الاتحاد الأوروبي يعلن الحرب على الطماطم المغربية بعد الإجراءات التي اتخذها مؤخرا من جانب واحد لعرقلة ولوج الصادرات الفلاحية المغربية نحو أسواقه، أعلن الاتحاد الأوربي، في خطوة تصعيدية جديدة، الحرب على الطماطم المغربية من خلال إصدار بلاغ إنذاري ينبه فيه إلى وجود حصص من هذه المادة الغذائية دخلت أسواقه «يشتبه» في كونها السبب في حالات تسمم ظهرت في فرنسا منذ سابع أبريل الماضي. البلاغ الإنذاري أقحم بلاغا سابقا للسلطات الصحية التشيكية كانت قد حذرت فيه مواطنيها من استهلاك الطماطم التي تحمل علامة استيراد من المغرب بعد «شكوك حول إصابة مواطنين أوربيين بتسمم ومشاكل في الجهاز الهضمي». وأصدرت السلطات الصحية التشيكية، عقب هذا البلاغ، بيانا تحذيريا استند إلى تقرير للوبيات فلاحية زعمت أنها سجلت «حالات إصابة فرنسيين بتسمم غذائي بعد استهلاكهم نفس نوعية الطماطم المغربية». رد وزارة الفلاحة والصيد البحري كان سريعا من خلال بلاغ قالت فيه إن التحاليل التي تم إجراؤها إلى حدود اليوم حول الطماطم الكرزية المغربية المصدرة نحو الاتحاد الأوروبي، على مستوى مكان حفظ هذه الطماطم ومزارع الإنتاج، «لم تظهر أي عدم مطابقة للمعايير». وعزز المغرب موقفه، من جهة، بنتائج التحاليل التي أجرتها سلطات زجر الغش الفرنسية، منذ أبريل الماضي، حول الطماطم التي أعادها المستهلكون، وكذا حول تلك المتأتية من الحصص المشتبه بها، ومن جهة أخرى، بنتائج التحاليل التي أنجزتها الشركة الفرنسية المستوردة، والتي أكدت مطابقة صادرات المغرب من الطماطم وغيرها، للمعايير الأوروبية الجاري بها العمل. من جانبه، يواصل المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية والمؤسسة المستقلة لمراقبة وتنسيق الصادرات تحريات أكثر عمقا للتأكد من احترام الشروط الصحية، حيث يجري اختبار عينات من الطماطم المصدرة، سواء بمكان حفظ الطماطم الكرزية أو على مستوى مزارع الإنتاج. وتفيد كل القراءات التي أعقبت الحملة الأوروبية الجديدة على الطماطم المغربية أن كل التحركات لم تفد الرباط في الدفاع عن مصالحها. فالاتصالات التي أجراها وزير الفلاحة عزيز أخنوش على هامش المعرض الدولي للفلاحة المنعقد مؤخرا بمكناس مع سفراء دول الاتحاد الأوربي بالرباط، ومع مسؤولين أوربيين، لم تسفر عن التراجع عن قرار تعديل أسعار دخول صادرات الفواكه والخضر المغربية إلى الأسواق الأوربية. وهو ما يعني أن حربا خفية تجري في الكواليس ضد المغرب الذي عليه تغيير تكتيكه لمواجهة الضربة الجديدة المتمثلة في إدعاءات «تسمم» طماطمه الكرزية.