الغوص في الذات وأسئلة الأنوثة استضافت مندوبية وزارة الثقافة بطنجة، مساء يوم السبت الماضي، فعاليات حفل تقديم وتوقيع «جلباب للجميع» و»خمس رقصات في اليوم» للقاصة فاطمة الزهراء الرغيوي، الذي نظمه «الراصد الوطني للنشر والقراءة»، مؤكدا للمرة الحادية عشر على شعاره: «الكتاب مسؤوليتنا جميعا» وأن قافلة الإبداع مازالت مستمرة. شارك في الجلسة التقديمية الأساتذة: فضيلة الوزاني ومحمد العناز ومحمد الكلاف. وقد تحدثت الأستاذة فضيلة الوزاني في ورقة عنونتها ب «البوح بين العنف والجمال عند القاصة فاطمة الزهراء الرغيوي» عن الجرأة في نصوص «جلباب للجميع»، من خلال نصي «الثدي الأيسر» و»رجل وامرأة في شارع مظلم»، ومدى ملامسة الكاتبة لجمالية الصورة متجاوزة عنف البوح، عبر توظيفها لضمير المتكلم وهو الضمير الأكثر تعبيرا عن الوحدة والانصهار الذاتي مع الموضوع، كما تطرقت في ورقتها للحديث عن التكثيف في مجموعة «خمس رقصات في اليوم»، وتميز النصوص بعدة خصائص جمالية، متعددة الدلالات، نصوص غنية بمفارقات وادهاشات، محفزة على القراءة وتعدد الاحتمالات. وركز الأستاذ محمد العناز في ورقته التي عنونها ب»الذات وأسئلة الأنوثة في «خمس رقصات في اليوم» للقاصة المحتفى بها، على الإشكالات العديدة التي تطرحها المجموعة (الأسرة، المرأة، الأحلام، الاحباطات، الموت، السفر..)، وهي اشكالات عالجتها المبدعة بعدسة فاحصة جعلتها تغوص في الذات، كاشفة عن سؤالها ووجعها بواسطة لغة متنوعة، بحيث تمكنت الكاتبة من صنع عوالم سردية متورطة في الحياة، من خلال اقتناص لحظات ومواقف عابرة، ثم إعادة إنتاج اللحظات وفق مرجعيتها لتؤسس نصا قصصيا مختلفا، وأن المجموعة تسعى إلى طرح الأسئلة بشكل مفارق وساخر بهدف التنبيه إلى خطورة السؤال. في حين تطرق الأستاذ محمد الكلاف في ورقته التي عنونها ب «القاصة المغربية: فاطمة الزهراء الرغيوي تخيط لقرائها :»جلباب للجميع» إلى الحديث عن العنوان، الغلاف، الإهداء، قبل أن يتطرق إلى القضايا الفكرية والاجتماعية التي تتضمنها المجموعة في إثارتها للواقع، عبر استعارات سردية حكائية تعبيرية متميزة ابداعا ولغة، وما تتميز به المجموعة من وحدة التكامل الشكلي في البنية القصصية ووحدة الأثر والانطباع الذي تخلفه في نفسية القارئ، ومدى ملامستها للحياة الواقعية بكل تفاصيلها وجزئياتها، مما جعلها تخترق الأنماط التقليدية بحبكتها السردية المحكمة التي أفرزتها رؤيتها الخاصة للواقع. واختتمت الجلسة التقديمية بكلمة القاصة فاطمة الزهراء الرغيوي شكرت فيها الراصد الوطني للنشر والقراءة على الاحتفاء الجميل، وشكرت كل الأساتذة الذين ساهموا في الجلسة التقديمية بقراءاتهم الرصينة ومقالاتهم الحصيفة، كما حيت الحضور البهي على حضوره المميز. ثم انطلقت القراءات القصصية بمشاركة: فاطمة الزهراء الرغيوي، المصطفى كليتي، سعيد يفلح العمراني، مروان السدراتي، فاطمة المصباحي، وتخلل حفل التوقيع مشاركة الفنان الواعد نعمان الميموني والعازف الواعد على آلة الأورك إلياس الحميوي، وقد تميز الحفل بحضور ثلة من المبدعين والمهتمين بالشأن الأدبي والثقافي. * كاتبة مغربية