تراجع عدد الأجانب في جامعاتإنجلترا للمرة الأولى منذ 30 عاما يبدو أن جامعات انجلترا تدفع ثمن سياسات عامة في البلاد، ومنها التشدد إزاء قضايا الهجرة أو منع الطلبة من العمل خلال العطلة، فتناقصت أعداد طالبي العلم الأجانب، وأثر ذلك على الاقتصاد البريطاني. انخفض عدد الطلاب الاجانب في الجامعات الانجليزية للمرة الأولى منذ حوالي 30 عامًا بعد فترة مديدة من النمو لم يقل معدلها عن 10 في المائة سنويًا طيلة الأعوام السابقة. وتجتذب بريطانيا أكبر عدد من الطلاب الأجانب إلى جامعاتها بين دول العالم باستثناء الولاياتالمتحدة. وتُقدر قيمة المكاسب التي يحققها الاقتصاد البريطاني بالعملات الصعبة من هؤلاء الطلاب بنحو 10 مليارات جنيه استرليني أو زهاء 17 مليار دولار سنويًا. ومن هنا سبب القلق الذي يثيره تقرير مجلس تمويل التعليم العالي الذي يتناول التغييرات الأخيرة في أنماط التسجيل وأسباب العزوف عن جامعات انجلترا تحديدًا. وجاء في التقرير أن عدد الطلاب المسجلين في برامج الدراسة الجامعية التي تشمل العديد من دراسات الماجستير هبط بنسبة 1 في المائة من السنة الدراسية 2010- 2011 الى 2012- 2013. ويشكل هذا الهبوط مبعث قلق لمعاهد التعليم العالي في انجلترا لأن غالبية الطلاب الذين يسجلون في هذه الدراسات هم طلاب أجانب. وبحسب التقرير، فإن 74 في المئة من المسجلين في برامج الماجستير خلال السنة الدراسية 2012- 2013 هم طلاب من خارج بريطانيا. وتشكل برامج الدراسة الجامعية للحصول على شهادة الماجستير التي تستمر مدة عام عادة ، مصدراً كبيراً لتمويل الجامعات ورفد قطاع التعليم بالمدرسين أيضا. وبسبب قصر المدة المحددة لشهادة الماجستير في هذه البرامج بالمقارنة مع برامج مماثلة في دول أخرى، فإن الجامعات البريطانية تتعرض إلى ضغوط أشد للحفاظ على مستوى تسجيل الطلاب الأجانب في هذه الدراسات. قلق على القدرات البحثية ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن جانيت الييفا من مجلس تمويل التعليم العالي أن هبوط عدد الطلاب الأجانب مؤشر يثير القلق على التدريس والقدرات البحثية في المستقبل ويهدد وجود بعض المواضيع على المدى البعيد. ومن التطورات الأخرى التي تبعث على قلق الجامعات الانجليزية الهبوط الحاد في عدد الطلاب المسجلين على الشهادة الجامعية الأولية من دول الاتحاد الأوروبي. ويدفع هؤلاء رسوم التعليم نفسها التي يدفعها الطلاب البريطانيون، ولكن عددهم انخفض بنسبة 25 في المائة في السنة الدراسية 2012 - 2013 عندما ارتفعت الرسوم في جامعات انجلترا الى 9000 جنيه استرليني أو نحو 15 ألف دولار سنويًا. وقال التقرير إن ارتفاع هذه الرسوم هو على الأرجح السبب الرئيسي لهبوط عدد الطلاب الأوروبيين في جامعات انجلترا. تزايد أعداد الطلاب الصينيين وكانت آخر مرة هبط فيها عدد الطلاب الأجانب في الجامعات البريطانية أوائل عقد الثمانينات حين بدأت الجامعات تفرض رسومًا على الطلاب الأجانب. كما لفت التقرير إلى تزايد عدد الطلاب الصينيين في الجامعات البريطانية. فهم يشكلون الآن نحو 25 في المائة من مجموع الطلاب الذين يسجلون في برامج الماجستير ويأتون بالمرتبة الثانية بعد الطلاب البريطانيين بنسبة 26 في المائة من مجموع الطلاب الجامعيين. وحدثت زيادة الطلاب الصينيين فيما تناقص عدد الطلاب القادمين من الهندوباكستان وايران التي كانت تقليديًا ترسل أعدادا كبيرة من الطلاب للدراسة في الجامعات البريطانية. إذ انخفض عدد الطلاب القادمين من باكستانوالهند بمقدار النصف منذ عام 2010، بحسب التقرير. وترسم هذه الأرقام صورة قاتمة للجامعات البريطانية التي يبدو أنها دفعت ثمن تطورات متعددة منها على سبيل المثال الهجرة التي أصبحت قضية سياسية ساخنة في بريطانيا، وكذلك منع الطلاب الأجانب من العمل خلال العطلة. ويرى مراقبون أن مثل هذه التطورات تقول للطلاب الأجانب أن بريطانيا أصبحت أقل ترحيباً بهم، فيما واصلت الدول التي تنافس بريطانيا على استدراج الطلاب الأجانب جهودها لتيسير مجيئهم. وقالت رئيسة جمعية الجامعات البريطانية نيكولا داندرج في معرض التعليق على التقرير إن المفترض أن تشهد الجامعات البريطانية زيادة كبيرة في أرقام الطلاب الأجانب نظرًا لتزايد الطلب على التعليم العالي في العالم وسمعة الجامعات البريطانية. ولكن الدول المنافسة التي تنتهج سياسات تشجع الطلاب الأجانب على الدراسة في جامعاتها هي التي حققت زيادات في عدد هؤلاء الطلاب. عن إيلاف