تحوّلت الحملة الانتخابية للانتخابات التشريعية والبلدية ا في موريتانيا، إلى صراع بين الحزب الحاكم والإسلاميين يتبادل فيه الفريقان الاتهامات باستخدام وسائل «غير مشروعة». وطلب المسؤولون عن حملة حزب «الاتحاد من أجل الجمهورية» الحاكم والمرشح الأوفر حظا في هذه الانتخابات، تفسيرات بشأن وسائل حزب «تواصل» الإسلامي الذي يشارك للمرة الأولى في الانتخابات كحزب معترف به منذ 2007. وقال محمد محمود ولد جعفر مدير الحملة الانتخابيّة للحزب الحاكم، أثناء اجتماع في نواكشوط، «هذا الحزب (تواصل) يملك وسائل مهمّة جدا ونريد أن نعرف من أين له هذه الوسائل؟»، مضيفا أن على «تواصل أن يتمايز عن الإسلاميين الذين تسبّبوا في الكثير من الأضرار في العالم العربي والإسلامي. لا يحق لأيّ حزب احتكار الإسلام الذي هو ديننا جميعا». وردّ الشيخاني ولد بيب مدير حملة حزب «تواصل» الذراع السياسيّة لإخوان موريتانيا أن «الحزب الحاكم شريك سيّء. يستخدم وسائل الدولة إضافة إلى وسائل غير مشروعة في حملته». وأضاف ولد بيب أنّ الحزب الحاكم «يستخدم شعار الدولة ووسائلها المادية وصور الرئيس (محمد ولد عبدالعزيز) ويمارس ضغطا على العمال والأهالي للحصول على تعاطف البسطاء». ومن جانبه قال رئيس حزب «تواصل» جميل ولد منصور، في اجتماع أمس الأوّل بنواكشوط، إنه مهما كان اتساع هذه الممارسات «تأكدوا أنّنا سنحقق نتائج مهمّة». ومن جانبه، هاجم محمد محمود ولد جعفر حركة الإخوان المسلمين في العالم العربي، واصفا إياها بالحركة الفاشلة. وقال، مدير حملة الحزب الحاكم بموريتانيا، إن الإخوان المسلمين في موريتانيا «تواصل» مطالبون بتحديد موقفهم من هذه الحركة وما جرّته من مشاكل في دول الإقليم والعالم العربي عموما. وأكّد ولد جعفر أن إمكانيات حزب «تواصل» الإسلامي أكبر بكثير من إمكانيات الحزب الحاكم، مُعربا عن رغبته في معرفة مصدر الأموال التي يتحرّك فيها «تواصل» وينفقها بشكل سخيّ في الشارع وكأنّه هيئة خيرية. وفي المقابل، دافع ولد جعفر عن برامج حزبه ومواقفه من القضايا الوطنية وخصوصا ارتفاع الأسعار، قائلا إنه الحزب الحاكم الوحيد الذي تظاهر من أجل خفض الأسعار بموريتانيا قبل سنتين من الآن. والجدير بالذكر أنّ «تنسيقية المعارضة الديمقراطية» في موريتانيا التي تضمّ 11 حزبا، كانت قد جمّدت عضويّة حزب «تواصل» بسبب قبوله المشاركة في الانتخابات التشريعية والبلدية وعدم التزامه بقرار التنسيقية، إلى جانب الأحزاب المعارضة العشرة الأخرى بمقاطعتها. وتنظّم الأحزاب المقاطعة العديد من التظاهرات بهدف إفشال انتخابات السبت المقبل التي تصفها بأنها «أحادية ولاديمقراطية».