أدعو جميع الفنانين إلى سحب بطائقهم المهنية المسرح الوطني محمد الخامس يخصص سنويا حوالي 700 مليون سنتيم لإنتاج وترويج العروض المسرحية كشف محمد بن احساين، مدير المسرح الوطني محمد الخامس بالرباط، عن سعيه لترويج الأعمال المسرحية المغربية، من خلال تخصيص برنامج ترويجي له فى الفترة من (4 - 12 فبراير)، تحت شعار «مسرح الكوميديا». وأضاف بن احساين، في حوار أجرته معه الزميلة سعيدة شريف لوكالة الأناضول، أن ما ينقص الأعمال المسرحية في المغرب هو الترويج لها، والتعريف بها في مختلف المناطق المغربية، وهو الأمر الذي تم الانتباه إليه مؤخرًا، وتمت الاستعانة ببعض مؤسسات القطاع الخاص، التى أبدت استعدادها للمساهمة في عملية الدعاية. وأوضح مدير المسرح أن المستشهرين (المُعلنين) اشترطوا أن تضم الأعمال المختارة وجوهًا معروفة في الساحة الفنية، وهو ما حدا بمؤسسة المسرح، إلى اختيار الأعمال الكوميدية، بالدرجة الأولى، لأنها تحظى بإقبال واسع من طرف الجمهور. وأشار إلى أن المشكلة المادية لم تكن تمثّل عائقًا في عمل المسرح، حيث عمد منذ توليه مسؤولية إدارة هذه المؤسسة على تقليل بعض النفقات، وتخصيص جزء من الميزانية للإنتاج، والترويج للعروض. وذكر أنه تم منح ما يفوق 700 بطاقة هوية للفنانين المغاربة تخوّل لهم العمل في جميع الأعمال الفنية التي تموّلها الحكومة، كما توفّر لهم التأمين الصحي، والتأمين عن حوادث الشغل، وأن العمل جارٍ من أجل حصول كل الفنانين المغاربة الآخرين على بطاقاتهم، مؤكدًا ضرورة مراجعة الدعم المسرحي، حتى يستجيب لمتطلبات المهنيين. وفيما يلي نص الحوار: لماذا اخترت مسرح الكوميديا تحديدًا، للاحتفاء به على المسرح الوطني محمد الخامس بالرباط فى الفترة من 4 إلى 12 فبراير الجاري؟ أولاً من مهام المسرح الوطني محمد الخامس الاعتناء بكل ما يمت بصلة إلى المسرح، وفي السنوات الأخيرة عجّت الساحة المسرحية المغربية بمجموعة من الأعمال الجميلة، وأفرزت مجموعة من المواهب التي بدأت تظهر في التلفزيون والسينما. وعلى اعتبار أن المسرح الوطني (محمد الخامس)، ينبني على استراتيجية الإشعاع (الترويج الواسع)، التي تتطلب مجهودًا من الدولة، ومن الفرق المسرحية، التي كانت تعمل بطريقة بدائية، حاولنا التقرّب من الخواص (مؤسسات القطاع الخاص)، وتعريفهم بالمسرح المغربي، لأن بإمكانه أن يتحقق له نفس الإشعاع الذي حظيت به السينما المغربية، وحاولنا البحث عن النواقص التي تعاني منها الفرق المغربية الجادة، فتبين لنا أن الترويج لها لم يكن بالشكل المطلوب. وقد اخترنا الكوميديا لأن هذا النوع من المسرح موجّه إلى الجمهور الواسع، كما أنه شهد في السنوات الأخيرة طفرة نوعية على مستوى النصوص وعلى مستوى الأعمال التي عرفت بروز مجموعة من الممثلين. فالأعمال التي اخترناها معظمها من إنتاج المسرح الوطني محمد الخامس، ووجوهها تؤثث الشاشة المغربية، وعليها إقبال كبير، لأن المستشهرين (المُعلنين)، الذين نرغب منهم المساهمة في ترويج هذه الأعمال، يفضّلون الوجوه المعروفة، وستلي هذه الاحتفالية أيام مماثلة لأنواع مسرحية أخرى. نسعى لتحقيق رواج لهذه الأعمال طيلة السنة عن طريق عقود تجمع هذه الفرق المسرحية المختارة، والخواص من المستشهرين، حتى يتمكنوا من القيام بجولات مسرحية، في مختلف المدن المغربية، ويتمكن جمهور تلك المناطق من الاستفادة من هذه المشاهدة المسرحية. هل المسرحيات الست المختارة ستشارك كلها بجولات مسرحية في المدن المغربية؟ اخترنا ستة أعمال مسرحية جميلة، علمًا أن مؤسسة المسرح الوطني محمد الخامس أنتجت 13 عملاً مسرحيًا، منها «الحراز» للطيب الصديقي، و»درهم الحلال» للراحل إدريس التادلي، كما أن هناك عروضًا أخرى قيد الإنتاج ستشارك السنة المقبلة في احتفالية مسرح الكوميديا. كل المسرحيات جيدة، ولكن التي ستحظى بقبول المستشهرين، هي التي ستخصص لها جولات مسرحية، في المدن المغربية، أما العروض الأخرى فالمسرح الوطني محمد الخامس، هو الذي سيتكفل بجولاتها. أغلب المؤسسات الثقافية الرسمية بالمغرب تعاني نقصًا في الإمكانيات المادية، فكيف سيتمكّن المسرح الوطني محمد الخامس من تمويل هذه الأعمال؟ في الحقيقة الجانب المادي لم يكن يشكّل عائقًا بالنسبة لنا، ولكن الترويج للأعمال هو المشكلة، وفي السنوات الأخيرة حاولنا توفير الإمكانيات لجانب إنتاج وترويج العروض، فإذا نظرنا إلى ميزانية المؤسسة رغم قلتها، فهي موجهة لهذا الجانب، حيث قللنا من بعض النفقات، وحاولنا توجيه الميزانية للإنتاج المسرحي. وكم تبلغ هذه الميزانية؟ تفوق ميزانية المسرح الوطني محمد الخامس 20 مليون درهم (2 مليار سنتيم)، تخصص لها وزارة الثقافة 15 مليون درهم والباقي يأتي من مساهمات وشراكات مع القطاع الخاص ويتم تخصيص منها حوالي ما بين 6 إلى 7 ملايين درهم لإنتاج وترويج العروض المسرحية. على اعتبار أنك كنت موظفًا في هذه المؤسسة قبل تعيينك مديرًا لها، فما هو الجديد الذي تحمله لها؟ الجديد الذي قمت به هو ضخ دماء جديدة بهذه المؤسسة، خاصة بعد إحالة العديد من أطرها وخبراتها على التقاعد، فخلال الثلاث سنوات الأخيرة، أضفنا موارد بشرية جديدة، ضخت أفكارًا جديدة للمؤسسة، وعلى قلة الأطر المشتغلة بالمسرح الوطني، فهي تعمل جاهدة على توفير عروض مسرحية لسكان الرباط، ترقى إلى تطلعاتهم. وانفتحت المؤسسة على جميع الفاعلين في الحقل الثقافي، والفني، وخلقت نوعًا من التصالح مع الأدباء، والكتاب، والسينمائيين، والتشكيليين، وفتحت فضاءات لاستقبال أعمالهم، حيث لم تعد المؤسسة تعمل فقط في قاعتها الكبرى، بل استغلت فضاءاتها الأخرى كالبهو، والمقهى الأدبي، من أجل احتضان مجموعة من الأنشطة، واستقبال بعض الفرق، والجمعيات المحترفة، التي ترغب في إجراء بعض التدريبات على أعمالها، كما فتحت المؤسسة تقليدًا سنويًا يتعلق بتخصيص 3 أو 4 ورشات عمل سنويًا في المسرح، والرقص، والكتابة المسرحية أو السينمائية. أنت من بين أعضاء اللجنة التي تشتغل على البطاقة المهنية للفنان بالمغرب، فإلى أين وصل هذا المشروع؟ صدر المرسوم الأخير المنظم لبطاقة الفنان في نهاية شهر ديسمبر وبداية يناير الماضيين، واللجنة المهتمة بمنح بطاقة الفنان به تشتغل أسبوعيًا، وحاليًا منحنا البطاقة لأكثر من 700 فنان، ونسعى إلى أن يحصل كل الفنانين على بطاقاتهم، لأنه يمنع الشخص من ممارسة المهنة في حال عدم حمله البطاقة، وأدعو كل الفنانين إلى استخراج بطائقهم، التي ستساعدهم على العمل، والاستفادة منها في مجالات، مثلما هو الشأن مع الرياضيين والصحفيين، الذين يستفيدون من تخفيضات في القطار، والفنادق، والطائرة. تسعى وزارة الثقافة إلى تمرير صيغة جديدة للدعم المسرحي، لكنها تشهد مقاومة من النقابات والفيدرالية المسرحية بالمغرب، فكيف تقيّم هذه الصيغة؟ وهل ستخدم العمل المسرحي بالمغرب؟ منذ أن بدأ الدعم المسرحي بالمغرب في عام 1998، وهو يتطوّر، والحوار الدائر بشأنه اليوم حوار مثمر، ومن المؤكد أنه سيصل إلى نتائج تخدم الفنانين والهيئات المهنية، وإلى طريقة جيدة لتقديم الدعم، الذي واجه كثيرًا من الانتقادات، بسبب سعي بعض الفنانين للحصول عليه، دون تقديم أعمال جيدة، وبعد مرور أكثر من 10 سنوات على الدعم يجب إعادة النظر فيه، والوقوف على إيجابياته وسلبياته، وفتح نقاش بشأنه بين المهنيين، والمسؤولين، والمؤسسات، للوصول إلى قانون يحمي الفنان، ويقنن الدعم، بحيث يكون في صالح الفنان المجتهد، الذي لا ينتظر فقط الدعم، بل يسعى إلى تقديم منتج مسرحي معقول. عن الأناضول