المهنيون يقرون بارتفاع الأسعار بنسبة 30 % نتيجة غلاء الأعلاف وتناسل الوسطاء والشناقة سجلت أسعار الأضاحي في الأسواق ارتفاعا واضحا مع اقتراب موعد عيد الأضحى الذي يصادف هذه السنة يوم 16 أكتوبر الجاري، خاصة في أسواق المدن الكبرى. وعزت مصادر مهنية هذا الارتفاع الذي وصل إلى نسبة 30 % بالمقارنة مع العام الماضي، إلى تداخل مجموعة من العوامل المؤثرة التي جعلت السعر المتوسط للخروف «يقفز إلى 3000 درهم، وربما أكثر حسب المناطق». وقال بنمبارك السنتيري رئيس الجمعية الوطنية لمربي الأغنام والماعز، في تصريح لبيان اليوم، إن ارتفاع أسعار الخروف هذه السنة يعود إلى «التكاليف المرتفعة للأعلاف التي بلغت أرقاما قياسية طيلة الموسم الفلاحي المنصرم، بل واصلت ميلها التصاعدي خلال الأشهر الثلاثة الماضية التي خصصها المربون لإعداد مواشيهم لمناسبة العيد من خلال تخصيص ميزانيات هامة للأعلاف الجيدة». ولا يعتبر هذا العامل، بحسب بنمبارك السنتيري، الوحيد الذي يفسر ارتفاع أسعار خروف العيد لهذه السنة؛ ففي ظل تناسل السماسرة والشناقة الذين يتكاثرون في هذه المناسبة، لا يمكننا، يقول المتحدث، توقع أسعار تستجيب لميكانيزمات العرض والطلب، في ظل غياب المراقبة بأماكن البيع سواء في المحلات التجارية الكبرى، أوالأسواق القروية، ونقط البيع الرئيسية على مستوى المدن، والحد من كثرة الوسطاء الذين يحولون العيد إلى مناسبة للاغتناء غير المشروع على حساب جيوب المواطنين البسطاء الذي لا يجدون بدا من شراء الأضحية. واقترح السنتيري للحد من فوضى السوق دعم الوزارة لمبادرة الجمعية الوطنية لمربي الأغنام والماعز التي دعت إلى تجميع كل المربين في نقاط بيع كبيرة من أجل اعتماد البيع المباشر بأسعار معقولة لا تترك مجالا للشناقة الذين باتوا يفضلون اكتساح الأحياء الشعبية والشوارع المخصصة لحركة السير. وهو ما شددت عليه وزارة الفلاحة والصيد البحري، التي أكدت أن مصالحها معبأة لضمان تموين السوق ومراقبة الأسعار ونقاط البيع، مشيرة، في بلاغ لها توصلت بيان اليوم بنسخة منه، إلى أن العرض من الأضاحي يفوق الطلب وأن القطيع يتمتع بصحة جيدة بالنظر إلى «الموسم الفلاحي الجيد الذي كان له وقع على توفر الأعلاف لقطعان الماشية». وقالت وزارة الفلاحة والصيد البحري في بلاغها إن العرض من الأضاحي المتوفرة لهذه السنة يبلغ 8.3 ملايين رأس، منها 4.83 ملايين رأس من ذكور الأغنام و3.47 ملايين رأس من الماعز وإناث الأغنام. ومن جانب آخر ذكر البلاغ أن الحالة الصحية للقطيع جيدة في مجمل مناطق المملكة بفضل برامج المراقبة المستمرة وتعزيز التأطير الصحي وحملات الوقاية والعلاج من الأمراض الحيوانية المعدية ذات الانعكاسات الاقتصادية، والتي تشرف عليها المصالح البيطرية التابعة للمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، مشيرا إلى أن عيد الأضحى يشكل أيضا فرصة لتحسين دخل الفلاحين الذين تشكل تربية القطيع مورد دخلهم الأساسي، خاصة في المناطق الرعوية الشاسعة التي تغطي حوالي 70% من مساحة البلاد. هذا، ويرتقب أن يفوق رقم المعاملات بمناسبة عيد الأضحى 8 مليارات درهم، سيحول جزء كبير منها إلى العالم القروي، مما سيساعد الفلاحين على تغطية نفقات باقي الأنشطة الفلاحية، خاصة في فترة انطلاق الموسم الفلاحي 2013 - 2014 ، مما سيسهم في تنشيط الحركة الاقتصادية بشكل عام بالعالم القروي.