أشادت وزارة الخارجية الأمريكية، اليوم الأربعاء، بالتعاون "المتين" القائم بين الولاياتالمتحدة والمغرب في مجال مكافحة الإرهاب، مبرزة أن البلدين التزما، بمناسبة زيارة صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى واشنطن في نونبر الماضي، ب"تعميق هذه العلاقات". وأكدت وزارة الخارجية الأمريكية، في تقريرها السنوي حول الإرهاب في العالم الذي نشر بواشنطن، أن "المغرب والولاياتالمتحدة واصلا تعاونهما المتين في مجال مكافحة الإرهاب، والتزما بتعميق هذه العلاقات خلال الزيارة التي قام بها جلالة الملك محمد السادس إلى واشنطن خلال نونبر الماضي". وأضاف التقرير، الذي يغطي الفترة الممتدة من 1 يناير إلى 31 دجنبر 2013، أن المغرب، "الشريك الفعال منذ أمد بعيد"، واصل التعاون في إطار برنامج المساعدة على مكافحة الإرهاب التابع لوزارة الخارجية الأمريكية. وأبرزت وزارة الخارجية الأمريكية، في التقرير ذاته، الاستراتيجية "الشاملة" التي وضعتها المملكة لمكافحة الإرهاب، والتي مكنت من "الحد بشكل فعال" من التهديد الإرهابي، موضحة أن "المغرب يتوفر على استراتيجية شاملة لمكافحة الإرهاب ترتكز على تدابير لليقظة والأمن، والتعاون الدولي وسياسات لمكافحة التطرف"، مشيرة إلى أن السلطات المغربية تمكنت، بشكل "فعال"، من تفكيك العديد من المجموعات والخلايا الإرهابية عبر تعزيز "جمع المعلومات الاستخباراتية، وعمل الأجهزة الأمنية، والتعاون مع الشركاء الإقليميين والدوليين". وفي سياق آخر، اعتبر التقرير "رعاية إيران للإرهاب عن طريق الحرس الثوري ووزارة الاستخبارات والأمن وحزب الله خطراً كبيراً على استقرار لبنان والمنطقة برمتها"، محذرا من "دعم حزب الله لنظام الأسد عن طريق تصفية مناطق عدة من قوى المعارضة، وتوفير التدريب والمشورة، والمساعدة اللوجستية للجيش السوري". وبصفة عامة، تحدث التقرير عن تصاعد "الأنشطة الإرهابية" في منطقة الشرق الأدنى خلال عام 2013 في ظل "عدم الاستقرار وضعف الحكومات، في سوريا والعراق واليمن؛ الأمر الذي جر تداعيات أكبر على المنطقة بأسرها". وخلال مؤتمر صحفي عقدته اليوم في مقر وزارة الخارجية الأمريكيةبواشنطن لعرض التقرير، قالت المنسق العام لوزارة الخارجية الأمريكية لشؤون مكافحة الارهاب، السفيرة تينا كيدانو ، إن "الخطر الذي يمثله (تنظيم) القاعدة لازال مستمراً في تطوره السريع في عام 2013". ورات أن هناك عوامل عدة سرعت ما أسمته ب"لامركزية تنظيم القاعدة الرئيس"، وذكرت منها "جهود المجتمع الدولي الفاعلة في تحجيم تنظيم القاعدة، ووجود القيادات العليا للتنظيم في باكستان، وضعف السيطرة وعدم الاستقرار في الشرق الأوسط وشمال شرق أفريقيا"، مشيرة إلى أن الضغط المسلط على تنظيم القاعدة جعل المنظمات التابعة له "تعمل بشكل مستقل عن التنظيم الرئيس وتوجه عملياتها بشكل رئيس إلى أهداف محلية وإقليمية". ولفتت إلى أن "السنوات الماضية شهدت ظهور مجموعة من التنظيمات الاكثر شراسة المرتبطة بالقاعدة أو المشابهة لها في التفكير، وخاصة في اليمن وسوريا والعراق وشمال شرق افريقيا والصومال".