اتهم عبدالله، نجل أبو أنس الليبي القيادي في تنظيم القاعدة، الأحد، الحكومة الليبية بالتآمر على تسليم والده إلى الولاياتالمتحدة الأميركية وقال إن الذين اعتقلوا والده أمام منزله عقب صلاة الفجر هم مسلحون ليبيون كانوا في سيارتين من دون لوحات مرقمة. وقال عبدالله إن سيارتان بداخلهما مسلحون داهمتا والده عقب رجوعه من الصلاة فجرا بعد أن قام مسلحون بكسر زجاج السيارة وإخراجه منها وتخديره ونقله في سيارة أخرى مضيفا،» كنا نتوقع أسوأ الاحتمالات ولم نتوقع في أخر المطاف أن يتم التواطؤ مع الأميركان وتسليمه . وكانت وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون قد أعلنت أن القوات الأميركية من وحدات النخبة في البحرية نفذت عملية داخل ليبيا واعتقلت خلالها ابو انس الليبي القيادي في تنظيم القاعدة، لتنهي مطاردة استمر أكثر من 15 عاما للوصول اليه. وقال جورج ليتل المتحدث باسم البنتاغون في بيان، إن القوات الأميركية اعتقلت القيادي البارز بتنظيم «القاعدة» أبو أنس الليبي، الذي أدين في الولاياتالمتحدة بتهمة الضلوع في تفجيري السفارتين الأميركيتين بالعاصمتين الكينية، نيروبي، والتنزانية، دار السلام، في العام 1988، و اللذين أسفرا عن مقتل أكثر من 200 شخص وجرح آلاف آخرين. وصرح ليتل انه «اثر عملية اميركية لمكافحة الارهاب فان ابو انس الليبي محتجز بشكل قانوني لدى الجيش الاميركي في مكان آمن خارج ليبيا». وكانت الحكومة الأميركية رصدت مكافأة قدرها 5 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي للوصول اليه و اعتقاله . في المقابل اكدت الحكومة الليبية انها تتابع الانباء عن ما اسمته بعملية «اختطاف» ابو انس الليبي، وطالبت واشنطن بتوضيحات بشأن هذه العملية وقال مكتب رئيس الوزراء الليبي علي زيدان إن رئيس الوزراء طلب من السلطات الأميركية تفسيرا للعملية العسكرية التي نفذت في طرابلس. وجاء في بيان للحكومة «تتابع الحكومة الليبية المؤقتة الانباء المتعلقة باختطاف احد المواطنين الليبيين المطلوب لدى سلطات الولاياتالمتحدة ومنذ سماع النبأ تواصلت الحكومة الليبية مع السلطات الاميركية وطلبت منها تقديم توضيحات في هذا الشأن». كذلك ابدت الحكومة «حرصها على ان يحاكم المواطنون الليبيون في ليبيا في اي تهم كانت». وذكر البيان بان ليبيا ترتبط مع الولاياتالمتحدة «بعلاقة استراتيجية في المجال الامني والدفاعي»، معربة عن املها في «الا تتعرض هذه الشراكة الاستراتيجية الى اي مخاطر نتيجة هذا الحادث»، كذلك ابدت الحكومة «حرصها على ان يحاكم المواطنون الليبيون في ليبيا في اي تهم كانت». وكانت شبكة «سي ان ان» الاخبارية اوردت نقلا عن مسؤول اميركي ان الحكومة الليبية تم اخطارها بهذه العملية التي نفذتها قوات خاصة اميركية في طرابلس لاعتقال ابو انس الليبي. واضافت ان الليبي شوهد في العاصمة الليبية طرابلس، ونقلت عن مصادر للمخابرات الغربية قولها ان هناك مخاوف من احتمال ان يكون قد كلف بإنشاء شبكة للقاعدة في ليبيا ونقل تقرير المحطة عن محللين في مجال مكافحة الإرهاب قولهم إن أبو أنس الليبي ربما لم يعتقل في ذلك الوقت بسبب الوضع الأمني الدقيق في مناطق كثيرة من ليبيا حيث يسيطر الجهاديون على الوضع. ونقلت عن مصدر بالمخابرات قوله انه يبدو ان الليبي وصل الى ليبيا في ربيع 2011 خلال الحرب الأهلية في البلاد. وقد أوضح رئيس لجنة الأمن القومي في المؤتمر الوطني الليبي، اعلي هيئة سياسية في ليبيا، أن السلطات في طرابلس لم تكن على علم بالعملية التي انتهت باعتقال ابو انس الليبي. من جهته اعتبر محلل ليبي انه سواء كانت السلطات الليبية على علم او لا بالعملية، فإن ما حصل يمثل «كارثة» على سلطات البلاد وسيادتها، حيث أن من شان هذه العملية ان تزيد من إضعاف الحكومة الانتقالية التي تواجه تصاعدا لنفوذ الإسلاميين المتشددين خصوصا في شرق البلاد الذي يعيش حالا من الفوضى. ويمثل القبض على أبو أنس الليبي، المولود في طرابلس باسم نزيه عبدالحميد نبيه الرقيعي في عام 1964، ضربة قوية إلى ما تبقى من القيادة الأساسية لتنظيم القاعدة الذي كان يقوده أسامة بن لادن، علما انه كان ينتمي الى «الجماعة الاسلامية الليبية المقاتلة» قبل أن ينضم إلى صفوف تنظيم القاعدة. يذكر أن الليبي متهم بتفجير سيارة مفخخة أمام السفارة الأميركية في نيروبي في العام 1998 مما أسفر عن 213 مقتل وحوالي خمسة ألاف جريح، وفي نفس التوقيت تقريبا استهدف انفجار مماثل بشاحنة مفخخة السفارة الأميركية في دار السلام مما أسفر عن 11 قتيلا وأكثر من 70 جريحا جميعهم عابرو سبيل. وقد تبنى تنظيم القاعدة كلا الهجومين.