تحت شعار «مغرب المؤسسات والعدالة الاجتماعية، يلتئم حزب التقدم والاشتراكية، بداية من يومه الجمعة، ببوزنيقة في إطار الدورة التاسعة لمؤتمره الوطني بأجندة مرتبطة بتجديد هيكلة الحزب وبتقييم الاختيارات التي تبناها في الفترة ما بين هذا المؤتمر والمؤتمر السابق وتحديدا منذ الانتخابات التشريعية الأخيرة. يلتقي الرفاق والرفيقات اليوم بعد مشوار طويل من اللقاءات والاجتماعات توجت بإعداد أرضية وثائق تحدد التوجهات المتعلقة بهوية الحزب وباختياراته السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. للوقوف على تصور عام لما ستكون عليه النقاشات بين المؤتمرين، كانت لبيان اليوم، تساؤلات طرحتها على بعض قياديي الحزب الذين أجمعوا على أن المؤتمر سيكون مناسبة لفتح صفحات حبلى بالأسئلة التي تناسلت خصوصا بعد الاختيارات التي تبناها حزب التقدم والاشتراكية ، وما أثارته من ردود فعل سواء بداخل الحزب من قبل بعض الرفاق، أو من طرف عائلة اليسار أو المتتبعين للشأن السياسي بالمغرب بصفة عامة. وشددت هذه التصريحات على أن المصلحة العليا للحزب ستكون لها كلمة الفصل، وسيتحلى الجميع بما يكفي من النضج لتغليب هذه المصلحة. إسماعيل العلوي*لنا جميعا ما يكفي من النضج والتبصر لنضع جميعا مصلحة حزبنا فوق كل اعتبار طبعا، في حياة كل هيئة سياسية، المؤتمر يمثل لحظة مهمة. وبالنسبة لنا في حزب التقدم والاشتراكية، نعتبر بأن المؤتمر الوطني هو الهيئة الأسمى التي تقرر الخطة التي على الحزب أن يسلكها طيلة أربع سنوات المقبلة، وهذا يجب أن يمثل رهانا مركزيا في حياة الحزب. لكن المؤتمر لا يعني بالضرورة القطيعة مع مااتخذته المؤتمرات السابقة من توجهات. والدليل على ما أقول، نجده في حياة الحزب، حيث أنه عشية كل مؤتمر، تجتمع اللجنة المركزية للنظر في الوثيقة السياسية التي نسميها بالأطروحة. هذه الوثيقة السياسية تكون نتاج لتفكير ونقاش عميقين بين كل مكونات الحزب، وغالبا ما يتم المصادقة عليها بالإجماع، علما أن غياب بعض أعضاء اللجنة المركزية عند التصويت أو امتناعهم، لا يعني إلغاء هذا الإجماع، وبالتالي في عادتنا القديمة، تلغي الوثيقة التي حصل حولها الاتفاق كل أنواع المزايدات بين الرفاق، لكن يبدو أن هذه التقاليد العتيقة لم تبق ذات جدوى، وهذا من سنن الحياة. عليانا أن نتكيف مع هذا المعطيات الجديدة. الآن هناك على الأقل خمسة مرشحين للأمانة العامة، رفيقة وأربعة رفاق. أظن أن هذا معطى جديد، يجب أن نأخذه بعين الاعتبار، وتبقى كلمة الفصل للرفيقات والرفاق المؤتمرات والمؤتمرين، فيما يخص الاختيار بين هؤلاء المرشحين. وأنا على يقين تام، أن الرفيقات والرفاق لهم ولهن ما يكفي من النضج والتبصر ليضعوا جميعا مصلحة حزبهم فوق كل اعتبار. *رئيس مجلس رئاسة حزب التقدم والاشتراكية المهدي بنشقرون* التنافس على منصب الأمانة العامة ظاهرة صحية الجميع ينتظر محطة المؤتمر الوطني التاسع، باعتبارها محطة مفصلية ومهمة من تاريخ حزبنا. وأنا شخصيا أنتظر هذه المحطة بكثير من التفاؤل، ولو أن البعض يرى أن التنافس على منصب الأمين العام قد يفسد هذا المؤتمر. ولكن من جهتي أرى أن هذا التنافس ظاهرة صحية، ولا تنطوي على أي مشكل من أي نوع. وهذا دليل أن الحزب يمشي على الطريق القويم. فالرهان المطروح اليوم على حزب التقدم والاشتراكية، عشية مؤتمره الوطني التاسع، هو تحديد خارطة طريق تفتح باب المستقبل، ونأمل أن تكون هذه المحطة مناسبة للتأكيد على المبادئ والثوابت الأساسية للحزب، خصوصا وأنه يشارك في تجربة تعتبر فريدة من نوعها، ينادي البعض بمراجعتها. وكيفما كان الأمر، فإن مشاركة الحزب في التجربة الحكومية الحالية، تجربة متميزة بكل المقاييس، يجب أن تكون موضوع نقاش داخل المؤتمر، بإيجابياتها وسلبياتها، واستخلاص الدروس والعبر من أجل تعزيزها ومواصلتها. فلحد الآن لم تظهر مشاركتنا في التجربة الحالية أن الحزب حاد عن مبادئه، بل بالعكس يظهر جليا أنه لا يزال متشبثا بثوابته ومبادئه الأساسية، وسلوك مناضليه وجدية تحاليله، وإذا اقتضت الضرورة مراجعة بعض الأخطاء، فالوقت لازال أمامنا لذلك، من أجل مواصلة الإصلاحات التي انخرطت فيها الحكومة، والدليل أن الحزب لعب دورا أساسيا في تصويب الكثير من الانزلاقات التي لو وقعت، لكان لها الوقع الكبير، وهذا يدل على المساهمة الفعالة له داخل التحالف الحالي. ومن خلال النقاشات ووجهات نظر، حتى من خارج الحزب، هناك تنويه مثلا على ما تحقق في قطاع الصحة والمجهودات التي قام بها الدكتور الحسين الوردي، رغم الصعوبات التي يواجهها، وهذا يحسب للحزب. طبعا سيكون المؤتمر مناسبة لتقييم الحصيلة والانجازات بكل موضوعية، وأن نطرح السلبيات، وأن لا ننسى أن هناك الكثير من الإيجابيات وأشياء قد تحققت في هذه التجربة. كما أن المؤتمر يجب أن يكون أيضا مناسبة لإدماج الشباب في الحياة السياسية، والمناضلين الملتحقين بالحزب لإطلاعهم على التاريخ النضالي العريق للحزب، وإغنائهم بالثوابت والمبادئ التي أسس عليها، ولازال محتفظا عليها، والأدوار الكبرى التي لعبها على مر العقود السبعة من تاريخه لصالح الشعب والبلاد، حيث كان مدرسة في النضال السياسي من أجل نصرة قضايا الفئات المستضعفة، ولازال يحمل هذا المشعل إلى اليوم، مدرسة أسس لها ثلة من المناضلين الشرفاء الأوفياء لمبادئهم وثوابتهم، وعلى رأسهم الرفيق علي يعتة وعزيز بلال، وآخرين، الذين كانوا مفخرة ليس للحزب فقط، وإنما للبلاد كلها، وبقدر ما نستحضرهم في هذا اليوم، نتأسف لغيابهم لأن وجودهم كان سينور لنا الطريق. *عضو مجلس رئاسة حزب التقدم والاشتراكية رحال زكراوي* المؤتمر مناسبة لمواصلة الإصلاحات في ظل التجربة الحالية أعتبر أن محطة المؤتمر الوطني التاسع محطة مهمة في هذه الظرفية الدقيقة المتميزة بمشاركة الحزب في التجربة الحكومية الحالية التي يشارك فيها الحزب، ويتحالف فيها مع حزب كنا مختلفين معه إيديولوجيا، ولكن ما يجمعنا به في هذا التحالف مصلحة البلاد والشعب. وأرى أن المؤتمر سيكون مناسبة للتأكيد على ضرورة مواصلة هذه التجربة ودفعها إلى الأمام من أجل تعزيز المكتسبات ومواصلة الإصلاحات الكبرى. ويجب، بهذه المناسبة، استحضار الدور العميق والأساسي الذي لعبه الحزب في خلق التوازن بين مختلف مكونات التحالف الحكومي، انطلاقا من إيمانه القوي بمبادئه ومقوماته الأساسية التي جعلته مدافعا قويا عن الحريات الفردية والجماعية وحقوق المرأة والمساواة. ويتجلى ذلك بوضوح من خلال مواقفه في العديد من القضايا من هذا القبيل، وغيرها من الإصلاحات المتعلقة بالخصوص بالمقاصة وأنظمة التقاعد، وغيرها. وأظن أن المؤتمر سيكون مناسبة لتجديد الثقة في القيادة الحالية التي تزخر بطاقات شابة وواعدة، والتي برهنت على قدرتها وإمكانياتها في اتخاذ المواقف المناسبة التي تخدم مصلحة الحزب وتطلعات مناضليه، رغم أنها لازالت في حاجة إلى كثير من الممارسة والتجربة لتكون في المستوى المطلوب، لأنها بالفعل تفتح باب المستقبل أمام الطاقات الواعدة التي يزخر بها الحزب لمواصلة ما بدأه المناضلون السابقون الذين نهتدي بأفكارهم وقناعاتهم. ولعل في هذه التجربة الكثير من المكتسبات التي يعتز بها حزب التقدم والاشتراكية ويسعى إلى تعزيزها، باعتبارها مفخرة له. واعتقد أن وجود هذه الطاقات الشابة تحتاج إلى فترة انتداب إضافية أو فترتين لتكشف عن قدراتها في القيادة، لأن الظروف السياسية الحالية التي تمر منها البلاد تقتضي وجود قيادة كفأة قادرة على مسايرة هذه التغيرات، وفي الوقت الحالي فإن الحزب لا يحتمل أي تغيير في قيادته. *عضو مجلس رئاسة حزب التقدم والاشتراكية أحمد سالم لطافي *الحفاظ على وحدة الحزب وتماسكه هو رهان المؤتمر الأساسي إن المؤتمر الوطني التاسع، لحزب التقدم والاشتراكية، الذي يفتتح اليوم، الجمعة 30 ماي ببوزنيقة، ينعقد في سياق تاريخي متميز، وتطرح عليه رهانات متعدد، من بينها على وجه الخصوص، تجديد النخب الحزبية سواء تعلق الأمر باللجنة المركزية أو بالمكتب السياسي. هذا لا يعني أن التجديد هو التفريط في هذا المجال، بل من الضروري مراعاة نوع من التوازن في هذا الجانب لضمان الاستمرارية والقوة السياسية والفكرية للحزب. أيضا، المؤتمر الوطني التاسع مطالب بأن يحافظ على وحدة الحزب وتماسكه، وهذا بالنسبة لي رهان أساسي، يساءل جميع المناضلات والمناضلين، كما أن المؤتمر مطالب بأن يحافظ على استقلالية القرار والتوجه السياسي والأيديولوجي، هناك كذلك، رهان، اعتبره أساسيا، مرتبط بضرورة تعميق التفكير في تحالفاته المرحلية. ثم إن المؤتمر الوطني التاسع، مطالب، وهنا أتوجه للمؤتمرات والمؤتمرين، بأن لا ينزلقوا إلى أي متهاهات قد تمس بسير المؤتمر الذي يتعين أن نعمل جميعا على أن تتم أشغاله في الفترة التي حددت لانعقاده، وهذه مسؤولية جماعية لكل المؤتمرين والمؤتمرات. بالنسبة للرهان السياسي، أعتقد أن المؤتمر مطالب بتأكيد وتثبت الخط السياسي الذي اتفقت عليه اللجنة المركزية بالإجماع بعد انتخابات سنة 2011. في النهاية، أسمح لي أن أوجه تحية رفاقية خالصة إلى كل المؤتمرات والمؤتمرين وأتمنى لهن ولهم مشاركة فعالة ناضجة ونضالية في جميع أشغال المؤتمر . *عضو الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية