في اليوم الثاني من الحملة الانتخابية للرئاسيات الجزائرية، انتقد مرشح الانتخابات الرئاسية علي بن فليس أول أمس، الاثنين فترة ولاية الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، واعتبر أن «الوضع غير مرض» في قطاعات الصحة والتربية والقضاء والحريات وفي «تسيير شؤون الدولة» بصفة عامة. وتظاهر ناشطون من حركة «بركات» أمام مقر الإذاعة والتلفزيون مطالبين بتغطية عادلة للحملة الانتخابية وبحرية الصحافة. في ثاني يوم من الحملة الانتخابية للانتخابات الرئاسية، عرض رئيس الوزراء الجزائري الأسبق ومرشح الانتخابات الرئاسية علي بن فليس الاثنين حصيلة «سلبية» لفترة حكم الرئيس المنتهية ولايته عبد العزيز بوتفليقة. وخلال تجمع لأنصاره في مدينة البليدة (50 كلم غرب الجزائر) تحدث بن فليس عن «وضع غير مرض» في قطاعات الصحة والتربية والقضاء والحريات وفي «تسيير شؤون الدولة» بصفة عامة. وقال «من لا يستطيع التسيير فلا يجب أن يلقي اللوم على غيره، 15 سنة لم تكن كافية للإصلاح وهاهم اليوم يطالبون بخمس سنوات أخرى»، في إشارة إلى فترة حكم بوتفليقة منذ 1999. وتابع «لا المريض والطبيب راضون عن وضع الصحة والمعلمون محرومون من كل شيء وعندما يتظاهرون تقمعهم الشرطة». وأمام حوالي 800 شخص، خصص بن فليس القاضي والمحامي ووزير العدل الأسبق جزءا كبيرا من خطابه لقطاع القضاء. وصرح «القضاة مقيدون وخاضعون للسلطة التنفيذية من التعيين إلى الترقية إلى الفصل القضاء مسير إداريا». وأضاف «القضاء ليس مستقلا لذلك فهو لا يحاسب الفاسدين». ووعد بن فليس باقتراح دستور جديد ينبثق عن مشاورات «يمكن أن تدوم عاما كاملا» مع جميع الفاعلين السياسيين و»حكومة وحدة وطنية». وأكد أن الدستور الذي يقترحه يتيح مجالا واسعا «للحريات النقابية والسياسية» ويعطي استقلالية أكبر للقضاء ويجعل البرلمان أداة مراقبة «تخيف الحكومة». وقال» أنا أؤمن بالتعددية حتى النخاع.. تعددية سياسية ونقابية». كما وعد بن فليس بالسماح للشرطة بإنشاء نقابة مثلها مثل باقي الموظفين «شرط أن لا يكون لها حق الإضراب كما هو معمول به في بقية دول العالم». انطلقت الحملة الانتخابية في الجزائر الأحد وتستمر حتى 13 أبريل بمشاركة ستة مرشحين أبرزهم بن فليس والرئيس المنتهية ولايته عبد العزيز بوتفليقة الذي يغيب عن التجمعات الانتخابية بسبب مشاكله الصحية. ويقوم مدير حملة بوتفليقة رئيس الوزراء السابق عبد المالك سلال بتنشيط التجمعات نيابة عن الرئيس الغائب. ومنذ مدخل مدينة البليدة، تنافس أنصار بوتفليقة ومنافسه بن فليس في إلصاق الصور في كل مكان، على الجدران وشارات المرور والجسور. وعلى مقربة من تجمع بن فليس، نظم عبد المالك سلال تجمعا آخر في البليدة لأنصار بوتفليقة في هذه المدينة التي عرفت «القتل والغدر خلال التسعينات» من القرن الماضي. وأشار سلال إلى أن «البليدة استرجعت أمنها بفضل عمل الرئيس»، في إشارة إلى المصالحة الوطنية التي وضعت حدا لعشر سنوات من الحرب الأهلية (1992-2002). تظاهر حوالي خمسين ناشطا من حركة «بركات» الاثنين أمام مقر الإذاعة والتلفزيون الحكوميين للمطالبة بتغطية عادلة للحملة الانتخابية وبحرية الصحافة. وتظاهر المحتجون لمدة نصف ساعة دون أن تتعرض لهم الشرطة التي أحاطت بهم ومنعتهم فقط من تعطيل حركة المرور، بحسب مراسل وكالة الأنباء الفرنسية. وهتف المتطاهرون باسم قناة الأطلس الخاصة المعروفة بانتقادها للرئيس عبد العزيز بوتفليقة (77 سنة) و المتعب بسبب المرض. وقد منعت السلطات قناة الأطلس المقربة من المرشح علي بن فليس، من العمل في 12 آذار بعد أن داهمت الشرطة مقرها وحجزت معداتها. كما طالب المحتجون ب»تلفزيون وطني وليس تلفزيون لبوتفليقة»، متهمين القناة الحكومية بأنها منحازة.