وصلت حمى الاحتجاج إلى المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، حيث خرج الباحثات والباحثون به لتنفيذ وقفة احتجاجية نتيجة ما أسموه «مناخ من الاحتقان والتذمر الذي يسود داخل المعهد، وعرقلة حسن سير مراكز البحث» بسبب المشاكل التي تواجه البحث والباحثين داخل المعهد، حسب بيان لجمعية الباحثات والباحثين. ويأتي هذا الاحتجاج حسب ذات البلاغ، من أجل لفت انتباه مسؤولي المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية إلى ما آلت إليه الأوضاع داخل المعهد، والتي خلقت ما وصفه ب «مناخ الاحتقان والتذمر، والذي أدى إلى تعكير أجواء العمل، وعرقلة حسن سير مراكز البحث. ويرسم بلاغ جمعية باحثات وباحثي المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية صورة قاتمة عن الأوضاع داخل المؤسسة التي تتسم بأجواء التذمر الناتج عن التعليمات الفوقية للإدارة، والانفراد في اتخاذ القرارات دون استشارة هيأة البحث، ودون الأخذ بعين الاعتبار لمقترحات الباحثين وتظلّماتهم. وتندرج هذه الخطوة التي أقدمت عليها الجمعية في إطار الإيمان بروح العمل الجماعي، وبضرورة استثمار كل الكفاءات العاملة بالمؤسسة من أجل تحقيق الأهداف المعلنة في مرجعياتها السياسية والفكرية والقانونية. ويقول البلاغ إن قنوات الحوار التي دشّنتها الجمعية، منذ تأسيسها، مع إدارة المؤسسة لم تسفر عن حلول جدية لمختلف المطالب والإشكالات المطروحة. وأطلقت جمعية الباحثات والباحثين صرختها تماشياً مع مقاربة تجويد البحث في مجال اللغة والثقافة الأمازيغيتين باعتبار البحث العلمي رافعة أساسية للنهوض بهما، ومن أجل إعطاء دينامية جديدة لورش تفعيل مضامين الوثيقة الدستورية حول الأمازيغية في ارتباطها بمبادئ الحكامة الجيدة والمقاربة التشاركية وتكافؤ الفرص. وكانت جمعية باحثات وباحثي المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية قد وضعت برنامجا لسلسلة من اللقاءات العلمية تحت شعار"أضواء علمية حول الثقافة الأمازيغية"، وذلك من أجل تعميم المعرفة العلمية حول مختلف مجالات هذه الثقافة، وهو ما من شأنه أن ينعكس إيجابا على تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية. وتأتي هذه المبادرة في إطار ما تجتازه الأمازيغية هوية ولغة وثقافة مرحلة دقيقة من تاريخها. وتتميز، حسب بلاغ توصلت بيان اليوم بنسخة منه، علاوة على تزايد الاهتمام بالقضايا المتصلة بها في النقاش العمومي، بتعميق البحث العلمي في مختلف مجالاتها المعرفية من قبيل اللغة والثقافة والتاريخ والآداب والفنون وتكنولوجيا المعلومات، وذلك استجابة للطلب المؤسساتي والمجتمعي، خاصة بعد إحداث المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية وإدراج اللغة الأمازيغية في التعليم والإعلام. تجدر الإشارة إلى أن جمعية باحثات وباحثي المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية تأسست سنة 2011، وهي إطار مدني مستقل يضم في عضويته باحثات وباحثين مهتمين بمختلف مجالات الثقافة الأمازيغية، ومن أهدافها، توثيق التواصل والتعاون بين باحثات وباحثي مختلف المؤسسات العلمية التي تعنى بالبحث الأكاديمي ذي الصلة بالأمازيغية، والتنسيق وتبادل الخبرات مع الجمعيات ذات الأهداف المماثلة، إضافة إلى الإسهام في التعريف بالمنتوج العلمي للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية.