الأغلبية تدعو للعمل بانسجام من أجل النهوض بأوضاع البلاد خلال لقاء دراسي نظمته فرق الأغلبية بالبرلمان حول مشروع قانون المالية لسنة 2014 ، كانت الدعوة إلى العمل الجاد من أجل تجاوز المشاكل والاكراهات، قاسما مشتركا لكل المداخلات. فقد دعا عبد الإله ابن كيران أعضاء الحكومة إلى العمل وتنسيق الجهود بعيدا عن حسابات الربح والخسارة، منبها إلى عدم الانسياق وراء ما أسماه «الشوشرة الإعلامية» التي يحاول البعض اختلاقها. فيما شدد نبيل بنعبد الله على أن شعار المرحلة هو «العمل فقط» لإيجاد الحلول للمشاكل المطروحة ومواجهة التحديات والإكراهات، و تقوية مناحي التماسك. وأعرب امحند لعنصر، من جانبه، عن أمله في أن تعيش الحكومة زمن الإصلاحات والتغيير بعد التحاق الحليف الجديد من أجل مواجهة التحديات التي أصبحت أقوى والمدة الزمنية أضيق. بينما أكد أنيس بيرو أن البلاد في حاجة ماسة إلى الوضوح في الرؤية والأولويات، مثلما هي في حاجة إلى حكومة تتكلم لغة واحدة وأغلبية موحدة تسير في نفس الاتجاه. وقال رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، خلال هذا اللقاء الدراسي، إن الحكومة ستبذل مجهودا لتكريس منطق التعاون، انطلاقا من أنه لا يمكن إنجاز أي شيء تحت سقف الأغلبية إلى إذا كان هناك تعاون وتنسيق بين مكوناتها. وأضاف ابن كيران في أول لقاء لمكونات الأغلبية، إن الحكومة الجديدة تعد بالشيء الكثير في المستقبل، لأن انطلاقتها كانت جيدة، مشيرة بالقول «لي بغا يوقف البيضة فالطاس راه ساهل، و لكن بالتعاون والتنسيق يمكن للفريق التنفيذي أن يقوم بالمعجزات». وبعد أن ذكر عبد الإله ابن كيران بمراحل تشكيل الحكومة الجديدة التي جاءت، بحسبه،»بعد مخاض طويل لمدة شهور عديدة مؤسفة»، أشار إلى أن المغرب « يحمد الله أنه بات يتوفر على حكومة تتمتع بثقة شعبية وملكية»، موضحا أن الصراع بين المعارضة و الأغلبية لم يسبق أن ارتفع إلى درجة الخصومة أو العداوة، ومضيفا «مهما يكن نحن أبناء اليوم والمستقبل، والوطن يجب أن يكون فوق كل اعتبار ، ومثلما يحتاج المغرب للحكومة فهو يحتاج كذلك إلى المعارضة لأنها جزء من هذا الوطن «. ونبه رئيس الحكومة أعضاء فريقه الحكومة من مغبة الانجرار وراء ما وصفه ب «الشوشرة الإعلامية»التي يريد البعض اختلاقها وإلى عدم الاستكانة لأن « الخصوم يتربصون بكم سعيا منهم لأخذ أماكنكم»، داعيا الفريق الحكومي إلى العمل لأن في ذلك نجاح للحكومة وللمغرب، مضيفا « ما ضربوا الحساب شكون الحزب لي غادي يربح». ومن جهته أكد وزير السكنى وسياسة المدينة الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، محمد نبيل بنعبد الله أن شعار المرحلة الجديدة هو «العمل فقط» من خلال تقوية مناحي التماسك لإيجاد الحلول للمشاكل و مواجهة الاكراهات المطروحة، باعتباره الجواب الشافي لكل المحاولات الموازية الرامية إلى التأثير على العمل الحكومي والتي لن تتوقف أبدا. مضيفا في كلمته أن المغرب يعرف إكراهات وضغوطات تفرض «أن نحمل مشروعا تنمويا» وهو ما يقتضي الاشتغال في تكامل بين عمل الحكومة من أجل أن إغناء المشروع في اتجاه تعزيز جو الثقة وبعث الروح في الاستثمار الوطني. وأبرز نبيل بنعبد الله أن الإعلان عن الحكومة في نسختها الثانية يعتبر في حد ذاته انتصارا، لأنه سيمكن المغرب من الخروج من وضعية الاضطراب السابقة التي عانى منها على مدى الأشهر الأخيرة، والتي جعلته في وضعية صعبة تأخرت بفعلها كل الإصلاحات التي تضمنها البرنامج الحكومي. وأعرب وزير السكنى وسياسة المدينة عن ارتياح حزب التقدم والاشتراكية للوضعية التي يوجد فيها حاليا، واعتزازه ليس للعمل مع العدالة والتنمية والحركة الشعبية، بل أيضا لتواجده إلى جانب حزب التجمع الوطني للأحرار، وقال في هذا الصدد «وجدنا أنفسنا في كثير من الأحيان في خندق واحد وهو طريق الإصلاحات التي مكنتنا من مواجهة التحديات التي تواجه بعض بلدان الجوار». وأشار نبيل بنعبد الله إلى أن ما تبقى من عمر الحكومة، لا يتجاوز، في أحسن الحالات، سنتين فقط، داعيا إلى ضرورة الاشتغال على بلورة الإصلاحاتالمنتظرة، مقترحا، في هذا السياق، تكوين لجينة للأغلبية لتحديد الأولويات. وأعرب وزير التعمير وإعداد التراب الوطني الأمين العام للحركة الشعبية، امحند لعنصر، عن أمله أن تعيش الحكومة زمن الإصلاحات والتغيير، لأن التحديات، بحسبه، أصبحت أقوى والمدة الزمنية أضيق، معتبرا أن لقاء مكونات الأغلبية جاء في ظرف استثنائي بعد التجربة التي مرت بها البلاد والتي فرضت رفع تحدي تغيير المعاملة، ومبرزا أنه، لأول مرة، بعد الدستور « يختار رئيس الحكومة تحالفاته، وبالتالي لا بد من التغيير في طبيعة الملفات وهو ما لم يتم في السنة الأولى من عمر الحكومة السابقة ونتمنى أن نعيشه بعد التحاق التجمعيين». وقال لعنصر إن الإشكال الذي واجهته الحكومة في نسختها الأولى «هو حديث فريق من فرق الأغلبية لغة المعارضة»، مشددا على أنه من الطبيعي جدا وجود اختلاف في وجهات النظر، لكن الأهم هو كيفية تدبير الاختلاف بالحوار والتحكيم. وأكد على ضرورة إيجاد الحلول لكل المشاكل المطروحة بين الفرقاء، وهي المسؤولية الملقاة على الأغلبية الحكومية، لأن من يتحمل مسؤولية تدبير الشأن العام له ضريبة هي أنه لا يمكن أن يرضي الجميع. وأوضح الوزير المنتدب الملكف بالمغاربة المقيمين بالخارج وعضو المكتب السياسي للتجمع الوطني للأحرار أن المغرب في حاجة إلى الوضوح في الرؤية والأولويات، مثلما يحتاج أيضا لحكومة تتكلم لغة واحدة وأغلبية موحدة تسير في نفس الاتجاه، مشيرا إلى المغرب يعيش انطلاقة جديدة ينتظر منها تحقيق الانسجام الكفيل بإعطاء الفعالية والمردودية. وأكد الوزير المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة الذي مثل رئيس الحزب، صلاح الدين مزوار، في لقاء الأغلبية أن التجمع الوطني للأحرار يتوق للمساهمة بنكران للذات وإزالة القبعة السياسية للانصهار في أغلبية واحدة لها نفس الأهداف، مشددا على ضرورة الوضوح بين مكونات الأغلبية وخوض هذه المسيرة بثقة لترجمة الأقوال إلى أفعال، معربا عن يقينه من بلوغ الأهداف وتحقيق ما يصبو إليه جميع المواطنين.