قدمت جامعة كرة القدم مساء يوم الأربعاء بإحدى فنادق مدينة الرباط، الطاقم الجديد التقني الذي ستناط به مهمة منتخبات الفئات الصغرى، لتدشن بذلك أولى المراحل التي يضمنها البرنامج الجامعي الجديد. ويضم الطاقم المعين كل من مصطفى الحداوي، محمد سهيل، حسن بنعبيشة، وعبد الله الإدريسي، وأنيطت مهمة الإشراف العام للهولندي بيم فربيك، الذي سيشرف في نفس الوقت على تدريب المنتخب الاولمبي، بمساعدة أخيه روبيت فربيك. وفي انتظار الإعلان الرسمي عن مدرب المنتخب الأول خلال متم شهر يونيو القادم، كما حددت ذلك الجامعة، فإن كل المعطيات تؤكد التعاقد مع اريك غيريس، الذي تتحدث مصادر مطلعة عن زيارة قصيرة غير معلنة قام بها يوم الأربعاء الماضي للمغرب، حيث تباحث مع مسؤولي الجامعة المغربية، حول تفاصيل العقد وشروط العمل، بالرغم من ترويج مجموعة من الأخبار حول بقاء المدرب البلجيكي بفريقه الحالي الهلال حتى نهاية العقد الذي يربطه بالنادي السعودي سنة 2011• وتدخل كل هذه التعيينات ضمن مخطط طويل الأمد يرمي إلى إعادة هيكلية المنتخبات الوطنية، وهى من المهام الأولى والإستعجالية المنوطة بالمكتب الجديد بقيادة علي الفاسي الفهري، بتعليمات سامية من طرف جلالة الملك محمد السادس. 250 مليون درهم هو قيمة الميزانية المخصصة للمنتخبات الوطنية لكرة القدم مقدمة من ثلاث مؤسسات وطنية كبرى وهى: بنك المغرب، المكتب الشريف للفوسفاط، وصندوق الإيداع والتدبير، ب 75 مليون درهم تقدم سنويا من قبل كل واحدة من هذه المؤسسات على حدة، بالإضافة إلى هبة استثنائية من طرف صندوق الحسن الثاني للتنمية الاقتصادية والاجتماعية تصل إلى 25 مليون درهم. ويتقاطع القرار الملكي السامي مع رغبة كل الأوساط الرياضية، التواقة إلى تغيير جدري لكل الطرق والأساليب السابقة، التي قادت المنتخبات الوطنية ومعها كرة القدم المغربية بصفة عامة نحو الهاوية، مع العلم أن لعبة كرة القدم تحظى بمكانة خاصة رسميا وجماهيريا، وينتظر منها أن تشكل القاطرة التي يمكنها قيادة باقي الأنواع والفروع، وخلق الأجواء المناسبة لإحداث نقلة نوعية لقطاع يسير نحو جعله من بين القطاعات الإستراتيجية للدولة. التعاقدات الجديدة تندرج ضمن تصور مغاير لما سبق يسمح بإعادة هيكلة جذرية للطرق المعمول بها في تسيير الفرق الوطنية، تقنيا وادريا وهيكليا، مع التشديد على شيء أساسي غير قابل للنقاش، ألا وهو إخضاع هذا الدعم المهم والسنوي، إلى تدبير محكم وشفاف، وهو ما يتماشي مع مضامين الرسالة الملكية الموجهة للمناظرة الوطنية حول الرياضة خلال شهر أكتوبر من السنة الماضية، والتي كانت بمثابة خارطة الطريق لما يمكن أن تكون عليه الممارسة الرياضة مستقبلا، وذلك بإعادة النظر في الطرق والأساليب التي تحكمت بدواليب التسيير، والرهان على تدبير حداثي مقاولاتي لقطاع حيوي بامتياز. وعليه فان الكرة الآن بمرمى جامعة كرة القدم، مادام المشكل المالي لم يعد مطروحا، بعد إنخراط فعلي ورسمي للمؤسسات الوطنية الكبرى والقطاع الخاص، وهو الانخراط الذي طالب به منذ سنوات كل الفاعلين الرياضيين، ولم يعد بالتالي مسموحا اتخاذ الخصاص المالي كمبرر للتواضع وحصد النتائج المخيبة للآمال جهويا، قاريا ودوليا، وبجميع الفئات، إناثا وذكورا. صحيح أن التجربة تؤكد أن المال وحده لا يكفي للوصول إلى تحقيق نتائج في مستوى التطلعات، وعليه فإننا ننتظر دور الرجال الجدد، أصحاب الحل والعقد بالمرحلة الحالية، الذين جاؤوا بأفكار مغايرة لما سبق، و"الماية تكذب الغطاس" كما يقول المثل المصري الشائع...