عاشت مدينة الجديدة يوم الإثنين الماضي، حالة طوارئ خاصة نتيجة فورة تلاميذية، انطلقت شرارتها من ثانوية أبي شعيب الدكالي ،لتتوجه إلى إعدادية حليمة السعدية ومنها إلى إعدادية المنار فالمجاهد العياشي، ثم القاضي عياض لينتقل مداها في مسيرة حاشدة صوب إعدادية لالة مريم ثم الرافعي. هذه الأخيرة التي تعرضت أسوارها للاقتحام والتخريب، بعد أن تم إغلاق أبوابها في وجههم، بعد أن رفضُ تلامذة مؤسسة الرافعي الاحتجاج ورغبتهم في التصدي للمشاغبين . وهكذا تدخلت الإدارة من أجل إرغام تلامذتها على الالتزام بدراستهم والبقاء داخل حجراتهم الدراسية تجنبا لمواجهة تلاميذية قد تصل إلى ما لا يحمد عقباه. لكن الأمر لم يقف عند هذا الحد، بل تحول لمسلسل رشق بالحجارة بين الطرفين ومحاولة اقتحام البوابة الحديدية للمؤسسة من قبل تلميذين، أدى إلى بتر أصبع أحدهم وكسر الرجل اليمنى للآخر، مما تطلب نقلهما على الفور عبر سيارة إسعاف إلى المستشفى، لتتواصل بعد الزوال الاحتجاجات بعد انضمام تلاميذ مؤسسات تعليمية أخرى الى صفوف المحتجين الذين جابوا شوارع المدينة، إلى أن توقفوا أمام مسرح عفيفي قبل الانتقال إلى ساحة الحنصالي، أمام مرأى ومسمع من رجال الأمن والسلطة الذين ظلوا يراقبون الوضع عن بعد خاصة وان كل المحتجين كانوا أطفالا قاصرين تتراوح أعمارهم بين 11 و16 سنة .هذا و قد جاءت هذه الاحتجاجات استجابة لبعض النشطاء الذين دعوا إليها عبر موقع اجتماعي ضد التنقيط الجديد لوزارة التربية الوطنية، والتجمهر أمام مقر نيابة التعليم مما حدا ببعض المشاغبين استغلال الوضع والهجوم على مؤسسة رفض تلاميذها الاستجابة لهذه النداءات، حيث سبق أن خرج بعض التلاميذ يوم السبت الماضي في مدن أخرى للاحتجاج على هذا النظام الجديد في التنقيط، الشيء الذي تصدت له قوات الأمن بصرامة وتم اعتقال بعض المشاغبين. وفي نفس السياق، أعلنت وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني، من خلال بلاغ توصلت به بيان اليوم، موجه إلى جميع التلميذات والتلاميذ، وإلى أمهاتهم وآبائهم وأوليائهم، أن عملية مسك وتدبير نقط المراقبة المستمرة جرت هذه السنة باستعمال منظومة "مسار" المعلوماتية ، وفق مقتضيات المذكرات المنظمة للتقويم بالأسلاك التعليمية الثلاث، والتي مكنت الإدارات التربوية للمؤسسات التعليمية إلى حدود 23 يناير 2014 ، من مسك ما يزيد على 35 مليون نقطة، كما أضاف البلاغ أن استعمال هذه المنظومة، يندرج في إطار إدماج تكنولوجيات المعلوميات والاتصالات في المنظومة التربوية، وتطوير آليات وأساليب عمل الإدارة التربوية وتعزيز دور الحكامة في النظام التربوي، وضمان مبدأ الشفافية وتكافؤ الفرص بين جميع التلميذات والتلاميذ ،من خلال التتبع الفردي لكل تلميذة وتلميذ ،سواء من طرف الأساتذة أو آبائهم وأمهاتهم. و ستمكن المنظومة الآباء والأمهات من خلال ولوج البوابات الإلكترونية للمؤسسات التعليمية، من معرفة مواعد فروض المراقبة المستمرة واستعمالات الزمن الخاصة بأبنائهم، وكذا الحصول على النتائج الدراسية لبناتهم ولأبنائهم وتتبع تحصيلهم الدراسي في أفق تحسين أدائهم. هذا، وقد أوضحت الوزارة من خلال بلاغها، أن منظومة "مسار" ساهمت في مرحلتها الأولى، في تدبير العمليات المرتبطة بالدخول المدرسي منذ شهر يونيه 2013، وفي مسك المعطيات الخاصة بالتلميذات والتلاميذ، وتدبير عمليات التسجيل وإعادة التسجيل والانتقال الفردي أو الجماعي للتلاميذ وعمليات التوجيه، وكذا في تدبير البنية التربوية وتكوين الأقسام. كما واكبت في مرحلتها الثانية، تدبير جميع العمليات المتعلقة بتقييم التلاميذ منذ نونبر 2013. ومن جهة أخرى، أكدت وزارة التربية الوطنية والتكوين أن استعمال منظومة مسار المعلوماتية، لن يكون لها أي تأثير على النتائج المحصل عليها عكس ما يجري تداوله والترويج له من إشاعات في صفوف التلاميذ.وان الغرض منها التشويش على الامتحانات التي جرت مؤخرا في ظروف عادية والحسابات الفردية الضيقة والمزايدات السياسية التي تستهدف التلاعب بمصير التلميذات والتلاميذ.