسطين بين العديد من الإيقاعات المبهرة والسريعة التي تتسم بالحركية المنفلتة والمتوثبة والتي تزداد بهاء كلما امتزجت بصوت الفنان روبيرتو الساطع. لقد تمكن الفنان ألكنا من خلال أدائه الفني أن يأخذ الجمهور عبر لوحات موسيقية بعضها يشع بالفرح وبعضها الآخر يتوشح بالحزن إلى ليالي البذخ بضفاف المتوسط حيث الأمسيات الفنية التي تحتفي بالجمال بمختلف أشكاله التعبيرية من رقص وغناء ومحبة الحكمة والفلسفة والفكر، موقعا بذلك على حفل كبير بفضاء باب المكينة والذي سيشكل لا محالة ميلادا جديدا لهذا الفنان وعلامة فارقة في مسيرته الإبداعية. لقد ظل الفنان روبيرتو ألكنا، الذي ينحدر من أبوين صقلين هاجرا إلى فرنسا، يتنقل في إبداعاته عبر العديد من الأنماط الفنية خاصة ذات الأصول الإيطالية إلى أن التقى بالفنان رافاييل رويز، الذي ينحدر من كوبا والذي دفع بروبيرتو إلى تذوق طعم إبداع آخر يرتكز على إيقاع القيثارة وكذا الفن الكلاسيكي الاحتفالي مرورا بالإرث النابولي والعربي الأندلسي. وبعد أن فاز بمسابقة بافاروتي سنة 1988، أضحى ألكنا من الفنانين المعروفين الذين يشاركون في العديد من الحفلات الأوبيرالية خاصة بنيويورك وروما ولندن وباريس وغيرها، ليسلك طريق الكبار من خلال إبداعات غزيرة تزاوج ما بين الاحتفالية الدينية والدنيوية وتتميز بتركيب فريد لمختلف الأشكال والتعابير الفنية لبلدان حوض المتوسط. وتواصلت حفلات مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة بالعرض الفني الذي جمع ليلة الأحد الماضي بين فنانين عملاقين، هما يوسو ندور وجوني كليغ بفضاء (باب المكينة) التاريخي ابتداء من الساعة التاسعة مساء. وخصص هذا الحفل الذي انتظره الجمهور بشغف كبير لتكريم القارة الإفريقية في شخص الزعيم الإفريقي الراحل نيسلون مانديلا، إيقونة النضال ضد الميز العنصري