انطلقت أول أمس الخميس بالعاصمة الاقتصادية الدارالبيضاء فعاليات المعرض الدولي للكتاب في دورته الثامنة عشرة تحت شعار «وقت للقراءة، وقت للحياة»، فعلى مدى عشرة أيام متتالية سيكون لزوار المعرض من مثقفين، أدباء، سياسيين مواطنين ومواطنات موعد مع إصدارات ومطبوعات ومنشورات جديدة وأخرى يعاد طبعها لقيمتها، فضلا عن ندوات ونقاشات حول مواضيع تهم الثقافة والسياسة بتحولاتها وحراكها الجاري والحركات الإسلامية والفضاء المغاربي، والجهوية والإبداع قراءة ونصوصا، وأمسيات وشهادات حول مسارات وتجارب رجال ونساء بصموا مراحل هامة من تاريخ المغرب، وشهادات ضيوف أدباء، شعراء ومفكرين حلوا بالمغرب لتقديم جديدهم الإبداعي والحديث عنه بل وتقاسمه مع جمهور شغوف. هذا وتتميز هذه الدورة التي قطعت مع مختلف أشكال الخلاف الذي كان يطبع علاقة وزارة الثقافة مع عدد من فئات المبدعين خلال دورات سابقة، كاتحاد كتاب المغرب، وجمعية الناشرين، والائتلاف المغربي للثقافة والفنون، بحضور المملكة العربية السعودية كضيف شرف لهذه الدورة، إذ أكد وزير الثقافة محمد الأمين الصبيحي «أن استضافة المملكة العربية السعودية يأتي في إطار العلاقات المتينة التي تجمع البلدين الشقيقين، ودلالة على العمق التاريخي الذي يتقاسمانه، بل هو دعم للحراك الثقافي المتميز الذي باتت تعرفه المملكة السعودية»، حيث من المنتظر أن تدور حولها وحول أدبائها وشعرائها عدد من الأنشطة الفكرية والثقافية التي سيعرفها المعرض. ومن جانب آخر، أوضح الوزير بخصوص حضور الكتاب الديني الذي كان خلال الدورات السابقة مثار جدال بين بعض الأطياف والحساسيات السياسية، أن هذا الإصدار له جمهوره والمعرض يعد فضاء يحاول أن يستجيب لأذواق مختلف الزائرين، إذ هناك الرواية، والقصة ومختلف أنواع الإصدارات الأخرى، مبرزا أن ازدهار وتصاعد الحياة الثقافية لا يمكن أن يقتصر على الإصدارات الدينية. هذا وستعرف الدورة مشاركة أكثر من 700 دار نشر مغربية وعربية وأجنبية تنتمي إلى أكثر من أربعين دولة تتوزع على أربع قارات، بينها 16 عشر دولة عربية ودول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدةالأمريكية، وروسيا وبلدان تنتمي إلى أمريكا اللاتينية، هذا ومن بين الوجوه الأكاديمية والإبداعية التي ستشهدها الدورة نجد من المغرب الأستاذ الكاتب والصحفي العربي المساري الذي ألقى أمس الجمعة المحاضرة الافتتاحية للدورة تحت عنوان «نحو ثقافة جديدة للمواطنة: تأملات في التنزيل التشاركي لبنود السدتور»، وامحمد كرين ومحمد الناجي وعبد الغني أبو العزم ومحمد يتيم في ندوة تقارب موضوع «الثقافي في التحولات السياسية والاجتماعية في العالم العربي» إلى جانب محمد الأصفر من ليبيا ونوري الجراح وبشير البكر من سوريا وحسن داوود من لبنان، وآخرين. كما سيحضر الدورة شعراء يقدمون قراءات لإبداعاتهم حيث نجد نخبة وازنة من الأسماء المغربية كعبد الكريم الطبال، حسن نجمي، إداريس الملياني، مبارك وساط، صلاح الوديع، محمد بنطلحة، فاتحة مرشيد، أحمد لمسيح، جمال الموساوي، محمود عبد الغني، وداد بنموسى، بوجمعة العوفي، والشاعر الأردني أمجد ناصر، كما يحضر كتاب بصموا بإبداعاتهم الحياة الثقافية مغاربة وعرب وأجانب، من بينهم الكاتب المغربي الدكتور عباس الجراري، وإدريس الخوري ومحمد الأشعري وحسن أوريد، ومن الجزائر محمد شوقي الزين وحسن البنا عز الدين من مصر، وإلياس فركوح من الأردن وحميد سعيد من العراق. كما نجد أسماء مثل الفرنسي ألان كريش، أندريان كريما من مالطا، وتوكرول تانيو من تركيا، ولويزا إيتكسنيك، إسحاق روزا من إسبانيا، وجيوسيبي من إيطاليا، ومريم مونتويا من كولمبيا، وعدد من الأسماء المتألقة في عالم الشعر ومجال النشر والكتابة. ولن تغيب عن فعاليات المعرض ندوات حول تجارب النساء المبدعات، إذ ستنظم لقاءات مع الكاتبة اللبنانية لينة كريدية، وندوة حول صورة الرجل في عيون الأدب النسائي تستضيف كلا من هاديا سعيد وربيعة ريحان ولطيفة باقا وخديجة طنانة، كما تنظم ندوة حول قضايا راهنة تخص «المرأة والربيع العربي» يشارك فيها كل من عبلة الرويني وفاطمة بودي من مصر، ولطيفة اجبابدي وجميلة مصلي ورشيدة بنمسعود وخديجة مروازي من المغرب. كما يشمل برنامج الدورة لقاءات تقدم خلالها شهادات حول أسماء شخصيات رحلت عن الساحة الثقافية والفنية كالراحل شمعون ليفي وذاكرة الفنان الراحل محمد رويشة، فضلا عن تقديم سير ذاتية وتجارب لكتاب خلال أول إصدارهم، وأنشطة تخص الشباب والأطفال، ولقاءات حول النشر والسينما، وأنشطة متعددة تنظمها مؤسسة المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية واتحاد كتاب المغرب وجمعية الناشرين. كما سيتم لأول مرة تنظيم رواق مشترك بالمعرض الدولي للكتاب لمجلس الجالية المغربية بالخارج ومجلس المنافسة والهيأة المركزية للوقاية من الرشوة والمجلس الوطني لحقوق الإنسان...