حالة احتقان تعيشها الساكنة المفتقرة لأبسط ظروف العيش تعيش ساكنة دوار الحاج بوشعيب الوطني بعمالة الحي الحسني بالدارالبيضاء، معاناة عنوانها الإهمال والإقصاء جراء التلاعب بمصيرها. فمنطقة ليساسفة تختلف عن باقي أحياء المقاطعة، كفضاء يختزن الفقر والبؤس ويعد مرتعا لترويج المخدرات والإجرام مما يجعلها نقطة سوداء على مستوى الدارالبيضاء، في غياب استراتجية مهيكلة. أما عملية القضاء على دور الصفيح بهذه المنطقة، فتشوبها مجموعة من المغالطات وتطغى عليها المصلحة الخاصة، فالأحياء القصديرية التي تم هدمها بعد استفادة الساكنة تمت نزولا عند رغبة المنعشين العقاريين لتمكينهم من بناء عمارات سكنية ذات طابع اقتصادي، غير مبالين بالمصلحة العامة الهادفة إلى القضاء على السكن غير اللائق و تحقيق مدن بدون صفيح. فحسب تصريحات بعض قاطني دوار الحاج بوشعيب الوطني، فأكدوا أنه قد تم إبرام اتفاقية بين مقاطعة الحي الحسني وعمالة مقاطعة الحي الحسني وإدماج السكن ولاية الدارالبيضاء الكبرى والجماعة الحضرية للداراليضاء. وتتضمن هذه الاتفاقية-تضيف ذات المصادر-، إعادة هيكلة الدوار، إلا أن المواطنين يعتبرون أن الأشغال التي عرفها الدوار، كان الهدف منها هدر المال العام، نتيجة عدم احترام المعايير القانونية مما زاد من إحباط ومعاناة قاطني الدوار. فتم تنصيب أعمدة الإنارة العمومية وأسلاك التيار العالي للكهرباء فوق سطوح البر اريك، أما أسلاك ربط البراريك بالإنارة ، فهي لا تبعد عن سطح الأرض إلا ببضع سنتيمترات، الشيء الذي أصبح يشكل خطرا على سلامة المواطنين والمواطنات. أما إصلاح الأزقة الضيقة فتم من خلال وضع (الكرافيت) والاسمنت فوق التراب دون إخضاع الأزقة للإصلاح الأولي، و تغيير اسم الدوار حيت أصبح يحمل اسم حي المسجد. وفي هذا السياق، قال رجل في العقد الستين، لبيان اليوم، إن الاتفاقية تنص على منح المعنيين بالأمر تصاميم نموذجية لإعادة بناء منازلهم طبقا للقوانين المعمول بها، إلا أن هذا المطلب لم يتحقق رغم حاجة السكان للإيواء لصون جزء من كرامتهم المنتهكة، وأضاف الرجل قائلا، إن الوكالة الحضرية رفضت اقتراح الإيواء، والسؤال الذي يطرح نفسه هل التصاميم تمت إحالتها على الوكالات المعنية للموافقة على المشروع الإسكاني. دوار الحاج بوشعيب الوطني أو «حي المسجد» الذي يتكون من البراريك والدور العشوائية، كان من الواجب، حسب البعض الآخر، أن تتم إعادة إيواء سكانه بمشروع مدينة الرحمة أو جنان اللوز بجماعة أولاد عزوز، تطبيقا لسياسة وزارة السكنى و سياسة المدينة التي تهدف إلى القضاء على دور الصفيح، و تمكن المواطنين من توفرهم على سكن لائق يصون كرامتهم. و أمام هذا الوضع المتأرجح، وجه القاطنون بالحي الصفيحي، رسائل للمسؤولين لمطالبتهم بفتح تحقيق في موضوع الأشغال، و كذلك في شأن إقصاء قاطني البراريك من الاستفادة. لكن وللأسف الشديد، لم تجد نداءاتهم الآذان الصاغية، مما دفعهم إلى تنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر المقاطعة والعمالة، مؤخرا، عبروا فيها عن رفضهم للحلول الترقيعية التي لا تخدم مصلحتهم. كما أن جل المنتخبين سواء على مستوى مقاطعة الحي الحسني أو الجماعة الحضرية للدار البيضاء، لا يعيرون أي اهتمام لمشاكل الدواوير الغارقة في الفقر والبؤس والتي تستفحل فيها ظاهرة ترويج المخدرات بكل أشكالها وأنواعها إضافة امتهان عديد الشباب بيع الأقراص المهلوسة، وارتفاع ظاهرة الإجرام.