قدمت «فرقة نادي المرآة للمسرح» يوم السبت 12 أبريل الجاري مسرحيتها الجديدة «الساروت» وذلك في إطار فعاليات الدورة العشرين لمهرجان خليفة السطنبولي للمسرح المغاربي المنظم بالمنستير في الفترة ما بين 11 و19 أبريل 2014 . ولقي العرض الذي احتضنه مسرح المركز الثقافي بالمنستير تجاوبا كبيرا من قبل الجمهور التونسي وممثلي الفرق المغاربية المشاركة وعينة من الجالية المغربية المقيمة بالمدينة. ألف مسرحية «الساروت» الكاتب المغربي الحسين الشعبي، وأخرجها الفنان حسن علوي مراني، أما السينوغرافيا فمن توقيع حسن صابر، في حين قام بتشخيص الأدوار كل من عدنان مويسي وخالد الزويشي ونسرين المنجى. وتنهض المسرحية على « الانتصار لقيمة حقوق الإنسان في بعدها الكوني في نطاق حكاية تختزل مأساة مواطن اسمه «الساروت» يتعرض لضغط معنوي وتعذيب نفسي من قبل طبيب مكلف بإثبات صفة الحمق عليه. وتجري وقائع المسرحية داخل غرفة ما، في مستشفى ما، حيث يتكلف طبيب نفساني بمعالجة شخصية «الساروت» معالجة استثنائية، فهو إذن مكلف بمهمة.. وتنحصر مهمته في محاولة الحصول على أكبر عدد ممكن من المعلومات لعلها تفيد في تكوين ملف «طبي / نفسي» حول شخصية «الساروت».. ويلتجئ الطبيب إلى تقنية الاستنطاق لجلب إقرارات مفترضة. ويقول مخرج العرض الفنان حسن علوي مراني إن مسرحية «الساروت» عبارة عن « بوح حقيقي للواقع الحقوقي والقانوني، بل أسئلة للبحث المزدوج بين العدالة والحرية والبحث عن السلطة والتشبث بها بكل الوسائل... فتنقلب الوظائف والأفعال والأمكنة والأزمنة وتتشابك الألوان وتتفسخ بدون هوية.. وبأشكال لا حجم لها وبكلام لا طعم له». هذا وتضمن برنامج المهرجان الذي تنظمه مندوبية وزارة الثقافة بالمنستير مشاركة عدد من المسرحيات المغاربية منها على الخصوص «علي بن غذاهم باي الشعب» لمركز الفنون الدرامية والركحية بقفصة، و»كوميديا» لشركة شمس للإنتاج من تونس، و»العكس أصح» لشركة 6-5-1 من تونس، و»البرج» لجمعية ترقية النشاطات الثقافية بباتنة بالجزائر، و»كوابيس» لفرقة مسرح المرج بليبيا، و»السيد العبد» للمركز الوطني لفن العرائس بتونس، و»كلام الليل صفر فاصل» لشركة التياترو من تونس، وسجل غياب المسرح الموريتاني بهذه الدورة. ونظمت بالتوازي مع العروض المسرحية جملة من المعارض والندوات والورشات التكوينية والعروض القياسية والزيارات وذلك تحت إشراف المندوبية الجهوية للثقافة بولاية المنستير وبرعاية وزارة الثقافة. ومهرجان خليفة السطنبولي للمسرح المغاربي بالمنستير من أهم التظاهرات المسرحية التونسية المختصة إذ يحتضن أبرز العروض المسرحية على الصعيد الوطني والمغاربي بعد أن توسع ليشتمل برنامجه على عروض فرق مسرحية جزائرية وليبية ومغربية وموريتانية، وبعد آن أصبح فضاء للقاء والحوار بين المسرحيين والكتاب والمخرجين والممثلين والنقاد والإعلاميين من هذه البلدان. ليساهموا في نشر الثقافة المسرحية وتعميمها ودعم نسيج التظاهرات المسرحية المختصة والعمل على إشعاعها وطنيا وإقليميا، وفسح المجال للمسرحيين من بلدان المغرب الكبير للتلاقي والتحاور وتبادل الخبرات والتجارب وتمكين جمهور المسرح من الاطلاع على التجارب المسرحية الرائدة والالتقاء بالفرق والفنانين المغاربيين.. ومن المعلوم أن خليفة السطنبولي الذي يحمل المهرجان اسمه هو أحد أعلام المسرح التونسي، وهو من رواد التأليف المسرحي بتونس، عاش في الفترة ما بين 1919 و1948 وشارك في نشاط العديد من الجمعيات والفرق المسرحية، وألّف للمسرح مجموعة هامة من النصوص ذات المنحى التاريخي والاجتماعي مثل «زيادة الله الأغلبي» و»المعز لدين الله الصنهاجي» و»قلعة تحترق» و»أنا الجاني» و»الانتقام الرهيب» وغيرها.