التقدم والاشتراكية بتارودانت يكرم المسرحي والإعلامي الحسين الشعبي تحول التكريم إلى دموع مالحة، امتزجت فيها ذكريات الماضي عندما حط الفارس ذات يوم بتارودانت رحاله ومارس مهنة التدريس التي يحترمها ويقدسها لكنها لم تكن هيامه الرائع، فقد دخلها الرجل مرغما، وحولته جمعية أنوار سوس بأكادير وملهمها المرحوم عبد القادرعبابو إلى شاب مسكون بالمسرح وبالثقافة وبقضايا الشعب. بهذه الحمولة المجنونة واصل هواجسه بتارودانت،فوجد له مساحة كبيرة في قلوب مسرحييها ومثقفيها وسياسييها،ودخل خيمته النضالية بحزب التقدم والاشتراكية، التي أفرز فيها كل جهده ونضاليته وأسس لمفهوم نضالي آخر بالمدينة مع ثلة من المناضلين الذين رسموا بنضاليتهم وصبرهم لوحات من التحدي أمام سلطا ت القمع التي حولت المدينة إلى ضيعة سائبة، وكسروا بمقالاتهم حواجز الخوف والخوف. ولأن الصحافة والمسرح كانا توأمين في أخوة واحدة مع الحسين الشعبي، فقد أخذه المسرح وسافر به بعيدا وتحمل همه بمسؤوليات كبيرة على الصعيد الوطني ، ثم تصارع الفن بدواخله مرة أخرى فتحول بإبداعاته المسرحية إلى عالم الإعلام والصحافة، وتخلى عن التعليم والوظيفة عن سبق إصرار وترصد لأن المبدعون الكبار يعيشون بفلسفة غريبة، وبمنطق آخر ولا يؤمنون بالثروة والمال، ولا بكل خزعبلات الدنيا، لكن الحسين الشعبي إنسان مجذوب يفر بجلده من كل الواجهات ، ويركب أمواج التحدي. واعتبارا لمكانته الثقافية المستلهمة من مدرسة الشعب فقد امتطى مرة أخرى شراع التحدي الذي لا يفارقه، واستحق مهمة أخرى كانت تنتظره هي مسؤولية رئيس التحرير بجريدة بيان اليوم أحد الجرائد المناضلة الصامدة منذ عقود. واليوم حينما يكرمه الحزب بتارودانت ويحتفي به أصدقاؤه تحت نغمات الدموع المتقاطرة بصدق من عيون كل الذين حضروا التكريم ومنه هو شخصيا، ولم يقدر على تناول الكلمة إلا بعد جهد جهيد اختلطت فيه صور الماضي مع الحاضر إنما يعبر المشهد برمته على عنوان واحد هو الوفاء لكل الذين قدموا صفحات مجيدة من الإخلاص والنضال عبر كل الخنادق التي اختاروها هم لأنفسهم، وتصب كلها في خدمة الإنسانية ،وخدمة الوطن، وخدمة الشعب.