انتهت أول أمس الأحد في الجزائر، أطوار الحملة الانتخابية للاستحقاق الرئاسي المقرر الخميس القادم، على وقع هواجس الانزلاق والخوف مما ستسفر عنه الانتخابات خاصة في ظل تصاعد وتيرة العنف والمواجهات في مدينة غرداية، بين أتباع المذهبين المالكي والإباضي. وكانت المعارضة الجزائرية حذرت من ردود الفعل الجماهيرية عقب انتهاء العملية الانتخابية المحسومة مسبقا لفائدة عبد العزيز بوتفليقة، والذي يلاقي موجة انتقادات متزايدة وغضب من طرف شق واسع من الجزائرين الذي أعلنوا مقاطعتهم للانتخابات لإدراكهم بحتمية نتائجها. ونزل المتنافسون في الانتخابات الرئاسية بثقلهم في تجمعات شعبية للكشف عن آخر أوراقهم، وشحذ همم أنصارهم ومؤيديهم قبل دخول مرحلة الصمت الانتخابي. ومن أبرز المترشحين نحو قصر المرادية قطبي السباق (بوتفليقة وابن فليس)، إذ نظم، مدير حملة بوتفليقة، عبد المالك سلال آخر لقاء له مع أنصار «العهدة الرابعة»، لإطلاق آخر الوعود، واستدراك تبعات الزلات المرتكبة خلال الحملة الانتخابية. وقال سلال متحدثا عن آليات الحفاظ على استقرار البلاد في ظل مؤشرات الانزلاق الشعبي إن «الدولة وفرت جميع آليات المراقبة والشفافية للانتخابات، وكل المتنافسين بإمكانهم مراقبة ومتابعة عملية الاقتراع من بدايتها إلى نهايتها «. وحذر مما أسماه اللجوء إلى الفوضى والفتنة، قائلا إن «الجزائر دولة قائمة ومتماسكة، ولن يسمح للذين يروجون للفتنة أو الفوضى»، مشيرا خاصة إلى حركات المواطنة، ك «بركات « و»رفض»، وتنسيقية الأحزاب والشخصيات الداعية إلى المقاطعة. بالتوازي، نزل المرشح المستقل علي بن فليس، بضاحية الدويرة (غربي العاصمة)، لإلقاء كامل ثقله وآخر وعوده، مدعوما بالتفاف شعبي غير مسبوق في منطقة القبائل (البربر شرق البلاد)، عكس مدير حملة غريمه، سلال، الذي اضطر لإلغاء تجمعه بمدينة بجاية تحت ضغط الرافضين والمحتجين للعهدة الرابعة. وأكد مدير الإعلام في حملة ابن فليس، لطفي بومغار، أن «ابن فليس متفائل من ثقة الجزائريين في برنامجه الانتخابي المتوازن والقائم على التجديد الوطني». وبلغت الحملة الانتخابية يومها الأخير أول أمس، وشهدت مدينة غرداية (600 كلم جنوبي العاصمة)، الجمعة المنصرم، أحداث عنف ومشادات بين أتباع المذهبين الإباضي والمالكي، مباشرة بعد مغادرة المدير العام للأمن اللواء عبد الغني هامل، الذي كان في زيارة للمحافظة للوقوف على ترتيبات تأمين المنطقة التي سخرت لها المديرية حوالي 4 آلاف عنصر أمن. وذكرت مصادر محلية، أن المواجهات أدت إلى سقوط قتيلين وعشرات الجرحى من الجهتين، إلى جانب تخريب عدد من الممتلكات والمتاجر ومزارع النخيل في مدينة بريان ( 4 كلم شرق غرداية). كما كانت بعض أحياء المدينة على غرار، بونورة ومليكة والكورطي، مسرحا للمناوشات بين الطرفين منذ عدة أيام. من جهة ثانية، كشفت تنسيقية الأحزاب والشخصيات المقاطعة للانتخابات في مؤتمر صحفي نظمته في مقر حركة مجتمع السلم «حمس» بالعاصمة، عن تنظيم وقفات احتجاجية ميدانية مشتركة بين 14 و16 أبريل في عدة محافظات.