الخارجية الأمريكية تعتبر المملكة «شريكا فعالا» وتحذر من «خلايا صغيرة» وصف تقرير الخارجية الأمريكية حول الإرهاب لسنة 2013 المغرب ب «الشريك الفعال»، مشيدا بما أسماه التعاون المتين مع الولاياتالمتحدةالأمريكية لمواجهة الإرهاب، منوها بنجاح الإستراتيجية الشاملة التي نهجتها المملكة منذ 2003، والتي تنبني على تدابير اليقظة والأمن. وحذر التقرير من استمرار وجود خلايا صغيرة ومستقلة لازالت تشكل تهديدا على المغرب. وجاء في التقرير السنوي لوزارة الخارجية الأمريكية عن الإرهاب في دول العالم خلال سنة 2013، والذي يستعرض تقييمها السنوي لاتجاهات وأحداث الإرهاب الدولي في الفترة من فاتح يناير إلى 31 دجنبر من نفس السنة، أن المغرب يعتبر «الشريك الفعال منذ أمد بعيد» للولايات المتحدة في مجال مكافحة الإرهاب. وأشاد ذات التقرير الذي رفعته الخارجية الأمريكية، الأربعاء الماضي، إلى الكونغرس كما يقتضي ذلك القانون، بما أسمته «التعاون المتين» بين المغرب والولاياتالمتحدة في مجال مكافحة الإرهاب، مشيرا إلى أن البلدين التزما، خلال الزيارة الرسمية لجلالة الملك محمد السادس إلى واشنطن في نونبر الماضي، ب «تعميق هذه العلاقات». وذكر التقرير، الذي خصص حيزا هاما للمغرب باعتباره شريكا للولايات المتحدة في مجال مكافحة الإرهاب، بأن البلدين واصلا تعاونهما المتين، في إطار برنامج المساعدة على مكافحة الإرهاب التابع لوزارة الخارجية الأمريكية، والتزما بتعميق هذه العلاقات. وأشادت وزارة الخارجية الأمريكية بالإستراتيجية الشاملة التي وضعتها المملكة منذ أن تعرضت للهجوم الإرهابي بمدينة الدارالبيضاء في ماي 2003. وأبرز التقرير أن هذه الإستراتيجية القائمة على تدابير اليقظة والأمن، مكنت من الحد بشكل فعال من التهديد الإرهابي. وأشار أن هذه الإستراتيجية ترتكز على التعاون الإقليمي والدولي في مجال مكافحة التطرف، وهو ما مكن السلطات المغربية من تفكيك العديد من المجموعات والخلايا الإرهابية عبر تبادل وجمع المعلومات الاستخباراتية، وتنسيق عمل الأجهزة الأمنية، والتعاون مع الشركاء الإقليميين والدوليين. وحذر التقرير الأمريكي، الذي يتضمن أيضا تقييما استراتيجيا، ووصفا لجهود مكافحة الإرهاب في كل بلد على حدة، وأقساما عن الدول الراعية للإرهاب، والملاذات الآمنة للإرهابيين، والمنظمات الإرهابية الأجنبية، (حذر) من استمرار وجود ما أسماه «خلايا صغيرة ومستقلة» تتميز بكونها متطرفة وعنيفة، تتبنى الفكر الجهادي، إلا أنها، حسب ذات التقرير، ظلت صغيرة الحجم ومعزولة عن بعضها البعض، ومحدودة القدرات. وفي الوقت الذي يؤكد فيه التقرير أن «الهيكل الرئيسي» لتنظيم القاعدة أصابه ضعف شديد وتقلص بشدة وفقد الكثير من كبار قادته، بفضل الجهود الدولية، إلا أن أجنحة تابعة لهذا التنظيم في إفريقيا والشرق الأوسط تكتسب مزيدا من الاستقلال على صعيد العمليات، وتزداد توجهاتها العدوانية. وعزا التقرير ذلك إلى ما أسماه «عدم الاستقرار وضعف الحكومات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا» والذي مكن أجنحة القاعدة والجماعات ذات العقلية المماثلة من «توسيع وتعميق عملياتها». وخلص التقرير أن التهديدات الإرهابية عرفت تطورا مهما في السنة الماضية، بدليل الزيادة في أعداد الجماعات الإرهابية حول العالم، بما فيها منظمات متفرعة عن تنظيم القاعدة وسواها من منظمات إرهابية، مما شكل تهديدا للولايات المتحدة ولحلفائها ومصالحها، موضحا أن سنة 2013 شهدت تعاظم شأن منظمات متفرعة عن القاعدة ومنظمات تدور خارج فلكها ذات حكم ذاتي وأكثر شراسة في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، وهي تنظيمات استغلت أنظمة الحكم الضعيفة وعدم الاستقرار في المنطقة كي توسع وتعمق عملياتها.