تعبير عن العمق الإفريقي للمغرب وتوطيد لوشائج الأخوة والصداقة والمصير المشترك اختار المغرب الثقافي، ممثلا في وزارة الثقافة، البلدان الخمسة عشرة لغرب إفريقيا ضيف شرف الدورة العشرين للمعرض الدولي للنشر والكتاب (13 - 23 فبراير الجاري) بالدارالبيضاء، وذلك تعبيرا عن العمق الإفريقي للبلاد، وتوطيدا لوشائج الأخوة والصداقة والمصير المشترك. وأكد وزير الثقافة، محمد أمين الصبيحي، أن الدورة العشرين لمعرض الدارالبيضاء للكتاب والنشر، ستتيح اللقاء بأبرز الرموز الفكرية والابداعية لدول غرب افريقيا، التي تحل ضيف شرف في هذه التظاهرة. وقال الصبيحي ، في تقديمه لبرنامج المعرض ، إن استضافة غرب افريقيا المكونة من 15 دولة، تكريس وتجذير لأواصر الحوار الثقافي الذي يعتبر من الأركان الأساسية لهذا المعرض، مشيرا الى أن الدول المحتفى بها ترتبط جميعها بعلاقات حيوية وممتازة مع المغرب الوفي والمثمن لعمقه الإفريقي والحريص على توسيع وتمتين مختلف روابط التعاون مع هذه البلدان. ووعد الوزير بأن يتيح المعرض للقراء والمثقفين اللقاء المباشر مع بعض أبرز الرموز الفكرية والإبداعية وأهم تجليات الذاكرة الثقافية الخصبة والممتدة في الزمن لهذه المنطقة. ومن جهة أخرى، أبرز الصبيحي أن الوزارة عملت، بمناسبة هذه الدورة، على تدشين مقاربة جديدة للبرمجة الثقافية، حيث أسندت هذه الأخيرة إلى لجنة علمية مؤسساتية تضم أبرز الجمعيات والمؤسسات والمراكز الثقافية الفاعلة في الحقل الثقافي والمهني والبحثي بالمغرب، حرصا منها على بلورة برنامج ثقافي متوازن ومواكب لأهم القضايا والأسئلة الثقافية الوطنية والعربية والدولية. وهكذا سيعرف المعرض الذي يرفع شعار «لنعش المغرب الثقافي» تنظيم ندوة حول الكتابات النسائية مانحا الكلمة لكاتبات من غرب إفريقيا (السنغال، مالي، بنين، بوركينا فاصو)، وأخرى حول المكونات الإفريقية في الثقافة المغربية (التشكل التاريخي والأشكال النوعية)، وثالثة حول الثقافات الوطنية (اللغات والحدود) بمشاركة كتاب من ليبيريا وغامبيا ونيجيريا وسيراليون، فضلا عن ندوات أخرى حول الزنوجة والزنوجة الحديثة والإبداعات الأدبية وحضور أدب غرب إفريقيا في العالم، وغرب إفريقيا الثقافي بين الموروث والوعود الأدبية ، وتقديم كتاب «التراث المغربي الإفريقي المشترك في مجالي الموسيقى والغناء». كما يتضمن المعرض ندوات وقراءات بحضور أسماء مغربية وعربية وأجنبية وازنة وحوارات (الطاهر بنجلون، يوسف فاضل، أحمد المديني ...) وتكريمات لمبدعين راحلين (محمد الصباغ، محمد شبعة، محمد العيادي، محمد شكري، سالم يفوت، محمد الراشق، أحمد فؤاد نجم....)، وأمسيات شعرية بالفصحى والزجل، وتعريف بكتابات روائية جديدة وبإبداعات كتاب شباب، مع إيلاء اهتمام خاص، على جاري العادة، بالقصة والمسرح والشعر والترجمة والفلسفة والنشر والتشكيل والثقافتين الأمازيغية والصحراوية (شعر التبراع مثلا). وسيكون لأدب أمريكا اللاتينية نصيب وافر في نشاطات هذه الدورة من المعرض من قبيل الترجمات من اللغة العربية وإليها، وتقديم إبداعات باتريسو غونزاليث (الشيلي) وبابلو رافاييل (المكسيك). وفي باب تقديمات الكتب، سيتم بالخصوص تقديم رواية «بعيدا عن الضوضاء، قريبا من السكات» لمحمد برادة، وكتاب «المحاضرة والمذاكرة في الشعر والشعراء العبري لأبي هارون موسى بن عزرا الغرناطي»، من تحقيق أحمد شحلان والسعدية المنتصر، الصادر عن «منشورات المركز الوطني للبحث العلمي» في 2013 ، و»تجربة المسرح» لعبد الواحد عوزري الصادر عن (منشورات دار توبقال) سنة 2014، و»معجم الغني الزاهر» لعبد الغني أبو العزم (منشورات مؤسسة الغني للنشر) سنة 2013 ، والأعمال الشعرية لأحمد بركات، و»دليل المسرح المغربي» لأحمد مسعاية الصادرين عن (منشورات وزارة الثقافة). كما سيتم بالمناسبة ، تسليم جائزة الأركانة العالمية للشعر التي يسلمها بيت الشعر في المغرب هذه السنة للشاعر الفرنسي إيف بونفوا.