الكثيري: الملك الراحل يعد أحد صناع التاريخ البارزين في القرن العشرين قال مصطفى الكثيري المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، إن جلالة المغفور له محمد الخامس يعد رمزا عالميا وأحد صناع التاريخ البارزين في القرن العشرين. وأوضح الكثيري في كلمة تلاها بالنيابة عنه المندوب الجهوي للمندوبية محمد الدياني بمناسبة الافتتاح الرسمي لتظاهرة «2014 سنة محمد الخامس» أن شخصية الملك محمد الخامس ذات أبعاد كثيرة ومتعددة، إذ توفرت له صفات القيادة الحكيمة ومزايا الحنكة السياسية المقترنة بحب الوطن والإخلاص للشعب ما لم يتوفر للقليل من الملوك ورؤساء الدول عبر التاريخ. وأضاف لكثيري خلال هذه التظاهرة، التي تميزت بحضور على الخصوص عبد الله بها وزير دولة، أن شخصية الملك الراحل تميزت بخصال إنسانية حميدة ودماثة الأخلاق والطيبوبة وتواضع السلوك. وأضاف أن بطل التحرير، الذي تميز بوطنية صوفية، كانت قضيته الأساسية هي تحرير المغرب من الاحتلال الأجنبي والأخذ بأسباب رقيه وتقدمه ووهب حياته لخدمة وطنه وإسعاد شعبه. وأشار إلى أن جلالة المغفور له، الذي كافح من أجل حرية واستقلال المغرب، كان يؤمن أن معركة التحرير في المغرب والقارة الإفريقية والبلدان العربية والإسلامية هي معركة واحدة لأن هدفها هو التخلص من الاستعمار الأجنبي وضمان سيادتها وكرامتها ومن هذا المنطلق أصر على حضور مؤتمر أكرا بغانا في سنة 1958 الذي تمحورت أشغاله حول إدانة الاستعمار والهيمنة الأجنبية. وتابع أنه بالنظر لدور الملك محمد الخامس في معركة الحرية والاستقلال، ودعمه لحركات التحرير في إفريقيا ومساندته لقضايا الأمة العربية والإسلامية وإخلاصه لمبادئ الحرية والعدل والسلم، فقد كان يحظى بتقدير كبير من طرف قادة وزعماء الدول الإفريقية والعربية والإسلامية ومختلف أنحاء المعمور، مضيفا أنه منحت لجلالته الدكتوراه الفخرية من قبل جامعة بوردو سنة 1950، ومن جامعة جورج طاون خلال زيارته للولايات المتحدةالأمريكية في 1957، ومن جامعة لبنانية في 1960، وفي نفس السنة من الأزهر بمصر. ومن جهته، عبر عبد الكريم الزرقطوني، رئيس مؤسسة محمد الزرقطوني للثقافة والأبحاث، الجهة المنظمة لهذه التظاهرة، عن قناعته بأن شخصية الملك محمد الخامس الفذة تستحق أكثر من وقفة للتأمل وللدراسة وللتوثيق، مضيفا أن الملك الراحل كان استثنائيا في كل شيء في فكره وجهاده وثباته وإخلاصه. وأشار إلى أن إعادة فتح صفحات سيرة هذا البطل، تظل أمرا يحمل كل عناصر الراهنية، لاعتبارات متعددة، لعل من أبرزها تلك المرتبطة بتشعب معالم عطاء هذه السيرة، واستمرار ظهور وثائق دفينة ذات صلة بالموضوع. وأوضح أن الرهان من تنظيم هذه التظاهرة يجسد استمرار ذلك النبع الصافي من العطاء العلمي الذي عرفته الساحة الوطنية مع ظهور أعمال مرجعية مؤسسة، ساهمت بها أطر وطنية متخصصة. وتم بالمناسبة إلى جانب عرض شريط وثائقي بعنوان «ذكريات المنفى» من إعداد المركز السينائي المغربي، الذي يحكي فترة منفى الملك محمد الخامس ومضايقات الاستعمار والمقاومة المغربية، إلقاء قصيدة شعرية في رثاء بطل التحرير. يذكر أن المؤسسة كانت قد أعلنت عن هذه تظاهرة 2014 سنة محمد الخامس، من أجل إعادة فتح كتاب المغفور له انطلاقا من رؤى تنقيبية فاحصة تشكل نافذة للبحث العلمي المتخصص، وتسلط الضوء على العطاءات الوطنية للملك الراحل. وتنظم خلال فعاليات هذا الاحتفاء، الذي سيحط الرحال بكل من تطوان-أصيلا، والصويرة، ووجدة، ووادي زم، وتارودانت، والرباط، وكلميم، مجموعة من الندوات تهم على الخصوص «التواصل بين المنطقتين السلطانية والخليفية خلال عهد الاستعمار»، و»محمد الخامس والمغاربة اليهود خلال عهد حكومة فيشي الفرنسية»، و»اليوم الوطني للمرأة المغربية»، و»محمد الخامس في مواجهة مشاريع فصل الصحراء عن المغرب». وتسعى مؤسسة محمد الزرقطوني للثقافة والأبحاث، التي أسستها ثلة من الفعاليات الثقافية والجامعية والإعلامية والوطنية وعدد من المقاومين وأبناء الشهداء، بالخصوص إلى التعريف بتاريخ الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير، وجمع وتوثيق المعطيات حول الحركة الوطنية.