رشيد الأندلسي: نسعى إلى جعل الدارالبيضاء مدينة مصنفة ضمن التراث العالمي انطلقت٬ أمس بالدارالبيضاء٬ فعاليات الدورة السادسة لأيام التراث بالعاصمة الاقتصادية، التي ستمتد إلى 6 أبريل الجاري، وذلك في إطار اليوم العالمي للمعالم والمواقع التاريخية لليونسكو، والذي تتخذ منه جمعية «ذاكرة الدارالبيضاء»، «Casa Memoire» موعدا لتسليط الضوء على مآثر المدينة، والتعريف بتراثها المعماري المتميز بشراكة مع مجلس مدينة الدارالبيضاء. وبهذه المناسبة، أشرف محمد ساجد رئيس مجلس مدينة الدارالبيضاء، ورشيد الأندلسي رئيس جمعية «ذاكرة المدينة» على انطلاق هذه التظاهرة، بحضورالسيد خليفة أبا بكر سال، عمدة داكار العاصمة السينغالية ، باعتبارها ضيف شرف النسخة السادسة، وذلك في إطار اتفاقية التوأمة التي تجمع المدينتين، إلى جانب الاحتفال بمرور 54 سنة على استقلال السينغال، حيث سيتم بهذا الخصوص تنظيم عروض وحفلات موسيقية وندوات وأوراش عمل تسلط الضوء على هذه المدينة السينغالية. وفي هذا الإطار، قال رشيد أندلسي رئيس جمعية «ذاكرة الدارالبيضاء»٬ والمهندس المعماري الشهير، إن هذه التظاهرة الثقافية تهدف إلى تحسيس الرأي العام والفاعلين الاجتماعيين والسياسيين حول تراث مدينة الدارالبيضاء، وكذا جعل البيضاويين يكتشفون ماتزخر به مدينتهم من معالم ومبان ومعمار، لها قيمة تاريخية وهندسية، معترف بها عالميا، وأن الدارالبيضاء محطة للفخر، لكونها مدينة حداثية بامتياز. وأضاف رئيس الجمعية، في اتصال أجرته معه بيان اليوم، أنه سيتم تنظيم يوم للجولات الإرشادية مخصص ككل سنة للتلاميذ المؤسسات المدرسية العمومية والخاصة بجهة الدارالبيضاء الكبرى، وذلك بغية تحسيس الأجيال الصاعدة بغنى الإرث التاريخي والعمراني لمدينتهم، مشيرا في الوقت نفسه، أنه من المنتظر استقبال حوالي 5000 تلميذ. وعن جعل حلم تصنيف الدارالبيضاء ضمن التراث العالمي من طرف منظمة اليونيسكو حقيقة، أكد رشيد الأندلسي، أن الخطوة الأولى قد تم تجاوزها، بقبول ترشيح الدارالبيضاء ضمن التراث العالمي، وأن العمل منصب الآن حول إعداد ملف متكامل حول المدينة. وأشار في هذا الصدد، أنه سيتم تنظيم ورشة يومه الأربعاء، سيشارك فيها 15 خبيرا عالميا، سيساهمون في إعداد هذا الملف، الذي سيتضمن في جزء منه، القيم والخصوصيات العالمية التي تتميز بها مدينة الدارالبيضاء. وأوضح أيضا، أنه ولأول مرة في إفريقيا، تقوم جمعية من المجتمع المدني، في إشارة إلى الجمعية التي يترأسها، بتقديم ملف ترشيح مدينة لتصنيفها من طرف منظمة اليونيسكو ضمن التراث العالمي. وعن اختيار داكار ضيف شرف الدورة، قال رشيد أندلسي، إن مستقبل المغرب في إفريقيا، وهو ما عبر عنه جلالة الملك محمد السادس في زيارته الأخيرة لمجموعة من الدول الإفريقية، مؤكدا، أن هذا التوجه الملكي صائب، وبالتالي، على الجميع أن ينخرط فيه، وذلك ببناء جسور التواصل في جميع الميادين مع هذه الدول. هذا، وتعرف هذه التظاهرة، برنامجا مكثفا يهدف إلى تعريف سكان مدينة الدارالبيضاء وضيوفها على ماتزخر به من معالم في إطار عدد من الجولات الإرشادية التي يشرف عليها مرشدون متطوعون، أخذوا على عاتقهم تسليط الضوء على كل زوايا المدينة المنسية، أو تلك التي يمر عليها البيضاويون دون أن يساورهم فضول حول تاريخها، كشارع محمد الخامس، حي الأحباس، الحي المحمدي، وأحياء الصخور السوداء، التي انضمت إلى لائحة تراث المدينة خلال هذه النسخة، وذلك بقصد التعرف على المعالم التي شكلت قطبا للنشاط الصناعي الذي عرفته المنطقة، إضافة إلى فندق لنكولن وساحة الأممالمتحدة التي ستعرف عروضا مغرية للزوار، وفي مقدمتها فيديوهات ستعرض على واجهات بنايات عتيقة، مع تقديم معرض للصور يحمل توقيع عدد من الأسماء المغربية والأجنبية، وفي مقدمتها عدسة المصور السينغالي مانديون لاكيي، إضافة إلى عدد من الندوات، والأنشطة الثقافية، والحفلات الموسيقية التي ستمزج روح التقارب الإفريقي بين المغرب والسينغال، من خلال الدمج بين موسيقى تقليدية لمجموعات من داكار وألغام كناوية.