مسرح محمد الخامس يدشن سابقة لاستقطاب القطاع الخاص للمساهمة في دعم ومواكبة الإنتاج المسرحي الوطني اختتمت يوم الأربعاء الماضي (12 فبراير الجاري) فعاليات الدورة الأولى لمهرجان عروض الكوميديا الذي نظمته مؤسسة المسرح الوطني محمد الخامس، بتتويج فرقتين مسرحيتين باعتبارهما قدمتا أحسن العروض الكوميدية في هذه المسابقة، وهما فرقة إيسيل من الرباط بمسرحية «العساس»، وفرقة مسرح تانسيفت من مراكش بمسرحية «دارت بنا الدورة».. وتتمثل هذه الجائزة في استفادة الفرقتين من جولة مسرحية عبر ربوع البلاد، وربما في الخارج أيضا، بشراكة ودعم من شركة تحويل الأموال «وفاكاش» التي تدشن هذه التجربة غير المسبوقة في المساهمة في دعم المسرح المغربي ومواكبة إنتاجاته الجديدة وإيصالها إلى الجمهور الواسع. وتنافست على هذه الجائزة ستة عروض مسرحية منها «أش دانيّ لفرقة أرلوكان، و»بوكتف» لفرقة طقوس أربعة، و»ميعادنا العشا» لفرقة مسرح المدينة، و»فدان سي عبد الرحمان» لمركز القصبة المتوسطي، بالإضافة للفرقتين المتوجتين المذكورتين.. وتكونت لجنة تحكيم هذه الدورة من الممثلة سعاد خيي، والمخرج والباحث عبد المجيد فنيش، والكاتب المسرحي والناقد الحسين الشعبي، والممثلة أمل عيوش، والفنان كريم التروسي إلى جانب ممثل عن الشركة المدعمة.. تجدر الإشارة إلى أن مسرحية «العساس» من تأليف الأستاذ عصام اليوسفي الذي توج في السنة الماضية بمهرجان مكناس المسرحي كأحسن كاتب، ومن إخراج الفنان عبد العاطي المباركي الذي توج بدوره في نفس المهرجان كأحسن مخرج، ومن تشخيص الفنانون المتألقون سعيد أيت باجا، وعبد النبي البنيوي، وزهير أيت بنجدي.. أما مسرحية «دارت بنا الدورة فمن تأليف وإخراج الفنان حسن هموش وتشخيص الفنانون عبد الله ديدان ودنيا بوتازوت ومحمد الورادي وسناء بهاج.. واعتبر مدير المسرح الوطني محمد الخامس الأستاذ محمد بنحساين، في تصريح صحافي، أن مسرح الكوميديا كان ولا يزال جنسا مسرحيا يستقطب الجمهور الواسع، ومن ثمة، يضيف بنحساين، فإن المسرح المغربي الكوميدي يعد من أنجح الأجناس المسرحية الوطنية، لما يحققه من فرجة مسرحية مختلفة ويستقطب نجوم شباك متميزين. وبناء على ذلك بادر المسرح الوطني محمد الخامس إلى تنظيم هذه التظاهرة الفرجوية احتفالا بمسرح الكوميديا، حيث تم عرض بعضا من أنجح العروض المسرحية للموسم الحالي، والتي في أغلبها هي من إنتاج المسرح الوطني محمد الخامس. وأكد مدير المؤسسة أن هذه المبادرة تهدف إلى تقديم عروض متميزة للجمهور في فترة زمنية محددة، ودعوة كل الوكالات الفنية المهتمة والمستشهرين للتعرف على هاته الإنتاجات قصد اختيار أفضلها وتنظيم جولة عبر مدن المملكة بشراكة مع القطاع الخاص. وهذه التجربة التي تعد الأولى من نوعها للمسرح الوطني محمد الخامس، والتي تكللت بالنجاح، سترسم لنا، يقول بنحساين، توجها جديدا في مجال ترويج العروض المسرحية، وتخلق عرفا جديدا في مجال توزيع وتقديم العروض عبر ربوع المملكة وبشراكة مع القطاع الخاص، بحيث تفتح المجال لشركات القطاع الخاص للاستثمار في الفرجة المسرحية. وأكد محمد بنحساين أنه بعد تظاهرة «مسرح الكوميديا» سيعتمد المسرح الوطني محمد الخامس تظاهرات مشابهة تعنى بباقي الأجناس المسرحية المختلفة التي يزخر بها الموسم المسرحي المغربي.