حافظت وكالة «فيتش» الدولية للتصنيف الائتماني، على درجة «بي بي بي مع آفاق مستقرة» بالنسبة للمغرب، وذلك في آخر تقرير لها خصص لتصنيف البلدان المستوردة والمصدرة للطاقة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وأبرز محللو وكالة «فيتش» أن المغرب تمكن، بفضل الأداء الجيد للقطاع الفلاحي، وانخفاض أسعار النفط وإصلاح نظام المقاصة، من تقليص العجز في عام 2013. وأكد خبراء «فيتش»، الذين يتوقعون نموا مطردا للاقتصاد المغربي بأزيد من 4 في المائة في 2014 وحوالي 5 بالمائة سنة 2015، مدعوما بالتحسن التدريجي للاقتصاد في منطقة الأورو، أن الأداء الجيد للقطاع الفلاحي، والذي انتعش بأزيد من 20 في المائة في عام 2013، عزز نمو الناتج المحلي الإجمالي للمغرب. وأشار محللو «فيتش راتينغ» إلى أن هذا الأخير تمكن من الحفاظ على هذه الرتبة بفضل «استقراره السياسي وتشكيل حكومة جديدة في أكتوبر 2013 في مناخ من الاطمئنان خلافا للوضع في تونس ومصر». من جهة أخرى، سجلت وكالة التصنيف الفارق الكبير في التصنيفات السيادية للبلدان المستوردة والمصدرة للطاقة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والتي اتسعت في الربع الأول من 2014 بسبب التوترات السياسية التي تعتمل بهذه المنطقة. ومن المتوقع أن تسجل البلدان المصدرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مؤشرات اقتصادية إيجابية بفضل الارتفاع المطرد لأسعار النفط خلال هذه السنة. ويتعين أن يؤدي ذلك، بحسب وكالة «فيتش»، إلى تحقيق فائض في الميزانية للسنوات المقبلة، في حين ستستمر فاتورة الطاقة للبلدان المستوردة في الارتفاع. من جانب آخر، وفي مجال السياسات الشبابية، أكدت إينغير أنديرسون، نائبة رئيس البنك الدولي المكلفة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بواشنطن، أن المغرب تمكن من «تغيير معايير» السياسات الشبابية في العالم العربي من خلال مقاربة تروم إشراك الشباب في مسلسل إعداد الاستراتيجيات التي تستهدف حياته اليومية. وقالت أنديرسون، التي كانت تتحدث خلال لقاء نظم بمبادرة من البنك الدولي في إطار الاجتماعات الربيعية لصندوق النقد الدولي ومجموعة البنك الدولي، «إن المغرب غير المعايير من خلال اعتماد مقاربة تأخذ بعين الاعتبار طموحات الشباب». وأبرزت، في هذا السياق، أن المملكة يمكن أن تضطلع بدور «طلائعي» في مجال تحسين أوضاع الشباب، خصوصا في العالم العربي، ملاحظة أن الجهود «الملموسة» التي بذلها المغرب في هذا المجال أدت إلى إعداد إستراتيجية وطنية مندمجة للشباب، وإلى قرب إحداث مجلس استشاري للشباب والعمل الجمعوي. وسجلت المسؤولة بالبنك الدولي أن المغرب يتوفر على استراتيجية واضحة للشباب، تم تحديد ركائزها من خلال مسلسل تشاوري موسع، مضيفة أن هذه المقاربة التي تروم الاندماج الاجتماعي للشباب تعد خطوة إلى الأمام نحو الانخراط الفعلي لهذه الفئة في المجتمع. من جهة أخرى، أشادت أنديرسون بالشراكة البناءة القائمة بين البنك الدولي والمغرب في العديد من المجالات، خصوصا التي تولي أهمية خاصة للشباب ولطموحاته.